إريكسون:
الذكاء الاصطناعي يعزّز إيرادات شبكات الاتصالات

18.06.2020
Twitter icon
Facebook icon
LinkedIn icon
e-mail icon
شارك هذه الصفحة مع آخرين
Print Friendly, PDF & Email
إياد ديراني

"الذكاء الاصطناعي هو الأنظمة التي تُظهر سلوكاً ذكياً عبر تحليل بيئتها المحيطة، وتتخذ الإجراءات اللازمة في جو من الاستقلالية لتحقيق أهداف محددة"، بهذه المقدمة استهل رئيس قطاع الذكاء الاصطناعي في إريكسون الشرق الأوسط وأفريقيا إبراهيم الدفتار، شرح فوائد الذكاء الاصطناعي في عالم شبكات الاتصالات في لقاء مع "الاقتصاد والأعمال". 

تركّز اللقاء مع الدفتار حول الذكاء الاصطناعي ليس أمراً عابراً خلال هذه المرحلة التي باتت فيها هذه التقنية حديث الأسواق حول العالم. فالذكاء الاصطناعي لم يعدّ حكراً على قطاع الصناعة والرعاية الصحية واستكشاف الفضاء وغيرها فحسب، بل بات أيضاً لاعباً حاسماً في مجال شبكات الاتصالات. وعلى الرغم من أن البعض يفضل تسميته ذكاء الآلات، إلا أن النتيجة بالنسبة الى مشغلي شبكات الاتصالات النقالة هي واحدة ويمكن اختصارها بزيادة الفعالية وتسريع التحوّل الرقمي وتحقيق ثورة كبيرة في مجالي الانفاق التشغيلي والاستثماري، ولا تنتهي سلسلة فوائده عند تخفيض الهدر على الشبكة وتنويع المنتجات واستباق الأعطال وغيرها. لكن ما هي مزايا الذكاء الاصطناعي وكيف يخفّض النفقات التشغيلية والاستثمارية ويرفع الإيرادات، وهل فعلاً يساهم في ابتكار خدمات جديدة لدى المشغلين؟ 

الذكاء الاصطناعي 

في الشبكات 

يتابع الدفتار الحديث حول مزايا الذكاء الاصطناعي في مجال شبكات الاتصال فيقول: "أدى انتشار تقنية الجيل الخامس، والتوجه المتزايد لإنتاج أنواع مختلفة من الأجهزة، والارتفاع الملحوظ في استخدام البيانات، وتطور عمليات المحاكاة الافتراضية عبر الشبكات، بالإضافة إلى التعايش مع التقنيات الجديدة والتقليدية، إلى خلق تحديات هائلة ناتجة عن تعقيد عمليات الشبكة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب الاحتياجات الجديدة الناجمة عن انتشار تقنية إنترنت الأشياء IoT، وتوسّع حالات الاستخدام الصناعي، ضرورة العمل على تعزيز الأداء وبذل الجهود الهادفة الى تحسين كفاءة الشبكات". 

ويضيف: "تتزايد الاحتياجات في عصرنا الحالي للاعتماد على الذكاء الاصطناعي والأتمتة والتحليلات لمواجهة هذه التعقيدات المتزايدة على مستوى عمليات الشبكة، ولاسيما أن شبكات الاتصال العصرية تتوجه الى اتباع السياسات الاستباقية في جميع أعمالها، وتبذل إريكسون جهوداً حثيثة في هذا الإطار، لتعزيز قدرة مزودي خدمات الاتصال على التحول من العمليات التفاعلية التقليدية التي تتمحور حول الشبكة، إلى العمليات التنبؤية التي تركز على استشراف المستقبل في مجال الخدمات"، ويتابع أن أبرز المجالات الإيجابية الناتجة عن تبنّي الذكاء الاصطناعي يمكن اختصارها على الشكل التالي:

•تبدلات جذرية على مستوى الكفاءة: عبر تحسين كفاءة الشبكة وإدارة الإنفاق التشغيلي OPEX والإنفاق الرأسمالي CAPEX على نحو ذكي.

•تحسين تجربة المستخدم النهائي: عبر فهم احتياجات العملاء والعمل على تعزيز تجاربهم.

•الحصول على إيرادات جديدة: عبر تقديم نماذج أعمال جديدة وحالات استخدام ممكّنة بتقنيات الجيل الخامس وإنترنت الأشياء.

