ذكريات مصرية في لبنان
مع حامد الشيتي

21.04.2021
حامد الشيتي
Twitter icon
Facebook icon
LinkedIn icon
e-mail icon
شارك هذه الصفحة مع آخرين
Print Friendly, PDF & Email

يعتبر رجل الأعمال المصري حامد الشيتي أحد أبرز رجال الأعمال في مصر وهو مؤسس مجموعة "شوري" التي تملك عدداً من الشركات العاملة في قطاعات مختلفة في مقدمها تجارة المبيدات والأسمدة الزراعية واستصلاح الأراضي والكيماويات والإسمنت والبلاستيك والأمن ناهيك عن القطاع العقاري. ولـحامد الشيتي جولات أعمال عدّة بدأت في سورية أيام الوحدة مع مصر، وشملت بلداناً أوروبية مختلفة وبخاصة ألمانيا وبريطانيا.

تحدث حامد الشيتي عن ذكرياته في لبنان فقال: "كانت أوّل زيارة إلى لبنان في يناير 1954 في رحلة للجامعة بعد أن تخرّجت منها مهندساً زراعياً. إذ كان لبنان بنظرنا، كشباب، آنذاك، بلداً بسيطاً وجميلاً وأحببنا كثيرا لهجة الشعب اللبناني، وأبهرنا الجمال الأخاذ لجبل الأرز المُغطى بالثلوج.

وأضاف:" بعد ذلك تكرّرت الزيارات ولكن لم أكن أحظى بنشاط تجاري مع لبنان بل كانت الرحلات جميعها للسياحة والتمتع بالطبيعة.

حساب مصرفي

ويتابع حامد الشيتي: حين بدأت فترة التأميم في مصر، صار لبنان بالنسبة لي أكثر من بلد سياحي حيث يتمتع بحرية إقتصادية كبيرة مما جعله ممراً لدعم التجارة والهروب من البيروقراطية الاقتصادية بمصر في تلك الفترة.

وعليه قمت بفتح حساب ببنك "انترا" بلبنان وكلما نويت زيارة أوروبا لمتابعة أعمالي .. اقوم بزيارة لبنان قبلها متخذاً منها محطة هامة لتمهيد أعمالي التجارية والمالية. وكانت الخدمات المالية بلبنان مبهرة من حيث السرعة والتحرر من التعقيد ( كإرسال فاكس بتفاصيل التحويل حيث يصل سريعاً ليقوم الجانب الأخر بالتنفيذ خلال ساعات، بينما تستغرق هذه العملية أكثر من أسبوع اذا تمت من مصر). فكان لبنان نموذجاً مبهراً للتحرر الاقتصادي الذي كنا نتمنى أن نحققه في مصر.

وقال:"تعرفت علي الكثير من الأصدقاء من أبناء الشعب اللبناني آنذاك، ثم عملت بشركة ألمانية كمندوب للمتابعة والترويج لأنشطة الشركة بمنطقة الدول العربية ومن ضمنها لبنان.. حيث قمت بزيارة لبنان زيارة عمل للمرة الأولي، وكانت إدارة الزراعة في الشركة الوكيلة تحت إشراف السيد روفائيل دبانة، حيث تعرفت عليه وعلى والده الذي كان من أكثر الأشخاص تأثيرا في نفسي، وكنت متزوجاً آنذاك وكنت أتمنى لو أن الله يرزقني بإبن مثل روفائيل في المهارة والذكاء.

وكان حلما من أحلامي إنشاء شركة بلبنان ولكن بعد انتصار مصر في حرب أكتوبر 1973 بدأنا عصراً جديداً من الانفتاح الاقتصادي والحرية الاقتصادية ولم يعد لنا حاجة بالخروج منها.

وتظل العلاقة متميزة بين مصر ولبنان متمثلة في جمعيات الصداقة المصرية اللبنانية وجمعيات رجال الأعمال، واللجنة المصرية اللبنانية، حيث كانت زياراتنا للبنان آنذاك كوفد من رجال الاعمال في مناسبات فعالة وهامة نتبادل فيها وجهات النظر حول كل ما يهم عالم التجارة والأعمال، حيث الاستفادة وتبادل الخبرات وكان هناك دائما شعور اننا على نفس الموجة من التفاهم والسعي للتطوير.

ومنذ ثلاث سنوات قمت بشراء بيت في الجبل في منطقة برمانا، حيث الإطلالة على الطبيعة الخلابة، ويقوم أولادي بزيارته دائما ولكن لم تتسن لي الفرصة لأقوم بزيارته حتى الآن.

من المحزن ماعلمنا به من أحداث بلبنان من انفجار المرفأ وأيضا الخلافات السياسية والحزبية، وتأثرنا جميعاً بها ، لأن لبنان هذا البلد الجميل يستحق ان يعيش بسلام وأمان بلا منازعات وتأثيرات خارجية.

