استمر النشاط في عمليات بيع وشراء العقارات حتى يبدو أن هذا المؤشر يكاد يشذ لوحده عن سائر المؤشرات الاقتصادية التي تعكس منحنى تراجعي منذ أواخر العام الماضي.
إلا أن هذا الارتفاع في حركة البيوعات العقارية ليس في حقيقته مؤشراً صحياً باعتباره ناتج في معظمه من ظاهرة استبدال الودائع بالتملّك العقاري شقة أو أرضاً، نظراً إلى قلق المودعين على مدخراتهم، وعدم قدرتهم على التصرف بأموالهم إلا ضمن قيود حددتها إدارات المصارف.
وقد برزت ظاهرة الاستبدال هذه منذ أواخر العام 2019 وأخذت تتزايد منذ ذلك الوقت حتى اليوم، وإن كانت وتيرتها تراجعت بصورة ملحوظة خلال الشهرين الماضيين. إذ إن حركة عرض العقارات تراجعت من قبل المطورين والمقاولين لسببين:
الأول: هو أن المطورين قد تمكنوا من إطفاء نسب كبيرة من ديونهم المتراكمة لدى المصارف، الأمر الذي أزال كابوس الفوائد عن كاهلهم، وبالتالي باتوا قادرين على فرض أسعار أعلى على الراغبين في الشراء.
والثاني: إن الشيك البنكي المسحوب على مصرف لبنان لم يعد عملة رائجة بعد أن أصبحت المصارف تتجنب قبول هذه الشيكات باعتبارها لا توفر لها السيولة المطلوبة.
أضف إلى ذلك، إن المشترين باتوا يتريثون في تملك الشقق بعد حصول زيادة في عرض الشقق وعدم وجود طلب عليها، الأمر الذي أربك بعض المشترين الذين أصبحوا في حاجة إلى تسييل عقاراتهم.
بالأرقا
م
وفي ظل هذا الإرباك الحاصل في القطاع العقاري تبقى الإحصاءات المتوافرة لدى المديرية العامة للشؤون العقارية مؤشراً حقيقياً على حركة البيوعات العقارية التي سجلت خلال شهر سبتمبر الماضي نمواً في الرسوم المستوفاة بنسبة 179 في المئة، ونمواً في قيمة البيوعات بنسبة 110.7 في المئة مقارنة مع الشهر المماثل من العام 2019.
بلغت قيمة البيوعات 2544 مليار ليرة في مقابل 1207 مليارات خلال الشهر المماثل من العام 2019. كما بلغت الرسوم العقارية المستوفاة 154 مليار في مقابل 55 ملياراً.
وكما في كل شهر استحوذت بيروت على نحو 32 في المئة من البيوعات، واستحوذت محافظة جبل لبنان على 47 في المئة، توزعت بحسب الأقضية كالآتي: "عاليه - بعبدا – الشوف" 19 في المئة، المتن نحو 15 في المئة، كسروان – جبيل 13 في المئة.
حصيلة 3 فصول
أما على صعيد الفصول الثلاثة الأولى فقد أظهرت الأرقام الآتي:
أولاً: بلغ إجمالي البيوعات المسجلة نحو 15195 مليار ليرة (نحو 10130 مليون دولار) حتى نهاية سبتمبر في مقابل 7142 مليار ليرة (نحو 4762 مليون دولار) خلال الفترة المماثلة من العام 2019، أي بزيادة نسبتها نحو 113 في المئة.
ثانياً: خلال الفترة نفسها، ارتفعت الرسوم العقارية المستوفاة إلى نحو 772 مليار ليرة (515 مليون دولار) في مقابل 411 مليار ليرة (نحو 274 مليون دولار خلال الأشهر التسعة الأولى من العام 2019، أي بزيادة نسبتها نحو 88 في المئة (تم احتساب الدولار على أساس 1500 ليرة).
وكالمعتاد استحوذت محافظتا بيروت وجبل لبنان على 80 في المئة من إجمالي البيوعات منها 46 في المئة لجبل لبنان و34 في المئة لبيروت. وحلت في المرتبة الثالثة محافظتا منطقة الجنوبي اللتان استحوذتا على نحو 11 في المئة من الإجمالي (الرسمان 1 و 2).
