يرى كثير من المراقبين أن لا حل لمشكلة سلاح "حزب الله" في لبنان إلا في إيران أو في إسرائيل وليس في لبنان فقط وهو العاجز عن ذلك وحده خصوصاً إذا ظلت إسرائيل تحتل جزءاً من أراضيه ما يجعل الحزب يتذرع بإستمرار بهذا الإحتلال للإحتفاظ بسلاحه كقوة رادعة تمنع إسرائيل من القيام بعدوان عليه.
لذلك لابد من مساعدة لبنان على إيجاد حل لمشكلة سلاح "حزب الله"، فإيران تستطيع ذلك وقد يكون الثمن إخضاع لبنان لوصاية إيرانية وإن غير مباشرة كما أخضع في الماضي لوصاية سورية مباشرة ثمن تخلصه من السلاح الفلسطيني على أرضه. وإبقاء جبهتي الجنوب والجولان هادئتين وهذا ما حصل. أو أن ترفع أميركا العقوبات المفروضة على إيران وتعطيها دوراَ سياساَ في المنطقة من خلال التخلص من كل الأذرع العسكرية الإيرانية فيها.
وتستطيع إسرائيل أيضاً مساعدة لبنان على التخلص من سلاح "حزب الله" إذا انسحبت من بقية الأراضي اللبنانية التي تحتلها تنفيذاً للقرارات الدولية ولاسيما للقرار 1701، لكن إسرائيل قد تطلب في مقابل ذلك أن يعقد لبنان سلاماً معها بعد تنفيذ هذه القرارات إسوة بما فعلته دول عربية عدة. قد تكون إسرائيل تطمح إلى عقد إتفاق سلام مع إيران يجعل المنطقة بأسرها تنعم بالإستقرار السياسي والأمني والإقتصادي في مقابل رفع العقوبات الأميركية عنها وإعطاءها دوراً أساسياً وساحة نفوذ واسعة فيها. وهو سلام إذا تحقق لا يعود معه حاجة إلى أي نوع من أنواع الأسلحة المدمرة بما فيها السلاح النووي.
والسؤال المطروح هو: أي حل من هذه الحلول سيعتمد للتخلص من سلاح "حزب الله" في لبنان ومن كل سلاح غير شرعي في المنطقة، وهل أميركا مستعدة لأن ترفع العقوبات عن إيران وتعطيها مزيداً من النفوذ في المنطقة فتخلصنا من سلاح حزب الله في لبنان أم أنها تفضل الحل الذي يجعل المنطقة بأسرها تنعم بالإستقرار الأمني والسياسي والإقتصادي، وهذا الحل يتطلب عقد إتفاق سلام بين إيران وإسرائيل. وهو ما يهم أميركا وتهتم له.
إلى ذلك يمكن القول أن سلاح "حزب الله" باقٍ في لبنان إذا لم تنسحب إسرائيل من بقية الأراضي اللبنانية التي تحتلها، وكان ثمن هذا الإنسحاب عقد إتفاق سلام بينه وبين إسرائيل. أو إذا لم تطلب إيران من "حزب الله" التخلي عن سلاحه أي مقابل مراقبة لها غير مباشرة عليه. وبوجود هذا السلاح لن تقوم في لبنان الدولة القوية القادرة على بسط سلطتها وسيادتها على كل أراضيها ولا يكون سلاح غير سلاحها دولة تستطيع الدفاع عن حدودها بعد ترسيمها مع إسرائيل ومع سوريا.
ثمة من يرى أن حل مشكلة الصراع بين أميركا وإيران هو الذي قد يحقق السلام الشامل في المنطقة. هو السلام الذي يعقد بين إيران وإسرائيل فلا يعود معه حاجة إلى أي نوع من السلاح الموجود في المنطقة بما فيه السلاح النووي. ويتحقق مع هذا السلام حل القضية الفلسطينية على أساس قيام دولتين: يهودية وفلسطينية. فهل يكون حل مشكلة السلاح غير الشرعي في المنطقة مدخلاً لحل شامل فيها يحقق الإستقرار السياسي والأمني والإقتصادي فيها؟