مجمع عيْن وزيْن الصحي:
ريادة وخدمات متكاملة

15.04.2021
المايسترو د. زهير العماد
د. حسام غصن
د. منال حمدان
غازي صعب
Twitter icon
Facebook icon
LinkedIn icon
e-mail icon
شارك هذه الصفحة مع آخرين
Print Friendly, PDF & Email
زينة أبوزكي

مُبادرة الرئيس الأسبق لطائفة الموحدين الدروز المرحوم الشيخ محمد أبوشقرا ومالك الأرض ودعم وليد جنبلاط ، وكفاءة الفريق الطبي، إدارة وأطباء ومرضين وممرضات، كل ذلك جعل من مستشفى عين وزين منارة صحية لا في المنطقة الشوف والجبل فحسب بل وفي كل لبنان.

وما يقوم به مستشفى عين وزين نموذج لما تقوم به بعض المؤسسات الصحية لا سيما تلك التابعة لهيئات أمنية أو اجتماعية.

والقطاع الصحي في لبنان، الذي كان وسيبقى – بإذن الله – منارة في المنطقة، أثبت ورغم الانعكاسات المالية والنقدية عليه، أنه قادر على الاستمرار. لكن النزيف البشري المتواصل يهدد هذا القطاع، وهو ما يجب تداركه. وهذا غير ممكن من دون استقرار سياسي ومالي واقتصادي واجتماعي، أي دون إصلاحات شاملة، نأمل أن تتوقف مهازل الكيد والمناكفات والتجاذبات ليستعيد لبنان مكانته ودوره محلياً واقليمياً.

وعودة إلى عين وزين، لا بد من توجيه تحية اكبار إلى الزعيم وليد جنبلاط الذي احتضن المؤسسة ورعاها، ولم يبخل عليها في الظروف القاسية التي يمر بها لبنان عامةً، وأصبح جنبلاط قدوة في لبنان من خلال مبادراته الاجتماعية والإنسانية التي شملت معظم أنحاء لبنان.

صعوبات وتصميم

يقول المدير العام لمستشفى عين وزين د. زهير العماد: "على الرغم من الدعم الذي تلقته المؤسسة إن من مجلس الأمناء والأستاذ وليد جنبلاط فضلاً عن دعم السعودية ودولة الإمارات. كان مسار التأسيس طويلاً ومحفوفاً بالصعوبات، إذ واجهنا ضغوطاً مالية ونقصاً في الموارد البشرية، لكن كان هناك قرار وإصرار على أن تشكل عين وزين مستشفى رئيسياً وريادياً. فتم تأمين الكوادر الإدارية والطبية والتمريضية الذين بذلوا جهوداً استثنائية لوضع المستشفى على خريطة المؤسسات الطبية الريادية.

ويشار هنا إلى مساعدة بعض الدول وعلى رأسهم فرنسا حيث تم توقيع معاهدة توأمة مع مستشفياتها بالإضافة إلى تعاون مع تجمع مستشفيات باريس الذي وضع عمل المؤسسة تدريجياً في إطار مؤسساتي أكاديمي عالمي. ويلفت د. العماد إلى أن هذه المراحل جعلت المؤسسة تسير قدماً وتتطور وتكسب ثقة مناطق تمتد من الشوف وتمتد إلى حاصبيا وراشيا والمتن الأعلى إلى ساحل الشوف وعالية وصولاً إلى جزين والاقليم. 

أقسام المجمع

يحتوي مستشفى عين وزين الذي أصبح " عين وزين ميديكال فيليدج" مركز رعاية المسنين، مركز للتأهيل، مركز للعناية المنزلية، مركز للأمراض السرطانية، مركز للعناية الطبية الملطفة. إضافة إلى مركز الرعاية الصحية الأولية في بيت الدين والذي تديره المستشفى. وكذلك ينضم مستشفى الجبل إلى مستشفى عين وزين لأن العمل الصحي في الجبل يجب أن يكون في إطار التعاون والتكامل الصحي المؤسساتي. وهذه نقطة مهمة جداً فالعمل الاستشفائي لمستشفى عين وزين لا يتضارب مع المستشفيات الباقية إنما متكامل معها. أما لنقطة الرئيسية الثانية: المفهوم العام للمؤسسة وهو تكامل الخدمات الطبية التي تبدأ بالعناية الصحية الأولية والطب الوقائي وتنتقل منها للعمل الاستشفائي الشائع، يضاف إليه العمل الاستشفائي المتطورالذي يتمثل بأقسام متطورة تقنياً ومهنياً منها على سبيل المثال مركز الأمراض السرطانية الذي يضم العلاج الكيميائي والعلاج بالأشعة، مركز غسيل الكلى، مركز جراحة القلب والشرايين والقسطرة، مركز عناية فائقة عامة، بالإضافة للعناية الفائقة القلبية وعناية فائقة خاصة بالأطفال وحديثي الولادة.

