الاتصالات السعودية وإريكسون:
فجر جديد في شبكات الجيل الخامس

17.05.2021
من اليمين فاضل عيسى وهشام العبدلي
Twitter icon
Facebook icon
LinkedIn icon
e-mail icon
شارك هذه الصفحة مع آخرين
Print Friendly, PDF & Email
إياد ديراني
أنهت «الاتصالات السعودية» stc بالتعاون مع إريكسون مشروعاً هو الأول من نوعه لتجميع شبكات الجيل الخامس (Carrier Aggregation) باستخدام تقنية إريكسون الخاصة بمشاركة الطيف الترددي (Spectrum Sharing).
«الاقتصاد والأعمال» واكبت هذا المشروع وحاورت مدير عام تصميم البنية التحتية في شركة الاتصالات السعودية هشام علي حمد العبدلي والرئيس التنفيذي للتقنية في إريكسون - السعودية فاضل عيسى، وسألتهما عن أهمية هذا المشروع وسبب وصفه بـ «إنجاز» في عالم تطوير شبكات الجيل الخامس.
 
يستهل العبدلي بالإجابة على سؤال حول أهمية رصد الاستثمارات لنشر شبكات الجيل الخامس، ومدى تلبية هذه الاستثمارات لمتطلبات تحقيق أهداف رؤية 2030، ويقول: «تلتزم شركة stc بمواصلة الابتكار والحفاظ على الريادة لضمان حصول عملائها على القيمة الأعلى التي يستحقونها. وتأتي هذه الاستثمارات لنشر شبكات الجيل الخامس بما يتفق تماماً مع أحدث المعايير والمواصفات العالمية. وتتعهد الشركة بمواصلة دفع حدود التقنية لخدمة أهداف «رؤية السعودية 2030». لقد أصبح التحول الرقمي ضرورة حتمية للمملكة، ولذلك فإن تحقيق أعلى مستويات التطور الرقمي من خلال التنمية الاقتصادية المُستدامة وتعزيز الابتكار يتطلبان عقد شراكات مع كيانات خاصة تدرك تماماً أهداف stc ورؤية الدولة، مثل إريكسون وميديا تيك وغيرهما من الشركات الكبيرة».
 

