موريتانيا "تلمع" ذهباً

12.05.2021
أحمد طالب
الصورة على اليمين توضح مؤشرات الذهب بموريتانيا، على اليسار الوحدات الجيولوجية بغرب افريقيا
صورة لموريتاني يعرض محصوله اليومي من الذهب السطحي
Twitter icon
Facebook icon
LinkedIn icon
e-mail icon
شارك هذه الصفحة مع آخرين
Print Friendly, PDF & Email

أحمد الطالب محمد*

تتمتع موريتانيا بتنوع جيولوجي فريد من نوعه، فلديها ثلاثة أحواض رسوبية من بينها أحد أكبرالأحواض الرسوبية فى القارة الافريقية وهو حوض تاودني، كما أنها تملك سلسلة جبلية تسمي موريتانيد تحتضن العديد من المكامن و المؤشرات المعدنية من بينها منجم النحاس و الذهب الذي تستغله الشركة الكندية First Quantum Mineral وقد بلغ إنتاج هذا المنجم سنة 2020 ما يقارب الطن و النصف من الذهب

كذلك يوجد بموريتانيا كذلك ما يزيد علي مائتي ألف كلمتر مربع من الصخور القديمة في ما يعرف بالوشاح الغرب إفريقي.

وضمن هذه المجموعة الجيولوجية، تنعم البلاد –التي لم تكتشف مقدراتها بعد-  بتنوع في المؤشرات المعدنية من الذهب والألماس والحديد والليثيوم والتربة النادرة مرورا بالبلاتينيوم و النيكل...الخ

و من بين هذه المؤشرات والمناجم، يوجد منجم تازيازت الذي يعتبر أحد أكبر المناجم بالقارة الأفريقية حيث بلغ إنتاجه سنة 2020 ما مجموعه 12,6  طناً من الذهب وما زال هذا المنجم يتوسع ليبلغ إنتاجه حسب تقديرات الشركة إلى ما يقارب 28 طناً سنويا بعد 4 سنوات.

يوجد كذلك في هذه الوحدة الجيولوجية منجم تيجيريت الذي يقترب من بدء الإنتاج، حيث تستعد شركة Aya Gold  & Silver التي استحوذت مؤخراً على حصة الشركة الكندية Algold Resources البالغة 75 في المئة من الأسهم، لتستعد بذلك لإدخاله فى طور الإنتاج فى أمد قريب حسب تصريحات الشركة المالكة لرخصة الإستغلال.

في سنة 2016 شهدت البلاد حمى الذهب وتوافد المنقبون من كل حدب وصوب لإستخراج الذهب من مناطق لم يكن يظن أهلها أنها من أغنى الأراضي بالذهب.

لكن ماذا يجعل هذه الأراضي غنية بالمعدن الأصفر؟

من بين الخمس دول الأكثر إنتاجا للذهب في إفريقيا تحتل ثلاث دول من غرب إفريقيا مراكز مهمة وهي غانا ومالي وبوركينا فاسو. وتتشارك هذه الدول الثلاثة مع موريتانيا الجيولوجيا حيث توجد فيها نفس الصخور التي يتواجد بها الذهب.

ويوجد الذهب بكثرة فى الصخور التي يرجع عمرها للعمر الجيولوجي المسمي “The Birrimian” و يطلق عليه الجيولوجيون بالمنطقة، "عصر الذهب". تملك موريتانيا حصة الأسد من هذه الصخور، إلا أنها لا زالت غير مستكشفة مقارنة بالدول المذكورة والتي يعود استغلال الذهب فيها الى أكثر من ألف سنة. وما يؤكد ذلك هو النسب العالية التي يتحصل عليها المنقبون الموريتانيون شمال البلاد حيث يصل التركيزفى الصخور أحيانا إلى ما يزيد على 300 جرام للطن من الذهب.

كما توجد في موريتانيا بمنطقة تازيازت-التيجيريت ما يسمى بأحزمة الصخور الخضراء، و هي التي يوجد بها منجما تازيازت والتيجيريت وكذلك عدد كبير من المناجم التقليدية التي تنتج أطناناً من الذهب سنوياً. وللإشارة تنتج أحزمة الصخور الخضراء ما يقارب 20 في المئة من الإنتاج العالمي للذهب.

سجلت موريتانيا ارتفاعا قياسيا فى زيادة إنتاجها للذهب حيث يقدر الإنتاج بما يزيد على 28 طنا من الذهب للسنة 2020 أي بزيادة تقدر بـ 70 في المئة مقارنة بسنة 2019.

و يجمع الخبراء أن المقدرات المعدنية للبلد كبيرة جدا و لم يتم استكشاف الا النذر القليل. ومع ارتفاع أسعار الذهب عالمياً وبدء الدورة المعدنية الكبيرة "the mining supercycle" يبقى السؤال المطروح من سيكون سباقاً للاستثمار في قطاع من أكثر القطاعات حيوية؟

*خبيرفى الجيولوجيا و الموارد المعدنية