وهناك خدمات أخرى منها مركز العناية الملطفة الذي يتم الاهتمام بها بالحالات التي لم يعد لها علاجات حيث يصبح المريض وأهله بحاجة لدعم معنوي ونفسي بالإضافة للعوارض الرئيسية من ألم، مشاكل في التنفس وغيرها، وهذا قسم مهم جداً ولا يتوافر إلا بالمراكز الطبية الكبرى في لبنان، والذي نسعى لتوسيع خدماته نحو العناية المنزلية.

كورونا غيرت مفاهيم الطب

ونشير هنا إلى أهمية العناية المنزلية ودورها المستقبلي، لأن الطب ما قبل كوفيد-19 لن يكون كما بعده، وهنا يشير د. العماد إلى كيفية التغيير فالعادة بأن يأتي المريض إلى الطبيب أو المستشفى سوف تتغير تدريجياً بحيث أن المستشفى سوف تذهب إلى المريض لحد ما، إذ يجب إيجاد تقنيات تسمح للفريق الطبي والفريق التمريضي أن يتابع وضع المريض من غير مواجهة شخصية وهذه هي حقبة ما بعد كوفيد-19، الطبابة عن بعد، عناية منزلية وتقنيات تستعمل من أجل مراقبة المرضى وهم في منازلهم ووسائل التواصل المتطورة ولا سيما الهاتف الذكي والذي أصبح بمثابة جهاز طبي، لقدرته على نقل معلومات طبية من أجهزة صغيرة موجودة عند المريض إلى المركز الاستشفائي، وأي تطوير في العناية المنزلية هو تطوير في أنسنة الطب والخدمات الطبية وتخفيف عبء عن المريض والنظام الصحي، وهذا الأمر بحاجة لتشريعات واعتمادها من قبل الجهات الضامنة الرسمية والخاصة.

والمؤسسة قامت بكل هذه المشاريع انطلاقاً من رسالتها ودورها في تأمين أفضل خدمة طبية لأكبر شريحة ممكنة من مجتمعها بأقل كلفة ممكنة وبدون أي تفرقة إن على صعيد سياسي أو طائفي أو اجتماعي أو اقتصادي أو مناطقي. ومرحلة كورونا برهنت هذا الموضوع بحيث أن عيْن وزيْن يعتبر من أهم المراكز في لبنان الذي استقطب مرضى من عكار إلى بعلبك فالهرمل فالجنوب لكل مناطق لبنان دون أن يقال لمريض أنه لا يمكننا استقبالك ولا نزال ضمن هذه الخطط.

مركز رعاية المسنين من الخمسة

النقطة المهمة الثالثة في المؤسسة هي مركز رعاية المسنين الذي يضم 75 سريراً، وهو يضم بالإضافة لمركز استضافة المسنين للإقامة الطويلة دائرة متخصصة لطب الشيخوخة وهي من الدوائر الخمس في لبنان ضمن المؤسسات الجامعية الكبيرة، حيث يتلقى كبار السن الرعاية الطبية من قبل فريق متخصص بطب الشيخوخة وفريق تمريضي متخصص بالرعاية التمريضية للمسنين باختصاصات جامعية عالية. فضلاً عن أنه مركز تدريب لطلاب ومتدربي كلية الطب بالجامعة اللبنانية والأميركية وكليات طب وصحة عامة أخرى. وتضم المؤسسة مركزاً للأمراض العقلية والطب النفسي مجهز تقنياً ومتابع من قبل فريق طبي وتمريضي متخصص.

ضائقة مادية

وعن الضائقة المادية يقول د. العماد لا بد من النظر إليها من زاويتين: الضائقة المالية على الأهل والمرضى وعلى المؤسسة والكوادر العاملة فيها. فبالنسبة للمرضى يعانون مادياً وخاصةً في المنطقة، هذا فضلاً عن أن مستشفى عين وزين ليست مؤسسة خاصة بل مستشفى ذات منفعة عامة تلتزم بكل معايير الطب التابع لمناطق شعبية ذات ظروف اقتصادية خاصة وتأخذ في سياستها هذه الاعتبارات والتي أساسها القيام بجميع الأعمال الطبية للمريض بغض النظر عن تكلفتها على حساب وزارة الصحة والجهات الضامنة الرسمية الأخرى بدون أي قيود لا على الصعيد الطبي ولا المالي.

