فارس يترجل
توفيق شاكر فاخوري

14.12.2020
Twitter icon
Facebook icon
LinkedIn icon
e-mail icon
شارك هذه الصفحة مع آخرين
Print Friendly, PDF & Email

فقد المجتمع الأردني ومعه العربي رجل الاعمال المعروف توفيق شاكر فاخوري الذي غيبه الموت إثر أزمات قلبية، تاركا لبلده إرث مميزاً من النجاحات والانجازات والمبادرات الطموحة.

توفيق فاخوري الذي بدأ نشاطه في السعودية وحقق فيه نجاحاً كان دائم التخطيط للعودة الى الأردن والمساهمة في تنمية اقتصاده والتي كانت في العام 1979. وعلى مدى ال 40 سنة الماضية انخرط فاخوري في مروحة واسعة من النشاطات والاستثمارات شملت الصناعة لسنوات عدة، والقطاع المالي والمصرفي الذي استحوذ على اهتمامه عبر تأسيسه بالتعاون مع شركاء البنك الاسلامي الأردني ومن ثم بنك الأردن الذي تسلم رئاسة مجلس ادارته على مدى 20 عاماً.
وعلى الرغم من تقدمه في السن اراد ابو شاكر ان يتوج استثماراته بانشاء فندق يكون ب ادارة ريتز العالمية، حيث كان يتحدث بشغف عن مزايا الفندق الذي أراده "أيقونة" سياحية من حيث تصاميمه وتجهيزاته ليكون الأفضل ليس في الأردن وحسب بل في المنطقة كلها.علماً أن تمويل الفندق تم من ماله الخاص رغم كونه صاحب "بنك الأردن".
وكان رحمه الله، رجل رؤية ورجل مبادرات جريئة. وما فندق ريتز الذي بدأ بتشييده وهو في سن الثمانين، سوى دليل على حويته وحرصه على تحقيق إنجاز يصبح معلما من معالم السياحة والعمران في الأردن.
ومجتمع الاعمال الاردني يتحدث بكثير من التقدير والاعجاب بمبادرة "ابو شاكر" وبجرأته . وكان  في خطة ابو شاكر افتتاح الفندق في منتصف 2021. ويشاء القدر أن يغيب الرجل وتبقى أعماله ومؤسساته شاهدة على انجازاته ونجاحاته ويبقى فندق ريتز في العاصمة الأردنية علامة فارقة في صناعة السياحة الأردنية وفي شجاعة رجل الاعمال الأردني - الفلسطيني.
لقد التقيت" ابو شاكر" مرتين في آذار\مارس الماضي: الأولى في مأدبة عشاء في فندق "فورسيزونز" حيث سنحت لي فرصة استعراض محطات ومراحل في حياته، والثانية في مكتبه حيث كان اللقاء بمثابة لحظة وداع حيث رأيته صامتاً وغير  قادراً على الحراك، وكان يستعد للسفر الى الولايات المتحدة الاميركية "مستشفى كليفلاند لاجراء عملية جراحية، الا أن وضعه تدهور وتم نقله الى مستشفى في الأردن حيث كانت نهاية المرحلة.
في اللقاء الاول اقترحنا عليه توثيق تجربته التي تشتمل على الكثير من العبر والدروس المفيدة للاجيال القادمة، إذ أن كل تجربة ناجحة جديرة بالتوثيق لأنها لا تعود ملك صاحبها، بل ملك المجتمع، وتصبح جزءاً من تراكم نجاحات تصلح للتدريس في الجامعات وكنا اتفقنا على متابعة الموضوع لاحقاً الذي يحتاج الى تحديد جلسات عدة. ولكن القدر حال دون ذلك، بسبب جائحة الكورونا وغياب المرحوم فاخوري.
وتكريماً للرجل، فإننا نقترح ان يتم وضع نصب في مدخل الفندق كتقدير لرجل استثنائي ولمنشأة سياحية استثنائية. إن الأفراد يغيبون والمؤسسات تبقى وهذا تأكيد على اننا وكلاء على ما نصنعه أو ما نعتقد أننا نملكه، إذ ان المالك الدائم هو المجتمع لا الأفراد فيه.
إن قيم ومآثر "أبو شاكر" تبقى ماثلة لا في هذه المنشآت - الرمز بل وفي كل الانجازات الأخرى مثل بنك الأردن.
وهذه المنجزات مستمرة في المجتمع عبر الجيل الثاني والمتمثل في شاكر وسامر وفي جميع أفراد العائلة.
لقد تعرفنا على توفيق فاخوري في "ملتقى الأردن الاقتصادي" الذي نظمناه برعاية وحضور جلالة الملك عبدالله الثاني في العاصمة الأردنية العام 2003 وكان في نيتنا تكريم "أبو شاكر" في المؤتمر السياحي العربي الذي كنا نعتزم تنظيمه في الأردن في مارس 2020، إلا أن جائحة كورونا حالت دون ذلك، نكرمه اليوم في مماته وسنكرمه في كل مناسبة لائقة وذات صلة .

 ر.أ.ز