تغيير قواعد اللعبة

أما الرئيس التنفيذي للتقنية في إريكسون السعودية فاضل عيسى، فيقول حول المشروع: «نحن سعداء بتحقيق إنجاز بارز آخر في شراكتنا الطويلة الأمد مع stc. إن استخدام حلّ تجميع شبكات الاتصالات «غير المستقلة»، من خلال تقنية «التقسيم المزدوج للتردد والتقسيم المزدوج للزمن» على الشبكة التجارية، يُعدّ تغييراً لقواعد اللعبة من شأنه تعزيز التغطية والقدرات. ومن خلال قيام إريكسون بجمع طيف منخفض التردد وطيف متوسط التردد، فإنها تساعد stc على نشر تقنية الجيل الخامس بشكل أفضل وتحسين تجربة المستخدمين». 
ويعقب العبدلي على كلام عيسى، ويقول: «إن تحقيق أهداف التحول الرقمي في «رؤية السعودية 2030»، يتطلب بنية تحتية تقنية متينة وخدمات رقمية متطورة في المملكة. وبوجود مثل هذه البنية نستطيع دعم تطوير الخدمات والقدرات الرقمية في جميع القطاعات وفي مختلف جوانب الحياة الاجتماعية الأخرى، وهذا من شأنه المساعدة على إطلاق اقتصاد رقمي مزدهر ونابض بالحياة. دور خدمات الاتصالات يتصاعد ليشكل عوامل تمكين رئيسية للاقتصادات الرقمية، وركائز أساسية لتحويل الصناعات والأعمال وأنماط الحياة بالإضافة إلى التقنيات الناشئة التي يُتوقع أن تمثل أكثر من 40 في المئة من نمو الإيرادات الجديدة في قطاع التقنية حتى العام 2023. ولن تكون عوامل تمكين فحسب، بل ومصدراً رئيسياً للميزة التنافسية الاستراتيجية للشركة أيضاً. نحن نعتقد أن أهم هذه التقنيات الناشئة هي: تقنية الجيل الخامس، إنترنت الأشياء، الواقع المعزز/الواقع الافتراضي، الحوسبة السحابية، الذكاء الاصطناعي، الروبوتات، وتحليل البيانات. نحن نستثمر الآن بكثافة في هذه المجالات وغيرها». 
ويتابع العبدلي فيوضح طريقة انعكاس المشروع الجديد مع إريكسون على الخدمات وتطوير الإيرادات: «تحرص stc على إثراء تجربة عملائها وحصولها على أحدث التقنيات، وقد أُجريت تجارب على الشبكة الحية للشركة باستخدام أحدث وأفضل الحلول المبتكرة من إريكسون وميديا تيك، ما سمح للعملاء والشركات في المملكة بالتعرّف على قيمة السلاسة في تقنية الجيل الخامس. إن تقنية الجيل الخامس بالموجات الراديوية الجديدة مع تقنية تجميع شبكات الاتصالات، إلى جانب تقنية مشاركة الطيف من إريكسون، تتيح لشبكات الاتصالات زيادة كفاءة استخدام الطيف وتوسيع تغطية شبكة الجيل الخامس، كما تزيد إنتاجية جميع الأجهزة المتصلة. والجدير بالذكر أن هذه الابتكارات الخلوية تعود بالفائدة على جميع مستخدمي الجيل الخامس وتعمل على تحسين تجربة الجيل الخامس لدى العميل. إن وجود شبكة قوية من الجيل الخامس يُعدّ أمراً بالغ الأهمية لتحقيق طموحات طويلة الأجل، وبالتالي تزداد فرص stc والشركات الصغيرة والكبيرة في تنمية إيراداتها».
 

عصر جديد

من جهته، يشرح عيسى الجوانب التقنية للمشروع، فيقول: «تُعدّ شراكتنا الرامية إلى تجميع الشبكات على مستوى الجيل الخامس مع stc مثالاً يُحتذى خصوصاً لناحية الفائدة الكبيرة التي يجنيها المشغلون من هذه التقنية في منطقة الشرق الأوسط. فالجمع بين «الإرسال المزدوج المقسم تردديا» من مستوى الـ 700 ميغا هرتز للموجات الجديدة (NR FDD 700MHz) و«الإرسال المزدوج المقسم زمنياً» من مستوى 3.6 غيغا هرتز للموجات الجديدة (NR TDD 3.6GHz) يحسّن التغطية والقدرات. كما إن استخدام «الإرسال المزدوج المقسم ترددياً» 700 ميغا هرتز للموجات تقنية الجيل الخامس بالموجات الجديدة و«تقنية التطور الطويل الأمد» LTE. وهذا يساعد على زيادة كفاءة استخدام الطيف وتوسيع نطاق تغطية الموجات الراديوية الجديدة (المتوسطة التردد للإرسال المزدوج المقسم زمنياً)، وقد أظهرت الاختبارات أن تقنية تجميع الشبكات على مستوى الجيل الخامس تؤدي إلى زيادة إنتاجية جميع المستخدمين وكفاءة المشغلين في إدارة قدرات الجيل الخامس لخدمة العملاء والشركات. لقد نجحنا في stc بتوسيع نطاق الإرسال المزدوج المقسم زمنياً 3.6 غيغاهرتز بنسبة 36 في المئة على الشبكة الحية، عن طريق تحويل الوصلة الصاعدة في قناة التحكم إلى التردد المنخفض 700 ميغاهرتز، وهذا من شأنه مساعدة الشركة على خفض عدد المواقع التي تستخدم النطاق C بنسبة 36 في المئة».
أما العبدلي، فيشرح معاني هذا النوع من التطوير على مستوى الجيل الخامس بالنسبة الى القطاعات الاقتصادية، ويقول: «نعتقد أن هناك فرصاً عديدة متاحة للقطاعات المختلفة، وقد انصبّ تركيزنا على البنية التحتية التقنية والخدمات الرقمية وتجربة العملاء وتسريع التحول الرقمي. وفيما نتطلع إلى المرحلة الثانية من استراتيجيتنا «تجرأ»، ستحصل القطاعات الحكومية وقطاعات الأعمال على جزء كبير من تركيزنا. إن شبكة تقنية المعلومات والاتصالات الممتدة في أرجاء المملكة، تتيح لنا في stc فرصة تقديم خدمات الرعاية الصحية والتعليم عن بُعد، بحيث تتحسن جودة الرعاية وتستمر مراحل التعليم من دون انقطاع ومن دون تكاليف اضافية، وسنعمل أيضاً على تطوير قدرات إنترنت الأشياء لتوفير حلول متقدمة لتطبيقات المدن الذكية والأتمتة الصناعية والخدمات اللوجيستية والخدمات العامة وتطبيقات المنازل الذكية. ودعماً لهذه الجهود، فإننا نزيد استثماراتنا في نشر شبكة الجيل الخامس وخدمات السحابة والتحليلات ومراكز البيانات والتقنيات الناشئة، مثل الذكاء الاصطناعي والواقع المعزّز/الواقع الافتراضي».
 