وعن التكيف مع الضائقة المادية يقول د.العماد "في المؤسسة صندوق للمساعدات الاجتماعية يتغذى بشكل رئيسي من موازنة المؤسسة ومن التبرعات التي ترد إليه من قبل الخيرين والأفراد والجمعيات ومؤسسات، ويتم التنسيق مع الجمعيات الموجودة في كل مناطق الجبل لتكون قادرة على مساعدة الناس. وهذا طبعاً ينطبق على اللجنة الاجتماعية بالمجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز وعلى مؤسسات أخرى خارج المنطقة كجمعية كاريتاس على سبيل المثال وغيرها من الجمعيات. هذا فضلاً عن دعم المجتمع الاغترابي ومبادرات كبيرة من الجمعيات في الولايات المتحدة تترجمت عبر تجهيز أسرة عناية فائقة لمراكز عناية فائقة في عين وزين ومستشفى الجبل ومستشفى الإيمان في عاليه. وهناك مبادرة أيضاً من المجتمعات الاغترابية في الدول العربية. هذا فضلاً عن خيرين من داخل لبنان يمدون يد العون للمؤسسة كي تكون قادرة على في هذه الظروف الصعبة.

أما بالنسبة للتأثير الاقتصادي الثاني فيشمل الموارد البشرية، فحتى الآن هناك أكثر من 23 طبيباً من الكادر الرئيسي أي 35 في المئة تركوا العمل خلال السنتين الأخيرتين، وخاصةً خلال الستة أشهر الأخيرة، والحالة نفسها تنطبق على الطاقم التمريضي وعلى الكادر الإداري الرئيسي، وهذا لا شك له انعكاسات سلبية على الخدمات الطبية كماً ونوعاً.

يقول د. العماد، أنحني أمام عطاءات الأطباء والممرضات والممرضين والتقنيين والإداريين الذين بالرغم من الضائقة الاقتصادية تحملوا أكثر من سنتين حتى بدأ قسم منهم يغادر ونحن نعلم أنهم لا يغادرون رغبةً بالكسب المالي بل لعدم إمكانية الاستمرار بتحمل أعباء عائلاتهم.

مبادرة مالية للموظفين ومطالبة بإعادة النظر بالتعرفة

ويلفت د. العماد إلى أن الإدارة ومن خلال مجلس الأمناء وبمواكبة الأستاذ وليد جنبلاط تسعى ليس لتحصين المؤسسة مادياً وفي التصدي لوباء كورونا فحسب بل في وضع خطة للحفاظ على الكادر الطبي والتمريضي واستقطاب طاقات من مختلف المناطق لتوفير تقديمات تفضيلية للأطباء والممرضات كي نتمكن من تلبية الحاجة والطلب المستجد من خلال الكوادر الكفؤة، وخاصةً أن الجائحة لم تنته بعد والوضع الاقتصادي لا يزال قاسياً وهذه المؤسسة هي المكان الملائم في هذه الظروف كي تخدم الناس وبالتالي استمراريتها ضرورية جداً. وهنا لا بد من الإشادة بتفهم الموظفين والأطباء لهذه الظروف ومدى التزامهم تجاه أهلهم ومجتمعهم. وأطلقنا مبادرة تجاه موظفينا من خلال دعم مالي حتى نهاية العام على أمل أن يتم تصحيح الوضع ويتم تعديل الرواتب في حال الجهات الضامنة بادرت إلى تحسين تعريفاتها حتماً هذا الأمر سوف يترافق مباشرةً مع تحسين الحد الأدنى للأجور وبالتالي تحسين الرواتب. كما أن هناك تحفيزات أخرى لبعض الموظفين الذين أبدوا اندفاعاً وكفاءة عالية خلال الفترة الأخيرة لتكون جهودهم موضع تقدير. أما بالنسبة للأطباء، اتخذت المؤسسة قرارات باقتطاع بدلات كانوا الأطباء يسدودنها للمؤسسة مقابل عيادات وأعمال إدارية. كما سيتم تعديل بدلات أخرى يتقاضاها الأطباء للمساهمة بتحسين مداخليهم بهدف تخفيف الأعباء عن الأطباء الذين يرغبون بالبقاء في الوطن.

