جمود عالمي بإنتظار
وضوح خيارات السياسة الأميركية

09.02.2021
الرئيس جو بايدن
Twitter icon
Facebook icon
LinkedIn icon
e-mail icon
شارك هذه الصفحة مع آخرين
Print Friendly, PDF & Email
كريم حسامي

بعد تمديد معاهدة ستارة 3 وإعادة النظر بقرار الانسحاب من معاهدة "السماء المفتوحة"، المبرمتين بين الولايات المتحدة وروسيا، ثاني قوة نووية، فضلا عن المشاركة كمراقب في مجلس حقوق الانسان، يُركّز الرئيس الأميركي جو بايدن على الشرق الأوسط والصين.

 على الرغم من انشغال بايدن بمآسي بلده وجوع شعبه ومساندته على الوقوف من الركام والموت الذي خلّفه "كورونا" مع أسوأ انهيار اقتصادي، فإن هذه المساعي ستتطلب جهوداً جبّارة ووقتاً طويلاً.

 إلى ذلك، تعمل دوائر القرار الأميركية على تحديد السياسات الخارجية لأقوى دولة في العالم، لذلك نرى الرئيس الاميركي يُحدّد خطواته في شأن مسائل دولية ويتخذ قرارات حول مسائل أخرى كحرب اليمن والعلاقات مع الصين وروسيا وغيرها من المواضيع.

 فيعيد الحرارة للعلاقت مع ألمانيا عبر التأكيد على بقاء القوات الأميركية هناك والذي كان ترامب يخطط لسحبها على الرغم من التباينات حول مخطط "Nord Stream 2"، بينما يؤكد على متانة العلاقة مع عاصمة الاتحاد الاوروبي وأبرز "حلفاء أميركا القدامى" فرنسا، من أجل مزيد من التعاون في ملفات العالم، وصولاً إلى احتمال أن تكون أول زيارة خارجية لبريطانيا، لِما لهذه الخطوة من دلالات إلى جانب تقوية حلف شمال الأطلسي "الناتو".

أمّا بخصوص الشرق الأوسط، حيث السياسة تجاه إسرائيل لا تتغير مطلقاً، فصوّت مجلس الشيوخ الأميركي على قرار إبقاء سفارة الولايات المتحدة في القدس بأغلبية 97 مقابل 3، تأكيداً على خطوة ترامب اعترافاً بالقدس عاصمة لإسرائيل في وقت استنكرت واشنطن قرار محكمة الجنائيات الدولية بعد إقرارها بولايتها القضائية على الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967.

تعتمد إيران سياسة blackmail تجاه الإدارة الأميركية الجديدة عبر القول إنّها ستستمر في تخصيب اليورانيوم حتّى الحصول على القنبلة في حال لم تعد أميركا إلى الاتفاق النووي وترفع كل العقوبات، فيما حسَم بايدن أمره مؤكداً أنه لن يرفع العقوبات إذا لم توقف طهران التخصيب، كاعتراف قوي بفعالية عقوبات ترامب وسياسة "الضغوط القصوى" التي انتقدها مسبقاً، وبالتالي أصبحت الأمور أمام جمود ينتظر كسره بحدث سياسي أو أمني قد يكون رفع عقوبات بسيطة تحت حجج انسانية من أجل السماح بوصول الأدوية والامدادات الطبية إلى إيران لمواجهة كورونا مثلما تفيد تقارير إعلامية أميركية.

توازياً، يؤكّد خبراء السياسة الدولية أن "العلاقات الأميركية-السعودية والتركية ستتدهور بسبب السياسة الديموقراطية التي ستضغط على السعودية في ملف حقوق الانسان، تحديداً قضية مقتل الصحافي جمال خاشقجي، وإنهاء حرب اليمن إضافة الى تدهور العلاقة مع تركيا على خلفية سياسة الرئيس أردوغان ومنظومة "أس 400" .

تتزامن هذه التطورات مع استكمال الدفع قدماً تجاه تطبيع مزيد من الدول العربية علاقاتها مع إسرائيل، في وقت أن الجمود سيؤثر سلباً على لبنان لنتوقع مزيداً من الفوضى الأمنية مثل إغتيال الناشط لقمان سليم، التي تستفيد منها كل الاطراف عبر خراب لبنان.