الرئيس التنفيذي لشركة VW في الشرق الأوسط:
«هدفنا الانطلاق بالناس نحو المستقبل»

13.01.2021
فيكتور دالماو
Twitter icon
Facebook icon
LinkedIn icon
e-mail icon
شارك هذه الصفحة مع آخرين
Print Friendly, PDF & Email

توقع المدير التنفيذي لشركة «فولسفاغن» الشرق الأوسط فيكتور دالماو في حديث مع «الاقتصاد والأعمال» أن تنتهي جائحة كورونا ببطء خلال العام الحالي، وأكّد على إطلاق شركته لأربع سيارات جديدة، أو مجددة، مع مواصلة التركيز على تطوير علامة «فولسفاغن» التجارية مع سماتها الرئيسية المتمثلة في التركيز على الإنسان والبساطة والأصالة. وتحدث دالماو عن أهم التطورات في عالم السيارات وعملية التحول من محركات الاحتراق الداخلي إلى المحركات الكهربائية، إضافة إلى تطوير تقنيات الاتصال، ومشاريع «فولسفاغن» في هذا المجال، وعن مدى جاهزية أسواق الشرق الأوسط لمواكبة التطورات الحاصلة، وهذا نص الحوار:

 ما هي برأيكم أهم التطورات التي شهدتها صناعة السيارات في السنوات الأخيرة، وأين «فولسفاغن» منها؟  

- من الواضح أن الانتقال من محركات الاحتراق الداخلي إلى السيارات الكهربائية يعتبر أقوى تحول تشهده صناعة السيارات على الإطلاق، وقد بدأت «فولسفاغن» تلك الرحلة قبل بضع سنوات عندما تمت هندسة وتطوير المنصة الكهربائية المعيارية الجديدة التي تعتمد عليها سياراتنا الكهربائية، وحالياً يتم بيع أول سيارات «فولسفاغن» الكهربائية، والتي تعدّ إحدى سيارات عائلة ID، في مناطق عدة من العالم، وهذه هي البداية وحسب.

كما أعتقد أن الربط بين الهواتف المحمولة والسيارات كان تطوراً مهماً، سيؤدي إلى تحول السيارة في النهاية إلى هاتف ذكي يتحرك على عجلات، وإلى تحول شركات تصنيع السيارات إلى توفير خدمات التنقل بأكملها من خلال تطوير هذه الخدمات والقدرات إلى جانب عملهم الأساسي في تصنيع السيارات. وتُعدّ شركة «فولسفاغن» رائدة في هذا المجال من خلال العديد من المبادرات العالمية. ورغم أن هذه الرحلة لا تزال في بدايتها، فإن السيارات ستصبح مع مرور الوقت جزءاً من نظامنا الرقمي الشخصي الشامل.

  بالحديث عن السيارات الكهربائية، أعلنت «فولسفاغن» مؤخراً عن سيارة ID.4 الجديدة، أول سيارة دفع رباعي كهربائية بالكامل للشركة، إضافة إلى إعلانها عن مشروع تجريبي لسيارة كهربائية بالتعاون مع «أوبر» في برلين. ماذا تمثل هذه الجهود في قطاع السيارات الكهربائية؟

- تمثل الشراكة بين «أوبر» و«فولسفاغن» مبادرة أخرى لدعم الالتزام بحماية البيئة وخفض الانبعاثات الضارة، من خلال تشغيل سياراتنا الكهربائية ضمن برنامج خدمة النقل المستدامة Uber Green الشهيرة، والسيارة التي تمّ اختيارها في هذا المشروع هي سيارة e-Golf التي استخدمناها بنجاح كبير سابقاً في خدمة «مشاركة السيارات» We Share. ونعمل مع «أوبر» من خلال هذه المبادرة على تحسين جودة الهواء في المناطق الحضرية، كما تلتزم «فولسفاغن» على مستوى العالم بـ «اتفاقية باريس للمناخ»، وبالتالي تستثمر كثيراً في خفض انبعاثات الكربون خلال عملية تصنيع السيارات الكهربائية.