ويضيف د. العماد، لا شك أن الوضع الاقتصادي الصعب في البلد ينعكس على الجهات الضامنة، خاصةً وأن التأخير بالدفع لا يزال مستمراً. من الضروري القول أن هذه الجهات تحاول قدر المستطاع وضمن الامكانيات المتاحة وبشكل رئيسي وزارة الصحة، إنما المشكلة ليست فقط في الديون المتراكمة والتي تفرق 36 مليار ليرة بالنسبة للمستشفى، بل في تعرفة الخدمات الاستشفائية التي لا تتلائم مع كلفة الخدمات الاستشفائية الحالية لاسيما في ظل غلاء المعيشة وسعر صرف الدولار. فالجهات الضامنة مدعوة لتسديد ديونها للمؤسسات الاستشفائية خاصةً في هذا الظرف كي تتمكن القيام بواجباتها تجاه الأطباء والموظفين قبل الحاجة للمستلزمات كما أن هناك حاجة ملحة لتعديل التسعيرات كي تتلائم مع الواقع الحالي، وإعطاء تسهيلات من خلال منح سلف لتكون قادرة على إدارة تدفقاتها النقدية بطريقة منتظمة.

مركز عين وزين للتلقيح ضد فيروس كورونا

تم اعتماد مستشفى عين وزين كمركز للتلقيح من قبل وزارة الصحة العامة، فبدأ المركز بلقاح فايزر في 15 فبراير الماضي، ومؤخراً بلقاح أسترازينيكا وتتم تلبية المواعيد بحسب منصة وزارة الصحة العامة ويتم الالتزام بكل الآليات المتبعة من قبل الوزارة. وفي قسم فايزر هناك 8 وحدات مخصصة للتلقيح وفي الاسترزينيكا 6 وحدات. وكل مركز مكون من منطقة للاستقبال والتسجيل ومنطقة للانتظار وأخرى للتلقيح ثم منطقة للمراقبة لنحو 30 دقيقة للتأكد من عدم وجود أي مشكلة كما هناك منطقة للطوارئ. وبلغ عدد الملقحين حتى أخر مارس 5400 للجرعة الأولى و1903 للجرعتين الإثنين وطبعاً هناك فترة 21 يوماً بين الجرعتين تحددها منصة الوزارة. أما بالنسبة للأسترازينيكا تفم تلقيح 103 أشخاص خلال يومين وتحتاج الجرعة الثانية ما بين 4 و12 أسبوع كما تحددها الوزارة.  

د. حسام غصن : هجرة الأطباء

أما المدير الطبي في مستشفى عيْن وزيْن د. حسام غصن فتحدّث عن التحديات التي يواجهها القطاع الطبي من حيث التقديمات المتوافرة للطبيب ومُقارنتها بالدول العربية والأجنبية. وقال أن المشكلة تفاقمت مع ارتفاع سعر صرف الدولار والحاجة إلى الأطباء فتحت الباب أمام الهجرة لاسيما وأن التعرفة لم تتغيّر في لبنان منذ سنوات سواء لجهة الطبيب أم الكلفة الإستشفائية.

ورأى أن الأطباء يتجهون لترك العمل في المستشفيات والتحوّل إلى العيادات الخاصة حيث يتقاضى تعرفة أعلى. مُشيراً إلى أن 15 في المئة من الأطباء هاجروا وهناك آخرون يفكّرون بالهجرة.

وقال: شكلنا لجنة للوقوف على مشاكل الطبيب وكيفية مُساعدته على البقاء. وهناك عدّة إقتراحات منها تعديل التعرفة وتسهيل المُعاملات مع المستشفيات.

وختم د. غصن: أن المؤسسة قدّمت حوافز مالية للطبيب، مطالباً المجتمع أن يقدّر جهود المستشفيات والأطباء في ظلّ الظروف المادية الصعبة لافتاً إلى أن الجسم الطبي خسر 37 طبيب بسبب جائحة كورونا.