وأردف الشيتي : أتمنى ان تزول جائحة كورونا بتبعاتها السلبية على الاقتصاد والبلاد وأن تهدأ الأمور بلبنان ويستعيد أمجاده ويتعافي، لكي أزوره واستعيد ذكرياتي الجميلة بهذا البلد القريب لقلبي.

وعند سؤاله عما إذا كان لايزال يتواصل مع أصدقائه من لبنان .. قال انهم علي اتصال من حين لآخر مع بيت دبانة وإنهم ورثوا هذا التواصل ليستمر بين الأبناء. ولكن لم يسبق ان خططوا لمشروع مشترك بينهم بمصر أو ببيروت.

هل كانت لديك علاقات بسياسيين أو قياديين بلبنان؟

يرد الشيتي: لا لم يكن .. فأنا كنت سائحا عاديا يعشق لبنان، وجمال مدنها والجبال فيها والمطاعم ودائما أتذكر المطاعم في رحلة حيث كان النادل يجلب الماء من النبع مباشرة.

وأتذكر انه من أجمل الخبرات الاختلاط بالشعب اللبناني المتنور المحب للحياة.

وعند سؤاله عن الخبرات التي اكتسبها من التعامل مع أبناء لبنان. قال:"إن التعامل مع الشعب اللبناني سواء كان رجل أعمال أو حتى صاحب محل تجاري أو بائع ، كان ذا فائدة حيث تجده منفتح العقل تماما بلا عوائق.

وأردف أن لبنان بذلك الوقت كان يَحظى بكل ما هو جديد مما كان يجعل من أفضل الوجهات للتسوق، وكان به تنوع كبير في مجال الملابس والأزياء والموضة ينافس الدول الأوروبية.حيث تجد بالأسواق موديلات من كل بلاد العالم. وتجد تطوراً كبيراً بأسواق المواد الغذائية والفاكهة، وأتذكر أنني رأيت بلبنان السوبر ماركت قبل أن يبدأ هذا الفكر في مصر.

وسئل ماهي الفنادق التي كنت ترتادها عند اقامتك في لبنان؟

أجاب الشيتي انه كان يحب الإقامة بوسط المدينة حيث القرب من أماكن التسوق، وكان يقيم بفنادق مثل ستراند و فينيسيا، ومنطقة الحمراء كانت تعتبر آنذاك منطقة جديدة حيث يتواجد بها العديد من أشهر المحال التجارية.

وبسؤال حامد الشيتي عن أكثر مكان تشتاق لزيارته ببيروت؟

يجيب أنه يشتاق كثيراً للمشي بشوارع وسط المدينة، واسترجاع ذكرياته القديمة بها، ويعلم انها قد تطورت على يد الحريري ويريد أن يشاهد التطور والتغير بها أيضاً. وواصل قائلا .. كنت امشي بشوارعها بالخمسينات والستينات وكان أكثر ما يلفت نظري أنه بالرغم من شوارعها الضيقة والتي تعتبر أضيق من شوارع القاهرة إلا انه دائما يوجد تعاون وتفاهم في قيادة السيارات بحيث لا تجد أزمة مرورية بها مثلما يحدث بشوارع القاهرة.

كما ذكر الشيتي أن أحد أبناء أخوته كان يدرس بالجامعة الأمريكية في بيروت وقد زاره ورأي مدي تطور الجامعة وتصادف ان مرض أثناء فترة الدراسة أيضا وقام بزيارته بالمستشفي وكان علي قدر كبير من التطور أيضا.

وعن بيروت من الستينات وبيروت ألان قال السيد حامد الشيتي أنه يشبه علاقته بشخص يعشق حبيبة جميلة ولكنها أصبحت مريضة ضعيفة ويدعو لها أن تعود لصحتها وجمالها.

ويقول:"أننا عشنا فترة صعبة بمصر في أيام عبد الناصر ولكن هذه الفترة كانت تحظى بمفهوم قوي عن القومية العربية ووحدة الشعوب العربية.

ويتمنى أن يستفيق الشعب اللبناني من هذه النكبات ويعود لبنان كما كان قوياً ويعود الشعب محباً للحياة. نحن نحب الشعب اللبناني ونقف دائماً معه جنباً إلى جنب في جميع المناسبات وان محبة وتآخي الشعبين ستظل دائماً.

وأعرب عن ترحيبه هو وأمثاله من رجال أعمال مصريين بالاستثمارات اللبنانية بمصر وقال انها بلدهم الثاني لحين عودة لبنان لطبيعته. وأن الفرصة قوية من حيث استغلال الاتفاقيات التجارية بمصر للنفاذ لأسواق جديدة وتبادل الخبرات وتطويرها. وقال ان رجال الأعمال اللبنانيين يتمتعون برؤية متميزة في مجــال الاستثمار والتجـــارة ودائما لديهم ما هو جديد.