•الارتقاء بأداء الشبكة: عبر الانتقال من استراتيجية التركيز على تقييم أداء الشبكة، نحو تبني استراتيجية خاصة تهدف الى تحسين الشبكة مع التركيز على احتياجات وتوقعات المستخدمين.

•تعزيز مستوى الأمان في الشبكة: عبر حماية الشبكات وأصول المستخدمين واتصالاتهم ومعلوماتهم الشخصية.

ويشير الدفتار إلى أن "أبحاثنا أظهرت أيضاً أن عمليات التخطيط الخاصة بتعزيز القدرات الاستيعابية وعمليات الإدارة تكتسب أهمية استثنائية في هذا المجال، حيث يؤمن المزودون بأن تنفيذ واعتماد حالات استخدام الذكاء الاصطناعي الجديدة، تساهم في توفير العديد من إمكانات وفرص التطور والنمو، يليه في الأهمية ضرورة تقليص الوقت المخصص للعمليات الخاصة بتخطيط الشبكة، وتسلّط نتائج أبحاثنا الضوء، على التوجه المتزايد من قبل مزودي الخدمات لبناء أنظمة ترتكز على استخدام الذكاء الاصطناعي، والتي تساهم في تعزيز قدرات الصيانة الذاتية والتطوير الذاتي والتحسين الذاتي للشبكات المستقبلية". 

خفض النفقات التشغيلية 

ويتابع الدفتار حول إمكانية لعب الذكاء الاصطناعي دوراً في تخفيض النفقات التشغيلية: "بالتأكيد! نحن نقوم باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لتعزيز كفاءة العمليات، ويساهم استخدام الذكاء الاصطناعي لتخطيط الشبكات وإدارتها وتشغيلها بتحقيق كفاءة أكبر في مجال الطاقة. مثلاً، يشكل استهلاك الشبكات للطاقة حالياً، نحو 10 في المئة من النفقات التشغيلية السنوية، ويساهم محرك العمليات من إريكسون، عبر ما نسميه "عمليات البنية التحتية للطاقة"EIO، في تعزيز قدرات مزودي الخدمات لتطوير مشروعات الاستفادة من الطاقة الشمسية المركزة، ما يحقق انخفاضاً تقريبياً بنسبة 15 في المئة على مستوى النفقات التشغيلية المرتبطة بالطاقة، إضافة إلى تخفيض الحاجة لزيارة المواقع نتيجة المشاكل الناجمة عن سوء تخطيط وإدارة البنية التحتية بنسبة 15 في المئة، وتخفيف الأعطال الناجمة عن استهلاك الطاقة بنسبة 30 في المئة، كما يساهم وضع السكون (السبات) لتقنية "الميمو" القائم على الذكاء الاصطناعي، بتعزيز قدرات عملائنا على توفير الطاقة بنسبة 14 في المئة في المتوسط، ومن الممكن أيضاً دمج هذا الحل مع وضع سكون الخلية وعمليات الجدولة للحدّ من استخدام الطاقة لتجنّب المزيد من التكاليف".  

ويعتبر توفير الطاقة مجرد مثال واحد في هذا الإطار، إذ يساهم استخدام الذكاء الاصطناعي ودمجه في صميم منتجات وخدمات إريكسون في توفير الاستفادة القصوى من البنية التحتية القائمة، وتخفيض النفقات إلى أقصى حد ممكن. أما على مستوى النفقات الاستثمارية، فيقول الدفتار: "يلعب الذكاء الاصطناعي دوراً محورياً في زيادة عائدات الاستثمارات على مستوى الشبكة إلى أقصى حد ممكن، إضافة إلى تخفيض النفقات الرأسمالية. ومن الفوائد الكبيرة في هذا المجال، توفير تغطية أفضل للمستخدمين الذين يعتمدون خدمات الاتصال من الجيل الخامس بنسبة تصل إلى 25 في المئة، من دون الحاجة الى استخدام أجهزة إضافية، ما يؤدي بالتالي إلى تخفيض النفقات الرأسمالية، عبر تجنّب زيارة المواقع، ما ينتج عنه بالتالي تخفيض النفقات التشغيلية". 

