حلول التنقل المستقبلية لدى «جنرال موتورز» :
سيارات كهربائية متصلة وآمنة

24.03.2020
غاري ويست
Twitter icon
Facebook icon
LinkedIn icon
e-mail icon
شارك هذه الصفحة مع آخرين
Print Friendly, PDF & Email
خطار زيدان

تحدث المدير الإداري لعمليات «أون ستار» الشرق الأوسط وحلول التقنية المستقبلية في شركة «جنرال موتورز إفريقيا والشرق الأوسط» غاري ويست، في حوار مع «الاقتصاد والأعمال» عن تقنية «أون ستار» التي تنوي «جنرال موتورز» إطلاقها في نهاية العام الحالي على مجموعة من طرازاتها، إضافة إلى جهود الشركة في الانتقال الى مستقبل نقل آمن، متصل، ذاتي القيادة، وخال من التلوث.

كما أكد على مساهمة «جنرال موتورز» في المنطقة في التحضير لبيئة داعمة لمستقبل تكون فيه السيارات كهربائية بالكامل. وهذا نص الحوار:

 ما هي تقنية «أون ستار» التي أعلنت «جنرال موتورز» عن البدء باستخدامها في مجموعة من طرازاتها في بعض أسواق المنطقة؟ وما هي الفوائد المرتقبة على المستهلك من تطبيق هذه التقنية؟ 

 تعدّ تقنية «أون ستار» خدمة شاملة مدعومة بلمسة بشرية قائمة على الاشتراك، تساعد على حماية السائق على الطرقات، وترتقي بتجربة اقتناء السيارة. تستفيد هذه التقنية من خبرة تزيد على 20 عاماً، تم خلالها تقديم الدعم للمشتركين في لحظات حرجة. وتعمل هذه الخدمة من خلال زرين مدمجين في السيارة، زر أزرق وزر طوارئ أحمر، يربطان السائق بفريق مستشاري «أون ستار»، الخاضعين لتدريبات خاصة تؤهلهم تقديم الدعم لأي مشترك عند الحاجة، مهما كانت متطلباته، حيث تتم مثلاً الاستجابة التلقائية لحوادث التصادم وتنبيه خدمات الطوارئ، بربط مستشارينا مباشرة بالمشتركين بعد لحظات من وقوع أي حادث لمساعدتهم والاتصال بفرق الاستجابة الأولية المحلية للتعامل مع أي موقف، وهكذا تضمن خدمة «أون ستار» أن يكون الجميع محمياً ومتصلاً.

 كيف تحضّر «جنرال موتورز» عملية الانتقال الى مستقبل نقل آمن وخال من التلوث؟ وهل تركز الشركة على إنتاج السيارات المتصلة والكهربائية حصراً، أو أن هناك توجهاً لإنتاج سيارات تعمل على طاقة بديلة أخرى، كالهيدروجين مثلاً؟

 إن كل ما نقوم به ينطلق من رؤيتنا لمستقبل خالٍ من الحوادث والانبعاثات والازدحام. نحن نعمل كفريق عالمي واحد على تطوير المهارات والمواهب ومواصلة الابتكار لتحقيق ذلك. نحن ملتزمون في بناء مستقبل تكون فيه السيارات كهربائية بالكامل، وهذا هو المجال الذي نستثمر ونحقق فيه نتائج حقيقية، ومع التركيز على تكنولوجيا البطاريات الكهربائية قمنا خلال «معرض دبي الدولي للسيارات» 2019 بتقديم سيارة «بولت» الكهربائية 2020 القادرة على قطع مسافة أطول من أي وقت مضى وتصل إلى 565 كيلومتراً بعملية شحن واحدة، ومع هذه الزيادة بمقدار 45 كيلومتراً في مدى القيادة عن الجيل السابق، تم اختصار وقت إعادة الشحن لتكون مماثلة لوقت تعبئة خزان الوقود في السيارات العادية.

ولا يقتصر هذا المستقبل على أنظمة الدفع البديلة فقط، إذ تعتبر تقنيتنا الرائدة في القطاع «أون ستار» حجر الأساس لتقنيات الاتصال وتعزيز تجربة العملاء التي تشهد تطورات متسارعة. نحن نضع تصورات جديدة لتجربة التكنولوجيا داخل السيارة في تشكيلتنا الحالية من خلال تقديم أنظمة معلومات وترفيه سهلة الاستخدام إلى جانب Apple CarPlay™، ما يتيح التحكم بها من دون استخدام اليدين أثناء القيادة، إضافة إلى شراكتنا العالمية التي تم الإعلان عنها مؤخراً مع «غوغل» لدمج خيارات جديدة للمساعد الصوتي وإضافة تطبيقات ملاحة مدمجة داخل السيارة في التشكيلة المستقبلية.

