المدير العام حسين الزبيدي
مصرف الرافدين يبدأ مرحلة التحول الرقمي

13.01.2021
حسين الزبيدي
Twitter icon
Facebook icon
LinkedIn icon
e-mail icon
شارك هذه الصفحة مع آخرين
Print Friendly, PDF & Email

يعتبر مصرف الرافدين أحد أبرز وأقدم المصارف الحكومية في العراق، ومن موقعه هذا يلعب المصرف دوراً أساسياً في تجاوز الأغراض المصرفية للزبائن ليشمل الدور الإنمائي كأداة لتنفيذ إستراتيجية الحكومة والمساهمة في دفع عملية الاقتصاد.

ويعكف المصرف وفقاً لتوجهات الحكومة على تطوير منتجاته وخدماته سواء في تمويل المشاريع الصغيرة أو في دعم المشاريع الاستثمارية.

ولعل الخطوة الرائدة التي قام بها البنك تتمثل في إطلاق النظام المصرفي الشامل كخطوة أساسية في مرحلة التحول الرقمي.

حول هذه المواضيع دار الحوار مع المدير العام لمصرف الرافدين حسين علي محيسن كنون الزبيدي. وهنا وقائعه:

إستراتيجية شاملة

  ما هي أبرز ملامح الإستراتيجية التشغيلية لمصرف الرافدين؟

- تتمثل الملامح الإستراتيجية التشغيلية للمصرف بعملية الإدارة الفعالة والكفوءة للنقد المتاح بما يخدم عجلة الاقتصاد في البلد ويدعم توجهات الحكومة في القضاء على البطالة ودعم الشباب والمساهمة في القضاء على أزمة السكن، ولذلك عمد المصرف إلى استحداث منتجات مصرفية مثل قروض المشاريع الصغيرة. وفي ما يخص الإستراتيجية الطويلة الأمد فإن المصرف ماض في سياسة دعم المشاريع الاستثمارية في مختلف المجالات التنموية، وفي الوقت نفسه يسعى الى مواكبة التطور التكنولوجي لتقديم أفضل الخدمات لزبائنه بمختلف شرائح المجتمع بغرض استقطاب الكتلة النقدية والالتزام بسياسة الشمول المالي التي أطلقها البنك المركزي العراقي. 

مواجهة جائحة كورونا

 كيف تقيّمون الأداء المالي للمصرف خلال الفترة الماضية من السنة المالية، وما هي توقعاتكم للفترة المتبقية من العام الحالي وبداية العام المقبل؟

- على الرغم من التداعيات الاقتصادية التي سببتها جائحة كورونا في مختلف أنحاء العالم، إلا أن مصرفنا يمتاز بكونه صاحب أكبر كتلة نقدية على مستوى البلد، وصاحب سمعة محلية ودولية غنية عن التعريف. وتعمل الإدارة العليا للمصرف على الاطلاع بشكل يومي على الوضع المالي للمصرف بغرض وضع خطط لإدارة نقدية كفوءة وفعّالة، بما يسهم في تعظيم أرباحه وتقديم أفضل الخدمات .. أما في ما يخصّ المتبقي من السنة الحالية، فإن المصرف ملتزم بتسديد جميع الفوائد إلى مودعيه في مواعيد استحقاقها.

 كيف يتعامل البنك مع تداعيات فيروس كورونا وما رافقها من تطورات اقتصادية في العراق بالتزامن مع تراجع أسعار النفط؟

- قام المصرف بتشكيل خلية أزمة داخلية لمعالجة تداعيات فيروس كورونا حيث أصدرت توصيات عدة من شأنها الحفاظ على صحة موظفي وزبائن المصرف وتقليل أعداد الإصابات بشكل كبير .أما في ما يخص تداعيات أسعار النفط، فإن المصرف لا يمتلك استثمارات أو عقوداً مرتبطة بحركة أسعار النفط ولا يتحمل آثاراً مباشرة لانخفاض الأسعار.

التحول الرقمي

 أسهمت جائحة كورونا في تسريع التحول الرقمي عالمياً، ما هي توجهات المصرف في مواكبة التطور الحاصل في الخدمات الرقمية؟

- ان رحلة التحول الرقمي في مصرف الرافدين والذي كان السبّاق لإطلاقها في العراق قد بدأت منذ أكثر من عامين، بحيث أطلقنا خطة بناء النظام المصرفي الشامل وقمنا باختبار النظام الرائد عالمياً والمستعمل في اكبر البنوك العالمية (oracle flexcube ) وذلك من خلال تعاقدنا مع شركة غوارديا سيستمز  (Guardia systems) الوكيل الرسمي والذهبي لشركة اوراكل في العراق للأنظمة المصرفية، وقد بدأ هذا التحول الرقمي بإظهار نتائج ملموسة في المصرف، كما ان المصرف يمتلك خطة واضحة مرتبطة بمدد زمنية لتطبيق النظام المصرفي الالكتروني الذي سيسهم في نقلة نوعية وزيادة الحصة السوقية له حيث سيحمل النظام في طياته العديد من الخدمات الالكترونية، وهنا تجدر الإشارة الى ان المصرف قام بخطوة ايجابية نحو تقديم الخدمات الالكترونية من خلال بطاقات الدفع الالكتروني وخدمات التقديم على السلف بشكل الكتروني من دون الحاجة الى مراجعة فروع المصرف للحفاظ على سلامة الزبائن والإسراع في إنجاز معاملاتهم.