1.4 مليون مشترك 5G 

ويقدم فاضل بعض الإحصاءات حول استخدام الجيل الخامس في السعودية وسائر بلدان الخليج، فيقول: «شهد عاما 2019 و2020 نشر تقنية الجيل الخامس للاستخدام التجاري من قبل كبار مزودي الخدمات في منطقة الشرق الأوسط، ووصل عدد الاشتراكات فيها إلى قرابة 1.4 مليون بحلول نهاية العام 2020، معظمها في دول الخليج. ومن المتوقع لتقنية الجيل الخامس أن تشهد قفزة كبيرة في عدد الاشتراكات خلال العام 2021. ومن المرجّح أن تصل الاشتراكات في منطقة الشرق الأوسط إلى قرابة 130 مليون في العام 2026؛ أي نحو 15 في المئة من إجمالي عدد مشتركي الهاتف المحمول. وقد كشف تقرير الاتصالات الصادر عن «فيتش سوليوشنز» أن عدد اشتراكات الجيل الخامس في المملكة سيصل إلى 18 مليون في حلول العام 2025، فيما سيبلغ عدد سكانها 37.2 مليون نسمة. ووفقاً لهذا التقرير أيضاً، سيصل عدد اشتراكات الهواتف الذكية في المملكة إلى 56 مليوناً في حلول العام 2025».
ويختتم العبدلي اللقاء، ويقول: «وقّعت مؤخراً وحدة الأعمال في stc مذكرة تفاهم مع مركز إريكسون متعلقة بإبتكارات الجيل الخامس في المملكة العربية السعودية لدراسة وتطوير فرص استخدامات الجيل الخامس والشبكات الخاصة والثورة الصناعية الرابعة. وبموجب الشراكة تمّ تنفيذ مرحلة تجريبية لإثبات فعالية التقنية. مركز ابتكارات الجيل الخامس تأسس في العام 2018 لمساعدة المملكة على الاستفادة من تقنية الجيل الخامس من خلال اختبار حالات استخدام جديدة لهذه الشبكة وإنترنت الأشياء. ويساعد المركز stc من خلال الأبحاث، على التأكد من مدى التأثير الإيجابي لشبكة الجيل الخامس على قطاعات النفط والغاز والطيران والموانئ والخدمات اللوجيستية وكيفية استخدام التقنية لتحسين السلامة العامة».