الخطوة التالية بالنسبة لنا في هذا المجال هي توفير تقنيات اتصال مثالية تتجاوز حدود السيارة نفسها لتتواصل مع المدينة التي تسير فيها، وقد وضعنا بالفعل الأسس لذلك في العام 2017 من خلال تقنية الاتصال بين السيارات (V2V) في سيارة كاديلاك CTS، وذلك باستخدام تكنولوجيا الاتصالات قصيرة المدى المخصصة (DSRC). وفي وقت لاحق من العام نفسه، أظهرت السيارات التي يجري تطويرها قدرات ناجحة في مجال الاتصال بين السيارات والبنية التحتية (V2I)، مع استقبال البيانات في الوقت الحقيقي من وحدات التحكم بحركة المرور على طرقات ميشيغان، كما تخطط «كاديلاك» لتوفير قدرات الاتصال بين السيارات والأشياء (V2X) في سيارة كروس أوفر في حلول العام 2023، وتوسيع هذه التكنولوجيا في نهاية المطاف عبر محفظة المنتجات.

كما إننا ملتزمون بالوفاء بوعودنا في مختلف الجوانب المرتبطة بمستقبل النقل أيضاً، فخلال الشهر الماضي أعلنّا بأن 100 سيارة من طراز «شفروليه سبارك» ستنضم إلى أسطول شركة «ايكار»، وهي أول وأكبر مشغل لمشاركة السيارات في الشرق الأوسط، توفر للسائقين إمكانية استئجار سيارة بحسب عدد الدقائق، أو بشكل يومي أو أسبوعي أو شهري عبر تطبيقها للهاتف المتحرك. وتعتبر هذه الشراكة مع «ايكار» خطوة أخرى كبيرة نحو تحقيق رؤيتنا والاستفادة من المزايا المرتبطة بمشاركة السيارات والمساعدة على تقليل الازدحام المروري.

 ماذا بالنسبة الى السيارات الذاتية القيادة، وجهود «جنرال موتورز» في هذا المجال؟

 بالنسبة الى مستقبل السيارات الذاتية القيادة، أعلنت شركة «كروز أوتوميشن» التابعة لـ «جنرال موتورز» في نهاية يناير الماضي، عن إنتاج سيارة ذاتية القيادة تحت اسم «أوريجن»، ويمكن لهذه السيارة، المصمّمة للمشاركة مع الآخرين، السير بسرعات عالية على الرغم من عدم وجود عجلة قيادة أو فرامل فيها، ويمكنها نقل الناس بكفاءة ضمن المدن ومن دون الحاجة الى وجود سائق. إن هذا الأمر لم يعد مجرد مفهوم أو تصوّر، بل إنه أمر واقع، وهذه السيارة جاهزة للانطلاق على الطرقات ضمن أساطيل مشاركة السيارات.

نحن لم نعد مجرد شركة لتصنيع السيارات، إنما شركة تجمع بين الهندسة والتكنولوجيا والابتكار لإيجاد حلول لمشكلات الازدحام والتلوث وتزايد عدد السكان، وذلك من خلال العديد من المجالات بما في ذلك أنظمة الوقود البديل، والقيادة الذاتية، وتقنيات الاتصال ومشاركة السيارات. نحن فخورون بأن نكون في الصدارة ضمن هذه الجوانب التي توفر قيمة مضافة لعملاء اليوم والغد والمستقبل البعيد.

 طرحت «جنرال موتورز» حتى اليوم طرازاً كهربائياً واحداً في الأسواق العالمية، هو طراز Bolt، وأعلنت عن استثمارات بقيمة 2.2 مليار دولار لإنتاج تشكيلة جديدة من المركبات الكهربائية. ما هي الطرازات والفئات التي تحضّر الشركة لإطلاقها في المستقبل، ومتى سيتم ذلك؟

 كما أوضحنا سابقاً، نحن ملتزمون تماماً ببناء مستقبل تكون فيه السيارات كهربائية بالكامل عبر جميع علاماتنا التجارية، ويتمثل هدفنا من تطوير أي منتج جديد في ضمان تقديم المنتجات المناسبة للسوق في الوقت المناسب، بما يلبي احتياجات عملائنا.

كنا قد كشفنا في العام الماضي عن منصة إلكترونية من الجيل المقبل، يمكنها التعامل مع ما يصل إلى 4.5 تيرابايت من البيانات المعالجة كل ساعة، بزيادة تبلغ خمسة أضعاف قدرة النظام الكهربائي الحالي لدينا. وبالنظر إلى المستقبل، نجد أن هذا هو ما نحتاجه لتقديم المزيد من السيارات الكهربائية والميزات القوية مثل «سوبر كروز»، وهي أول ميزة حقيقية متوفرة اليوم للمساعدة على القيادة من دون استخدام اليدين، وقد تم طرح هذه التقنية بالفعل في سيارة «كاديلاك CT5» الجديدة وهي جزء أساسي من أول سيارة بمحرك وسطي من طراز «شفروليه كورفيت ستينغراي» 2020، كما سيتم دمجها في تشكيلة «جنرال موتورز» الأوسع في حلول العام 2023.

