"الخطوط الكويتية وملابسات
تعيين مجلس إدارة جديد

01.09.2020
Twitter icon
Facebook icon
LinkedIn icon
e-mail icon
شارك هذه الصفحة مع آخرين
Print Friendly, PDF & Email

 

بينما حط مجلس إدارة شركة الخطوط الجوية الكويتية الجديد في مقر الشركة الرئيسي يوم الأحد الماضي لعقد أول اجتماعاته، تفاجأ الأعضاء، ومن ضمنهم رئيس المجلس علي محمد الدخان، بإشعارت كثيفة ومتتالية تصل تليفوناتهم الذكية، تفيد بانتشار خبر أن وزير المالية براك الشيتان قرر إلغاء تشكيلة مجلس الإدارة الجديد، والرجوع إلى المجلس السابق، على أن يستمر الدخان رئيساً.

وعملياً لم يجد أحد من الأعضاء أو حتى الدخان تأكيداً أو نفياً للخبر المتداول، سواء من مسؤولي الهيئة العامة للاستثمار المالكة للشركة الحكومية، أو من طرف قيادي وزارة المالية، الذي كان وزيرها منشغلاً عن الرد لحضوره اجتماع مجلس الوزراء، فما هي القصة الحقيقية للموضوع؟

من حيث المبدأ قرر الشيتان أخيراً قبول استقالة يوسف الجاسم من رئاسة مجلس إدارة "الكويتية"، ليفتح مع ذلك باب نقاش مستحق حول من سيخلف الجاسم، حيث برز اسم  د. عادل اليوسفي باعتبار أن التقليد الحكومي جرى بتصعيد الرجل الثاني في الشركات الحكومية، وباعتبار أن اليوسفي  هو نائب الرئيس سيحل محل الجاسم حتى إشعار آخر أو حتى انتهاء دورة المجلس بعد 8 أشهر تقريباً وهو ما كان يحظى بتأييد كبير من مسؤولي الهيئة العامة للاستثمار.

لكن الشيتان عاكس هذه الأعراف، حيث أعلن قبل أيام قليلة عن تعيين مجلس إدارة جديدة لـ"الكويتية" لمدة 3 سنوات، يتألف من فيصل الغريب وعادل اليوسفي و أحمد الإبراهيم و خالد السويفان و خالد المطيري وعادل الصانع، فيما تم اختيار فيصل الغريب نائباً لرئيس مجلس الإدارة، ليضم مع ذلك مجلس الإدارة الجديد 4 أعضاء من أبناء الشركة السابقين من ذوي الخبرة في قطاعات مختلفة، إضافة إلى أعضاء يمثلون خبرة متنوعة.

وحمل خبر إعادة تشكيل مجلس إدارة جديد لـ"الكويتية" مفاجأة حتى لـ "هيئة الاستثمار" نفسها حيث أكدت مصادر مسؤولة أن مسؤوليها لم يشاركوا في وضع الأسماء او حتى يخطروا بها مسبقاً مثلما يحدث تاريخياً، فيما تردد بقوة أن مجلس الوزراء نفسه لم يحط علماً بالتشكيلة الجديدة، إلا بعد الكشف عتها ضمن قرار التعيين  الصادر من الشيتان.

وفيما اعتبر البعض ان موقف الشيتان في هذا الخصوص يعتبر خروجاً عن النص الحكومي رغم أحقية الوزير قانونياً، إلا أن السؤال الذي لا يزال مفتوحاً، هل ألغي قرار الشيتان أم لا؟

إلى ذلك أفادت المصادر بأنه حتى الآن لم يصدر أي قرار رسمي، لكن بحسب المصادر نفسها، تم توجيه سؤال حكومي للشيتان عن أسباب لجوئه إلى تغيير مجلس إدارة "الكويتية" بالكامل، ولم يتوقف عند تعيين رئيس جديد خلفاً للجاسم.

وهنا رد الشيتان حسب المصادر بأن قراره في هذا الخصوص جاء مدفوعاً بقناعته بأن تشكيل مجلس إدارة شركة تواجه تحديات "الكويتية" يتعين أن يكون من أعضاء متجانسين، حتى يفلحوا في قيادة رحلة إعادة توجيه "الكويتية" من الخسارة الفادحة  إلى الربحية بروح الفريق الواحد، بما يعود بالمصلحة العامة على الناقل الوطني.

وهنا يرى الشيتان أن توجهه في هذا الخصوص أفضل من مجرد إعادة شغل مقعد شغر، لأن التجارب السابقة تشير إلى أن الرئيس الجديد مرشح للاصطدام ببعض الأعضاء الذي ينتمون حكماً إلى التفكير نفسه الذي كان يقود المجلس السابق.

وأفادت المصادر بأن الشيتان يسعى من قراره إعادة تشكيل مجلس إدارة جديدة بالكامل، إلى دخول «الكويتية» أجواء جديدة مليئة بالطموحات بمسؤولين مستعدين للتحديات، خصوصاً في ظل الظروف الراهنة التي يمر بها قطاع الطيران التجاري على مستوى العالم وليس المنطقة فقط، من مواجهة جائحة فيروس كورونا وتأثيرها على التشغيل التجاري المعتاد.

وحسب المصادر لفت الشيتان إلى أن ما يزيد من وجاهة قراره أن قرار تشكيله مجلس إدارة جديد لـ "الكويتية" لاقى استحساناً واسعاً، باعتبار أنه متكامل الأركان، بما يذكي التوقعات الإيجابية أكثر حول وضع خطط مناسبة تسهم بشكل كبير في الارتقاء بـ«الكويتية»، لتكون في مصاف شركات الطيران في المنطقة.