د. منال حمدان: 100 سرير لمرض كورونا

وعن الاجراءات السريعة والفعالة التي اتخذتها "عين وزين ميديكال فيليدج تقول اخصائية الأمراض الجرثومية المعدية د. منال حمدان "منذ بداية أزمة كورونا في العالم بدأنا بالتحضيرات، وذلك منذ يناير كانون الثاني 2020 على صعيد ضيق لأن الجائحة لم تكن قد وصلت إلى لبنان بعد. وفي 21 فبراير عندما تم تسجيل أول حالة في لبنان بدأنا بتسريع وتيرة التحضيرات، فاستحدثنا في الطوارئ غرفة معزولة ومدخل مستقل للمرضى المشتبه بإصابتهم بكورونا، واستمرينا في حملة التدريب على كيفية التعامل مع مرضى كورونا من أجل حماية الطاقم الطبي والتمريضي. ومع تطور انتشار الوباء كان يتم التنسيق مع الوزارة والمركز الوحيد حينها مستشفى رفيق الحريري بيروت الحكومي، وفي الوقت نفسه كنا بدأنا التحضير لقسم الكور ونا في المستشفى من الصفر بهدف خلق قسم معزول نهائياً، ومنذ البداية تم تجهيز كل الغرف بالضغط السلبي نظراً لطبيعة انتفال الفيروس. وبدأ القسم بـ 20 سريراً ومع ازدياد أعداد المصابين في المنطقة باشرنا بزيادة الأسرة تدريجياً حتى بلغت الـ100 سرير. كما جهزنا قسماً خاصاً للحالات غير المؤكدة لدقة وضعها كي لا يلتقط أصحابها العدوى في حال كانت نتيجتهم سلبية وتشكل قسم تقييم ومعالجة الأمراض الوبائية من ثلاث وحدات منها وحدة مخصصة للمسنين المصابين بكورونا بهدف اكمال الدور المهم الذي تقوم به المستشفى بالنسبة لرعاية المسنين لا سيما الذين يعانون من أمراض مزمنة، ووحدة العناية الفائقة المخصصة لمرضى كورونا الذي تمت زيادة جهوزيتها مع زيادة أعداد المصابين الذين أصبحوا بحاجة إلى عناية فائقة مع تغير في ديناميكية الفيروس من جهة واستهتار الناس من جهة أخرى حيث باتوا يصلون إلى المستشفى في مراحل متقدمة.

وتلفت د.حمدان إلى أن انتشار الفيروس تزايد حيث أن القسم المخصص للكورونا بات مشغولاً بالكامل حتى اننا بدأنا العزل في الطوارئ لحين شغور سرير خاص بكورونا. فهناك اشغال تام للأسرة ولكن نقوم بأقصى جهدنا لاستقبال المرضى وهذه ميزة المؤسسة أن لا ترفض أي مريض بل يتم تقديم الإسعاف الأولي له لاسيما الأوكسيجين ثم نعالج مشكلة النقص في الأسرة، ومما لا شك أن هناك ارتفاع في الأعداد مؤخراً نتيجة عدم التزام الناس كما عدم الاقتناع بالتلقيح حيث لا تزال العملية بطيئة من جهة لعدم قناعة الناس ومن جهة أخرى البطء في توزيع المواعيد على المنصة الذي نأمل أن يشهد تحسناً نتيجة تلقيح الطاقم الطبي ولكن لا يزال عدد الإصابات كبير جداً. ولا شك أن هناك تحور في الفيروس نلمسه من خلال الحالة السريرية للمرضى نجد اختلاف عن الحالات السابقة أكثر خطورة وأسرع انتشاراً وحالات متقدمة وتحديداً على صغار السن فنسبة توزع المرضى المصابين حسب الفئات العمرية وتشير إلى أن 56 % هم دون الـ 50.

غازي صعب: الطاقم التمريضي

وعن حالة الطاقم التمريضي  يقول رئيس قسم الممرضين والممرضات في المستشفى غازي صعب أن القطاع الطبي والاستشفائي يعاني برمته في لبنان والممرض جزء من هذا القطاع وهناك اجحاف بحقه خاصةً بالنسبة للأمور المادية إن من ناحية الرواتب أو الدعم المعنوي أو طريقة العمل وحقوق الممرض، والأمور زادت تعقيداً  في ظل الجائحة خاصةً وأن قسم التمريض هو في المواجهة مع هذا الوباء والخطر يداهمه ويداهم عائلاتهم ومجتمعاتهم، مشيراً إلى الإصابات والخسائر في الجسم التمريضي ناهيك عن العبء الجسدي والنفسي. وهذه الظروف كلها أثرت على طريقة العمل وتأمين الخدمة إلى أهلنا والمرضى الذين زادت أعدادهم في ظل نقص في الطاقم التمريضي الذي يعاني أيضاً من هجرة الكفاءات، واضطررنا إلى تدريب مبتدئين في التمريض كي يساعدوا  لسد النقص. وما زاد من تفاقم الوضع الاقتصادي خسارة قيمة رواتبهم الذي أثرت سلباً على الممرضين وعدم القدرة على الالتزام بواجباتهم الاجتماعية تجاه عائلاتهم. ومن ناحية أخرى فهم يعملون بدون إجازات ما عرضهم لضغوط نفسية شديدة تطلبت التدخل في علاجات نفسية في بعض الحالات لمساعدتهم على تحمل الأزمة ويعمل اليوم في المؤسسة نحو 340 ممرض وممرضة 105 منهم في قسم الكورونا و30 ممرضاً في الطوارئ.