عملية بيع شركة الرفاعي:
صدمة للقطاع الصناعي

11.03.2021
Twitter icon
Facebook icon
LinkedIn icon
e-mail icon
شارك هذه الصفحة مع آخرين
Print Friendly, PDF & Email

شكّلت عملية بيع شركة الرفاعي بكامل أسهمها صدمة قوية في الأوساط الاقتصادية خصوصاً منها الوسط الصناعي، نظراً إلى أهمية هذه العلامة التجارية العريقة التي كان وراءها قصة نجاح منذ 73 سنة. وجاءت الصدمة من كون أن إتمام هذه الصفقة لا يمكن فصله عن الظروف الاقتصادية والمالية والمصرفية التي يشهدها لبنان منذ نحو عام ونصف العام.

فقد أعلنت شركة ميريت هولدنغ (Merit Holding) التي تملكها عائلة سعاده (الشركة القابضة لمجموعة (CMA CGM) عن استحواذ 100 في المئة من أسهم شركة الرفاعي اللبنانية الرائدة في تجارة المكسرات.

وأشارت ميريت هولدنغ في بيانها أن هذه الصفقة تؤكد مرّة جديدة على طموح المجموعة في الإستثمار في لبنان بحيث توفر فرص نمو وعمل مع دعم الخبرة اللبنانية وتوسيع آفاقها على نطاق عالمي.

وفي اطار عملية الإستحواذ ستنطلق الرفاعي في خريطة طريق طموحة لتطوير أعمالها وتصدير منتجاتها حول العالم وستتيح الخبرة البحرية واللوجستية والشبكة الدولية لشركة ميريت فرص نمو لشركة الرفاعي لتكتسب المزيد من الشهرة العالمية، وهي تتطلع إلى توسيع نشاطات محمصة الرفاعي، مع استمرار بتلبية حاجات المستهلكين في لبنان والخارج.

وقال رودولف سعادة رئيس مجلس إدارة شركة ميريت ورئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة CMA CGM: " نحن فخورون بانضمام شركة الرفاعي إلى عائلة ميريت. تؤكّد عملية الإستحواذ هذه على التزامنا تجاه لبنان، حيث نواصل الإستثمار في إمكاناته ومواهبه. ونتطلّع من خلال خبرتنا البحريّة واللوجستيّة إلى توسيع شهرة هذه العلامة التجارية العريقة ووجودها في جميع أنحاء العالم.

الرفاعي: 73 سنة

والمعروف أن شركة الرفاعي تأسست عام 1948 وتحوّلت إلى رائدة في فئة منتجاتها التي تشمل أنواعاً عالية الجودة من المكسّرات والقهوة والحلويات ولديها مصنع حديث و 28 نقطة بيع في لبنان بالإضافة إلى منصة تجارة إلكترونية وكتالوغ يحتوي على أكثر من 800 صُنف.

فماذا يقول رئيس شركة الرفاعي محمد الرفاعي حول هذه الصفقة والدوافع الكامنة وراء قرار بيعها:

يوضح قائلاً: " لا يمكن الإنكار بأن قرار بيع كامل الأسهم سببه الظروف القاسية التي يمرّ بها لبنان، والصعوبات الاقتصادية والمالية التي تواجهها. لا سيما وأنّ كل المواد الأولية مستوردة وتحتاج إلى العملة الصعبة، في حين أن مبيعاتنا هي بالعملة اللبنانية.

وأضاف:"لم نكن نتوقع أن نصل إلى هذه الأزمة إذا بادرنا في العام 2016 على بناء مصنع حديث ومجهّز بأحدث المعدات ويقع على مساحة  28 ألف متر مربع في منطقة حالات. كما حاولنا في الفترة الأخيرة ايجاد قنوات بيع في بلدان أجنبية وكان آخرها في مطار اسطمبول حيث سيكون لنا موقع. إلا أن جائحة كورونا أوقفت المحادثات وكلّ القرارات المتخذة.

وعُلم أن قيمة الصفقة بلغت نحو 50 مليون دولار بما ذلك الديون المُترتبة على الشركة للمصارف. ويبدو أن قيمة الصفقة بحسب الخبراء تُشير إلى أنها تمّت في ظروف إضطرارية باعتبار أنه تمّ تقويم الشركة عام 2016 بقيمة 70 مليون دولار، وهي كانت صنّفت العلامة التجارية الثانية في لبنان بعد طيران الشرق الأوسط.

وختم محمد الرفاعي قائلاً: "عاملان أساسيان كانا وراء عملية البيع هما:

1 – الحفاظ على العلامة التجارية Brand، وتعزيز إنتشارها في العالم بفضل القدرات اللوجستية والبحرية التي تتمتع بها ميريت.

2 – الحفاظ على لقمة العيش لـ 270 عائلة تعمل في الشركة والتي تمثل الرأسمال الحقيقي للشركة.