عاد د. بشارة الأسمر إلى رئاسة الاتحاد العمالي العام في لبنان بعد غياب قسري دام سنة ونيّف. وبإطلالته الأولى بعيد انتخابه بدا الأسمر واثقاً من نفسه وعالي النبرة، واضعاً نصب عينيه دوراً يستعيد معه بريقه السابق.
وإذا كان صحيحاً أن الأسمر عاد إلى الاتحاد العمالي، فإن الأصح هو أن الاتحاد العمالي عاد إلى الأسمر الذي ترك فراغاً لم يتمكن أحد من ملئه، ما جعل الاتحاد في غياب شبه تام عن الأوضاع التي حفلت على مدى الأشهر الماضية بالكثير من التطورات. فالواضح أن الفراغ الذي أصاب قيادة الاتحاد، أكّد أن "كاريزما" بشارة الأسمر تبدو مطلوبة.
ولا شك في أن الأسمر يدرك عمق التطورات التي حصلت منذ ابتعاده عن رئاسة الاتحاد، الأمر الذي يتطلب منع بلورة تحرك ذي أولويات مختلفة في ظروف مختلفة.
فالأزمة الاقتصادية والمالية والنقدية التي يعيشها لبنان منذ أواخر الصيف الماضي تركت انعكاساً اجتماعياً كارثياً سواء من حيث ارتفاع نسبة البطالة، أو من حيث العديد من العمال والموظفين الذين يعملون بنصف راتب.
في غياب الأسمر عن القيادة، برزت الحركة الشعبية والانتفاضة التي ملأت الساحات حين كان الاتحاد العمالي العام أما غافلاً عنها أو متعاملاً معها بخجل.
من هنا، يعود بشارة الأسمر إلى منبر الاتحاد العمالي العام، فهل يحمل معه رؤية جديدة في ظل المعطيات المستجدة، وهل لدى الرئيس العائد تصميم على ترتيب "البيت من الداخل" كأولوية يحقق للاتحاد هيكلية قطاعية ذات قدرة تمثيلية؟