علمت الاقتصاد والأعمال أن الأمانة العامة لمجلس النواب اللبناني، انتهت من دراسة مجموعة مشاريع تقنية لإتاحة عقد الجلسات النيابية "عن بُعد" تماشيا مع إجراءات التباعد الاجتماعي المطبّقة لتلافي نشر وباء كورونا. ومع استبعادها بعض الاقتراحات نظرا لعدم توافقها مع مجموعة من الشروط التقنية والأمنية، عُلم أن المشروع الذي تقدمت به "شبكة التحول الرقمي" في لبنان ممثلة بمنسقها العام د. نديم منصوري وجمعية المعلوماتية المهنية في لبنان PCA ممثلة برئيسها كميل مكرزل، قد قطع شوطا باتجاه التنفيذ. وقد أعلن الطرفان عن استعدادهما تقديم نظام اتصالات مجاني إلى مجلس النواب لإتاحة عقد الاجتماعات والتصويت عن بُعد من خلال منصة Adobe Connect Pro. ولاستكمال التحضيرات، سيتم إجراء سلسلة من اللقاءات تجمع الأمانة العامة لمجلس النواب وممثلي "الشبكة" وPCA في الاسبوع الأخير من الشهر الحالي".
ويقول مكرزل الذي ينشط أيضا كمنسّق قطاع تكنولوجيا المعلومات والامن السيبراني في شبكة التحوّل الرقمي أن هذه المنصة مُستخدمة في العديد من مجالس النواب حول العالم. ويضيف في لقاء مع الاقتصاد والأعمال: "استند التقدم بهذه المبادرة إلى دراسة مُستفيضة أخذت بالاعتبار كل الجوانب الحسّاسة في عمل مجلس النواب". ويشدد على أنها "تضمّنت أيضاً حلولاً مُبتكرة وحديثة، أخذت بالإعتبار جانب الأمن الرقمي والسرّية وتشفير الاتصالات". ويشرح: "سيتم اعتماد تقنيات للخوادم والشبكات، تجعلها آمنة وتحت سيطرة كاملة من فريق عمل المجلس ومنفصلة عن أية شبكات خارجية. وتشمل المبادرة تدريب مجاني لجميع النواب لعدة مرات وتأمين تدريب فردي خاص إذا تطلب الأمر، من قبل فريق عمل متخصص يرأسه منسق قطاع تكنولوجيا التعليم والإبتكار في شبكة التحول الرقمي ربيع بعلبكي. كما سيتم تقديم عقد متكامل لصيانة ودعم وتطوير النظام المعلوماتي بشكل مجاني لمدة ثلاث سنوات مع إمكانية استخدام الذكاء الاصطناعي، لمراعاة خصوصيات اللجان النيابية وتفعيلها عبر التوقيع الالكتروني في حال تم اعتماده".
نحو الـ e-Cabinet
ويضيف مكرزل: "إن تجهيز مجلس النواب بهذا النظام، سيسمح بعقد الجلسات بغض النظر عن الزمان والمكان. ويستطيع رئيس مجلس النواب إدارة الجلسات من خلال شاشة واحدة، يظهر فيها جميع النواب. كما يستطيع النواب التفاعل مع رئيس المجلس من خلال جهاز الكومبيوتر أو الهاتف النقال عبر تقنية "الشبكة الخاصة الافتراضية" VPN. اذ يستطيع النواب رؤية بعضهم البعض مهما بلغ عدد الحضور ضمن شاشة واحدة تسمح بمتابعة عملية التصويت برفع الأيدي لتحقيق الشفافية".
ويختم قائلا: "سيتم تقديم هذا المشروع بشكل مجاني، وسيؤدي نجاحه إلى انتقال هذه التجربة إلى باقي المؤسسات مثل رئاسة الجمهورية ومجلس الوزراء، التي تتمتع بخصوصية فريدة. وهذا الأمر يشكل هدفا أساسياً بالنسبة إلينا على طريق نهوض لبنان الرقمي، وتحقيق مفهوم تجربة ناجحة في مجال "الجلسات الحكومية الرقمية" e-Cabinet". نريد أن نكون شركاء في إطلاق عجلة التحوّل الرقمي في لبنان، وفي تسهيل حياة المواطنين وزيادة الشفافية والقضاء على الفساد وتخفيض فاتورة تكاليف مؤسسات الدولة والمواطن في آن معا".
الجدير بالذكر أن جمعية المعلوماتية المهنية تمثل شركات المعلوماتية والاتصالات الناشطة في لبنان، بينما تضم شبكة التحوّل الرقمي أكثر من خمسين جمعية ونقابة وهيئة متخصصة في القطاع التكنولوجي والإجتماعي وخبراء في مجال التحوّل الرقمي. وهي تعمل بالتنسيق مع رئاسة مجلس النواب اللبناني وتتلقى الدعم من منظمة وستمنستر للديمقراطية WFD.