 

الإدارة الفعالة للمصرف تخدم تـوجهات الحكومة العراقية في تحريك عجلة الاقتصاد

 لديكم تعاون مع شركة غوارديا سيستمز المتخصصة في حلول التكنولوجيا الرقمية وأمن المعلومات، ما هي أهمية هذا التعاون على العمليات التشغيلية للمصرف والخدمات؟

- لقد قمنا سابقاً وبعد عمل وتنسيق لمدة أكثر من عام مع الشركة الاستشارية (EY) وبدعم من وزارة المالية باختيار النظام المصرفي المناسب، بحيث لا يؤمن ما هو مطلوب من المصرف فقط وإنما يغطي تطلعاتنا المصرفية لإنشاء مصرف رقمي يضاهي المصارف الرائدة في هذا المجال. وكانت شركة غوارديا العراقية - اللبنانية ذات الخبرة في هذا المجال وبكوادرها الموجودة في العراق وما تمتلك من خبرة وتدريب في معاهد شركة اوراكل، العامل المحفز لإطلاق هذا المشروع بالطريقة الصحيحة والملائمة لظروفنا الاستثنائية، كما كان التنسيق المستمر وإنشاء فريق عمل متناسق ومتكامل في المصرف والشركة المنفذة عاملاً أساسياً لتحقيق قوة ايجابية دافعة لتقدم العمل رغم المصاعب والتحديات.

 يتمتع المصرف بشبكة كبيرة من الفروع (أكثر من 180 فرعاً)، هل تتجهون إلى تخفيض عدد الفروع في العراق بالتوازي مع التحول الرقمي؟ وهل تعتقدون أن العميل العراقي على استعداد لهذا التحول؟

- لا توجد خطة حالية لتقليص عدد فروع المصرف كون المصرف سعى خلال مسيرته الطويلة إلى الانتشار المدروس محلياً ودولياً لتقديم أفضل الخدمات لزبائنه في جميع بقاع قطرنا والدول المجاورة.

الخطوات المنجزة

 ما هو الإطار الزمني لهذا التحول، وما هي المراحل التي ستعتمدونها آخذين في الاعتبار الحاجة إلى تطوير الكوادر والعاملين لديكم؟

- لدينا خطة عمل يسير بها تطبيق هذا النظام المصرفي الشامل، وقد استطعنا بالتنسيق بين المصرف وغوارديا سيستمز ان نلتزم بالخطة وتسريع المراحل قدر الإمكان. ويمكننا القول بأننا قمنا بإنجاز النوعية والتحول الرقمي، وبذلك سوف نكون أول مصرف عراقي حكومي يستعمل النظام المصرفي الشامل بطريقة كاملة ونموذجية وفق الأنظمة العالمية IFRS  الحسابية. وعلى سبيل الذكر قمنا بإنجاز المراحل التالية: 

- دراسة وتنفيذ بيانات الزبائن القديمة في الفروع 

- قمنا بجمع المتطلبات وتثبيتها لتحضير وتنفيذ الإجراءات والسياسات الجديدة بما يتناسب مع متطلبات النظام المصرفي الشامل 

- تدريب أكثر من 150 موظفاً على النظام وتوجيههم لتدريب زملائهم على العمل على شاشات النظام فليكسكيوب 

- العمل بصورة متوازية في الفروع الـ(14) ضمن المرحلة الأولى 

- إطلاق النظام المصرفي كاملاً لفرع أبو ظبي في دولة الإمارات العربية المتحدة بما يتناسب مع متطلبات البنك المركزي الإماراتي، وهو بذلك أول فرع خارجي يتم تطبيق النظام المصرفي فيه.

 تعتبر مواكبة معايير الامتثال أبرز تحديات التحول الرقمي، هل يأخذ مشروعكم مع غوارديا سيستمز – أوراكل هذا التحدي في الاعتبار؟

 

- ان احد أهم الأسباب الرئيسية التي واجهتنا بها شركة غوارديا واوراكل العالمية هي الخبرة في المصارف العراقية لمواكبة معايير الامتثال العالمية والتي تعدّ من أهم وأبرز أولويات المصرف، فالنظام يحتوي على إجراءات متبعة عالمياً في مكافحة غسل الأموال والمساعدة على تطبيق معايير الامتثال، كما يؤهل هذا النظام إنتاج التقارير اليومية والأسبوعية التي تساعد على مراقبة الامتثال لقوانين المصرف المركزي العراقي ومعايير الامتثال للقوانين الدولية، وهنا تجدر الإشارة الى ان البنك المركزي العراقي كان له فضل أساسي في دعم توجهنا في التحول الرقمي بالطريقة الحقيقية التي نسير بها.