  ما هو رأيكم في التوجه الحالي نحو السيارات الكهربائية ومستقبل هذا القطاع؟ وما هو تقييمكم لجاهزية أسواق الشرق الأوسط من حيث قبول المستهلكين لها وجاهزية البنية التحتية؟

- يُدرك العملاء الضرورة البيئية للسيارات الكهربائية، وبالتالي يرغبون في شرائها، لكننا نواجه معضلة الدجاجة والبيضة في ما يخص البنية التحتية وتوفر محطات الشحن. أعتقد أن طريقة حل هذه المعضلة ستكون من خلال جهد استثماري مشترك بين كل من القطاعين الخاص والعام.

يختلف الوضع في الشرق الأوسط من سوق إلى أخرى، ولكن من الواضح أنه سيتعين على الشركات التي ستدخل سوق هذه الفئة أولاً التغلب على هذه المعضلة، ونحن في «فولسفاغن» الشرق الأوسط نبحث عن الوقت المناسب لدخول هذه السوق.

أعتقد أن سوق السيارات الكهربائية ستتطور بشكل مختلف في كل بلد في الشرق الأوسط، حيث يختلف مستوى تطور البنية التحتية للشحن ورغبة العملاء في السيارات الكهربائية، وأعتقد أن دولة الإمارات العربية المتحدة ستكون واحدة من الأسواق الرائدة للسيارات الكهربائية في الشرق الأوسط، وقد أحرزت تقدماً كبيراً بالفعل من خلال توفير 650 محطة شحن منذ مارس 2020.

  أعلنت مبادرة «الأهداف المستندة إلى العلم» (SBTi) عن أن أهداف «فولسفاغن» الخاصة بالمناخ تفي بشروط الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري إلى «أقل بكثير من درجتين مئويتين»، ماذا يعني ذلك لكم ولمستقبل صناعة السيارات؟

- تلتزم «فولسفاغن» تماماً بإستراتيجية السيارات الكهربائية، ومن المقرر أن تطرح الشركة أكثر من 20 طرازاً كهربائياً في حلول العام 2025، وستنفق مجموعة «فولسفاغن» 73 مليار يورو على تطوير السيارات الكهربائية، والمحركات الهجينة، والتقنيات الرقمية على مدار السنوات الخمس المقبلة.

وسيتطلب تحقيق أهداف «اتفاقية باريس للمناخ» تعاوناً كبيراً من جميع الأطراف المعنية، حيث إن إحداث فرق بيئي حقيقي يتجاوز مجرد التحول الى السيارات الكهربائية، بل يجب أن يؤدي كلٌ منا دوره في مكافحة تغير المناخ على المستوى الجماعي.

 ما هي السيارات التي ستركز عليها «فولسفاغن» الشرق الأوسط في العام 2021، وما هي أبرز طموحاتكم؟

- سوف تطرح «فولسفاغن» أربع سيارات في الشرق الأوسط في العام 2021: سيارة T-Roc، وهي سيارة كروس أوفر مدمجة بتصميم جذاب للغاية، ستعزز مجموعتنا من السيارات الرياضية المتعددة الاستخدام. تأتي هذه السيارة بتفاصيل رائعة في التصميم مثل السقف ذي اللون المختلف وتجهيزات الراحة مثل الاتصال اللاسلكي بين نظام المعلومات والترفيه في السيارة وهاتفك الذكي، ما يمكّنك من رؤية خرائط غوغل على شاشة السيارة على سبيل المثال. وستصل سيارة غولف GTI الجديدة كلياً التي طال انتظارها إلى الشرق الأوسط، إلى جانب النسخ المعدلة من سيارتي SUV الأعلى مبيعاً: سيارة تيرامونت Teramont، ذات السبعة مقاعد، وسيارة تيغوان Tiguan. وقد حصلت هاتان السيارتان على تحديثات متطورة للغاية عن النسخ السابقة. ورغم أن كل واحدة من هذه السيارات تلبي احتياجات مختلفة لدى العملاء، فإنها تشترك جميعاً في السمات الفريدة لسيارات فولسفاغن: الجودة الألمانية، أعلى مستويات السلامة، التصميم الجذاب، التقنيات وأدوات الاتصال المتطورة. يتمثل طموحنا الرئيسي في أن نشهد السيارات الأربع المقبلة وهي تحقق نجاحاً كبيراً، ويعتبر العام 2021 عاماً مهماً بالنسبة لنا، لأننا نرى أننا نوفر مجموعة رائعة وقوية من السيارات، وسنركز على العمل مع وكلائنا لتقديم أفضل مستويات الخدمة وطرح تصميم علامتنا التجارية الجديدة عبر الأسواق من خلال حملاتنا، ونودّ أن نشهد زيادة في الطلب على السيارات، ولكن ذلك يعتمد على مدى سرعة اختفاء الجائحة خلال العام المقبل، ولكنني متفائل في هذا الأمر. 