علاقة أداء الشبكة بإيراداتها  

ويضيف الدفتار: "من خلال النظر إلى تجربة جميع مزودي خدمات الاتصال في الأسواق المختلفة، يمكننا التأكيد بأن الأداء الفائق والجودة العالية للشبكة يرتبطان على نحو وثيق بارتفاع معدل الايرادات لكل مستخدم ARPU وانخفاض مستوى تناقص المشتركين، وبالتالي فإن الاستثمار في جودة الشبكة يعتبر أساسياً لتعزيز رضا المستخدمين. ويلعب الذكاء الاصطناعي دوراً حيوياً في تعزيز هذا التوجه. على سبيل المثال، ساهم حل التنبؤ بمؤشر رضا العملاء NPS من إريكسون، والذي يستند إلى التحليلات وتعلم الآلة Machine Learning، في تحسين مستوى رضا العملاء لدى المزودين بنسبة تفوق 25 في المئة خلال 12 شهراً، ويؤدي التنبؤ بمدى رضا العملاء إلى تمكين مزودي خدمات الاتصال من اتخاذ إجراءات استباقية لتحسين جودة الشبكة، وبالتالي الحفاظ على عملائهم وزيادة معدل الإيرادات لكل مستخدم". 

ويشرح: "يتجلى المثال الآخر، في حل إريكسون للتنبؤ بتدهور مؤشر أداء شبكة RAN، ساهم هذا الحل، الذي يعتمد على نماذج تعلّم الآلة في التنبؤ بالحوادث التي تؤثر سلباً على المشتركين، وفي تلافي نحو 70 في المئة من الحوادث المسبّبة لتدهور مؤشرات الأداء الرئيسية لشبكة RAN، وتحقيق ارتفاع بنسبة 25 في المئة ضمن مؤشرات الأداء الرئيسية، وهذا أدى إلى تراجع شكاوى المشتركين لناحية جودة خدمات الاتصال، وبالتالي تعزيز رضاهم وزيادة الإيرادات. وإضافة إلى هذين المثالين، ساهمت حلول الذكاء الاصطناعي من إريكسون في منع "تسرب" إيرادات مزودي الخدمات وضمان حماية هذه الإيرادات، وقد أثبتت هذه الحلول تأثيرها الإيجابي على عملائنا على نحو ملحوظ على مختلف المستويات وفي العديد من المجالات".

عالم من 

الخدمات الجديدة 

وحول قدرة الذكاء الاصطناعي على دعم عملية ابتكار الخدمات الجديدة، يقول الدفتار: "نحن نؤمن بأن استخدام الذكاء الاصطناعي أمر ضروري للحصول على إيرادات جديدة، وذلك عبر الفرص والإمكانات التي توفرها التقنيات الجديدة والمبتكرة، مثل الجيل الخامس وإنترنت الأشياء وحالات الاستخدام الصناعي. ومع ذلك، يستمر الذكاء الاصطناعي في خلق المزيد من الفرص لمزودي خدمات الاتصال، ودعمها في رحلتها الهادفة لإنشاء خدمات جديدة ومخصصة لمشتركيها، وتوفير عروض جديدة للمؤسسات. وكمثال على ذلك، يمكننا اليوم، التمييز بين مجموعات أو شرائح المشتركين المختلفة، وإنشاء حملات تسويقية مركّزة أو خدمات محددة لتلك الشرائح. ويعمل الذكاء الاصطناعي على تسريع العمليات في هذا الإطار، حيث يمكّن مزودي خدمات الاتصال من إنشاء عروض فردية مخصصة للمشتركين استناداً إلى التفضيلات الشخصية وعادات استهلاك المحتوى وأنماط التنقل وغيرها من المؤشرات الفردية، لتعزيز كفاءة الخدمات المقدمة وتحسين مؤشر رضا العملاء".  

ويختم الدفتار: "يعتبر الذكاء الاصطناعي العنصر الوحيد القادر على إدارة وتطوير هذه القدرات على النحو الأمثل، ويتجسّد المثال الآخر في توفير شرائح شبكات موثوقة وقابلة للتخصيص وموثوقة في عالم الأعمال. ومن المعروف أن عملية تشريح شبكة الجيل الخامس وإدارتها بكفاءة والارتقاء بأدائها، تعتبر في صميم وظائف الذكاء الاصطناعي، والقائمة تطول. إن ابتكاراتنا في مجال الذكاء الاصطناعي تجعلني متحمساً الى رؤية التطورات التي سيشهدها مزودو الخدمات على مستوى الأدوار والخدمات التي يتم تقديمها مستقبلاً".