وجاءت خطوة فادي الداعوق بعد تجربة مصرفية على مدى 13 عاماً حقق خلالها العديد من الإنجازات حيث شهد بنك مصر لبنان على مدى السنوات الماضية نمواً مطرداً وتوسعاً سواء في شبكة الفروع أو في الخدمات والمنتجات المصرفية.

وكان لـ فادي الداعوق دور أساسي في تطوير خدمات صيرفة الشركات (Corporate) من دون أن يغفل خدمات صيرفة التجزئة بما في ذلك القروض الإسكانية، أما على الصعيد الإداري فقد أدخل الداعوق كوادر كفوءة إلى مختلف الأقسام مما ساهم في خفض متوسط أعمار الموظفين من 55 إلى 32 عاماً. كما زاد نسبة الموظفات الإناث من 10 إلى 45 في المئة.

كما افتتح البنك على مدى السنوات الماضية عدداً من الفروع المحلية فضلاً عن تحقيق خطوة متقدمة بتأسيس مكتب تمثيل في شاطئ العاج لخدمة الاغتراب اللبناني في أفريقيا، وهذا المكتب سيتحوّل فرعاً تابعاً للمصرف الأم – بنك مصر – الذي سيكون فرعه في شاطئ العاج، ضمن خطة توسع نحو عدد من المراكز المالية العالمية.

ولأن استقالة فادي الداعوق جاءت في وقت يواجه القطاع المصرفي اللبناني تحديات وظروفاً صعبة، أشار الداعوق أن بنك مصر لبنان نفد، بين قلة من المصارف، زيادة 20 في المئة على رأس مال البنك تطبيقاً لتعميم مصرف لبنان الذي حدد مهلة لتحقيق هذه الزيادة حتى نهاية العام 2019، ثم تمّ تمديدها حتى نهاية شهر شباط / فبراير من العام المقبل.

وفي المناسبة يؤكد الداعوق أن بنك مصر لبنان يحظى بدعم مادي ومعنوي من البنك الأم في مصر الذي يملك غالبية الأسهم.

ونوّه الداعوق بالمدير العام الجديد لبنك مصر لبنان غابي قسيس مشيراً إلى خبرته المصرفية الطويلة سواء في لبنان أو في مصر حيث ساهم في تأسيس بنك عوده مصر قبل نحو 12 عاماً.

اختار فادي الداعوق لتجربته الجديدة العمل من خلال لي بنك – ليفنت إنقستمنت بنك – اللبناني مساهماً فيه ومسؤولاً عن تطوير استثمارات البنك في الخارج ولاسيما في اليونان وقبرص.  ومصرف "لي بنك" تأسس كمصرف أعمال في لبنان قبل بضع سنوات وهو يضم مجموعة متنوعة من المساهمين المليئين ويملك مروحة متنوعة من الاستثمارات في الخارج تتوزع بين الشركات والعقارات والفنادق.

والسؤال لماذا استقال فادي الداعوق من بنك مصر لبنان ولاسيّما بعد النجاح الذي حققه على مدى 13 عاماً يقول الداعوق: "نتيجة للظروف الصعبة التي يشهدها القطاع المصرفي اللبناني بات ثمة فجوة بين المغترب اللبناني وتحديداً المستثمر وبين القطاع المصرفي الذي لم يعد قادراً على تلبية متطلبات المستثمر المغترب الذي هو بدوره لم يعد مؤمناً، وحتى إشعار آخر، بهذا القطاع الذي اهتزت الثقة به محلياً وخارجياً. إلى ذلك، فإن المصرفي اللبناني يعرف كيف يتعامل مع المستثمر اللبناني في الخارج نظراً إلى خبرته في مجال الصيرفة التجارية والصيرفة الاستثمارية".

ويضيف الداعوق: "إنه الوقت المناسب للعمل في الخارج والمساهمة في خلق صناعة مصرفية تخدم الدياصبورا اللبنانية. ولا شك أن لي بنك "ليفينت إنفستمنت بنك" يمكنه أن يلعب هذا الدور بما لديه من خبرة وشبكة اتصالات، وبما يملكه من محفظة استثمارية متنوعة قطاعياً وجغرافياً".

ويشير الداعوق إلى التحدي الكبير الذي ستواجهه المصارف اللبنانية في نهاية فبراير المقبل حيث تستحق مندرجات التعميم القاضي بزيادة رأس المال، وتأمين 3 في المئة من الودائع لدى البنوك المراسلة، وهو يأمل أن يكون هناك حكومة قادرة على صوغ خطة إنقاذية متكاملة وعلى اكتساب ثقة الداخل والخارج.

وأوضح الداعوق أن لبنان أضاع فرصة ثمينة بعدم استجابته لمبادرة الرئيس الفرنسي ماكرون.

إلى ذلك، لا يخفي الداعوق الأسباب العائلية التي دفعته للعمل في الخارج ليكون على مقربة من عائلته الموزعة بين أوروبا وأميركا.