على ماذا يرتكز تصميم العلامة التجارية الجديدة لـ «فولسفاغن»؟

- يرتكز تصميم العلامة التجارية الجديد على الترويج لعلامة «فولسفاغن» وترسيخها كعلامة تجارية تهتم بالناس. هدفنا هو «الانطلاق بالناس نحو المستقبل» في حياتهم، داخل سياراتهم وخارجها، وقد طورنا تصميماً جديداً للشعار والعلامة التجارية يجسد قيمنا بشكل أفضل، ويضع العملاء على رأس أولويات علامتنا التجارية، ويركّز على الإنسانية. نحن نرى أننا نبدأ الآن العصر الثالث للعلامة التجارية. بدأت «فولسفاغن» بتوفير السيارات للجميع من خلال طرح سيارة «بيتل» Beetle، ثم تلتها الحقبة الثانية بإتاحة تقنيات السيارات للجميع، حيث تعتبر سيارة «غولف» Golf شاهدة على ذلك، ودخلنا الآن عصر السيارات الكهربائية والتنقل المحايد للكربون.

  ما هي أهم التحديات التي تواجهكم؟ وكيف تحققون التوازن بين النمو على المدى القصير والنمو على المدى الطويل؟

- أعتقد أن أحد التحديات الرئيسية التي نواجهها هذه الأيام هو القدرة على مواكبة سرعة التغيير الضرورية، فقد فاجأتنا جائحة كوفيد-19 تماماً وأجبرتنا على التكيف بسرعة مع العديد من التغيرات، وأشعر أن هذه التغيرات ستبقى، ولن نعود إلى العمل بالطريقة المعتادة السابقة مرة أخرى.

 

التحول نحو المحركات الكهربائية، التطور الأبرز في قطاع السيارات

أعلم أن تحقيق التوازن بين النمو على المدى القصير وعلى المدى الطويل مرتبط أيضاً بما سبق، وأرى أن التقلبات المتزايدة في واقعنا تجبرنا على التركيز بشكل أكبر على المدى القصير، حيث يصعب تقييم العلاقة بين المدى القصير والطويل. ومع ذلك، لا يعني ذلك أنه لا ينبغي أن نطور رؤية قوية طويلة المدى ونضع استراتيجيات لتحقيقها.

  مع تطور العالم والشركات، هناك تغييرات في أسلوب القيادة والتركيز. ما هي برأيكم ملامح القائد البارز حالياً؟

- قال أحد المدراء في فريق عملي ذات مرة إن القائد الجيد هو القبطان الذي ترغب في وجوده على سفينتك، والذي يعطيك الثقة بأنه يرشدك إلى الميناء الصحيح. إن بناء الثقة في فريقك ربما يكون من أهم سمات القيادة، كما أعتقد أن القائد الجيد هو الشخص الذي يحظى بالاحترام ويحفزك ويجعلك تريد أن تكون عضواً أساسياً، سواء أكان فريقاً أو مشروعاً أو شركة.