إلتزمت «جنرال موتورز» بالفعل بأن تكون «كاديلاك» في طليعة منصتنا من الجيل القادم للبطاريات الكهربائية، وكما أعلنّا في شهر يناير من هذا العام بأن «جي ام سي» تعمل على تطوير مركبة «هامر» كهربائية، وهي أول مركبة من إنتاجنا تعمل بالكهرباء بالكامل من دون المساومة على مستوى الأداء. ومع قدرتها على التسارع من 0-100 كم/ساعة في نحو ثلاث ثوانٍ، وقوة محركها التي تبلغ الف حصان، ستضيف «جي ام سي هامر» الكهربائية مستويات جديدة من القدرات الديناميكية إلى تشكيلة السيارات الكهربائية المتنوعة من «جنرال موتورز».

توفر «جنرال موتورز» اليوم تشكيلة كبيرة ومتنوعة عبر علاماتها التجارية الثلاث، وسيكون الأمر كذلك بالنسبة الى تشكيلة سياراتنا الكهربائية وسواءً كان العملاء يبحثون عن سيارة سيدان فاخرة أو هاتشباك رشيقة أو مركبة بيك أب صغيرة، فإن إلتزامنا بمستقبل تكون فيه السيارات كهربائية بالكامل يعني أننا سنكون قادرين قريباً على توفير خيار مناسب لكل سائق.

 أعلنت «جنرال موتورز» في نهاية العام الماضي عن تعاونها مع شركة LG Chem لإنشاء مصنع لإنتاج خلايا بطاريات في ولاية أوهايو الأميركية. أين أصبح هذا المشروع، وكيف سينعكس على كلفة البطاريات وبالتالي السيارات الكهربائية التي تنتجها الشركة؟

 يمثل هذا المشروع مثالاً آخر على الجهود التي نبذلها في سبيل تحقيق رؤيتنا، لنجمع بين تميّزنا في مجال التصنيع مع تقنية خلايا البطاريات الرائدة من LG Chem لتسريع رحلتنا نحو مستقبل تكون فيه السيارات كهربائية بالكامل.

سوف يضمّ مصنع «لوردستاون» في منتصف العام 2020 مجموعة من أكثر عمليات التصنيع تطوّراً تحت سقف واحد، ما يتيح لنا إنتاج خلايا بطاريات أكثر كفاءة وبتكلفة أقل من خلال إنتاجها بكميات كبيرة، وسيتم بناء المصنع ليكون مرناً للغاية وقادراً على التكيّف مع التطورات المستمرة في مجال التكنولوجيا والمواد، ما يجعله حلاً طويل الأجل لأنظمة الدفع البديلة.

 ما زال الطلب على السيارات الكهربائية ضعيفاً جداً في أسواق دول الشرق الأوسط، في ظل غياب البنية التحتية اللازمة، والكلفة المرتفعة. ما هي برأيكم الأسواق الأكثر جهوزية في المنطقة، وهل ترون إمكانية للتوسع في انتشار هذا النوع من المركبات في المستقبل القريب؟

 على غرار ما يحدث في أي ثورة تكنولوجية، هناك دائماً مجال واسع للتطوير، وبالنسبة الى صناعة السيارات، يتمثل ذلك في تقديم موجة جديدة من أنظمة التنقل. يسرّنا حتى الآن تقديم سيارة «شفروليه بولت» الكهربائية في الإمارات العربية المتحدة ولبنان والكويت، ونحن نعمل عن كثب مع الهيئات الحكومية والشركاء الاستراتيجيين في جميع أنحاء المنطقة لتجهيز البنية التحتية وتهيئة المستهلكين لهذا التطور.

 هل من مشروع لـ «جنرال موتورز» للمساعدة على نشر محطات شحن سريع للسيارات الكهربائية في دول المنطقة، على غرار المشروع المشترك الذي أعلنت عنه مع شركة «بيكتل» لتطوير ونشر آلاف محطات الشحن في جميع أنحاء الولايات المتحدة الأميركية في حلول العام 2021؟

  لا يمكننا الكشف عن خططنا المستقبلية باعتبارها ميزة تنافسية لنا، لكننا ندرك أن بناء مستقبل تكون فيه السيارات كهربائية بالكامل يحتاج إلى بيئة داعمة تسمح لكل سائق برؤية السيارات الكهربائية كالبديل العملي اليومي لمحركات الاحتراق الداخلي.

نحن نساهم بالفعل في بناء هذه البيئة من خلال إبرام شراكات استراتيجية مع كيانات مثل شركة «غرين باركينج»، وسنواصل العمل عن كثب مع هذه الكيانات والشركاء لتحقيق هذا الهدف على أرض الواقع، ليس فقط في دولة الإمارات العربية المتحدة بل وفي جميع أنحاء المنطقة.