صناعة الساعات السويسرية:
سيطرة الدور المستقلة

23.03.2020
Twitter icon
Facebook icon
LinkedIn icon
e-mail icon
شارك هذه الصفحة مع آخرين
Print Friendly, PDF & Email
برت دكاش
أظهر تقرير لـ مورغن ستانلي بمشاركة شركة LuxeConsult عن صناعة الساعات السويسرية يستند إلى مبيعات العلامات في العام 2019، تحقيق سبع علامات فقط من ضمن ترتيب أول 50 علامة ساعات سويسريه شملها التقرير، مبيعات خيالية تجاوزت عتبة المليار فرنك سويسري.
صحيح أن فيروس كورونا المستجد ليس الأزمة الأولى أو الوحيدة التي تواجهها صناعة الساعات في سويسرا والعالم، إلا أن المؤشرات عن تداعياته على الصناعة تؤشر إليها السويسرية منها، كونها تمثل ثقل إنتاج أدوات قياس الوقت في العالم. وصحيح أنها ستتمكن من تجاوز هذه النكسة كما أثبتت تجارب سابقة، إلا أن تأثيراتها السلبية ستطال جميع العلامات من دون استثناء، وإن بدرجات متفاوتة، لاسيما وأن التقرير يظهر تمركزاً شديداً للمبيعات والأرباح، حيث تستأثر 41 علامة، 4 منها خاصة (مستقلة) و37 تتوزع ملكيتها بين 4 مجموعات مدرجة، بنحو 90 في المئة من إجمالي المبيعات، و98 في المئة من إجمالي الأرباح. فيما النسبة المتبقية، أي حوالي 2 في المئة تتوزعها العلامات التسع المشمولة بهذا الترتيب ونحو 300 علامات ساعات سويسرية أخرى من خارجه.  

تمركز شديد

تصدرت الترتيب سبع علامات هي نفسها احتلت مراكز الصدارة في تقرير العام 2018. وهذه الدور هي: رولكس Rolex، وأوميغا Omega، وكارتيه Cartier، ولونجين Longines، وباتك فيليب Patek Philippe، وأودومارس بيغيه Audemars Piguet وتيسو Tissot. وحققت جميعها نمواً كبيراً باستثناء Tissot التي سجّلت خسارة بقيمة 30 مليون فرنك سويسري. وكان الرئيس التنفيذي لـ Swatch Group نك حايك أقر في وقت سابق بتلك الخسائر، الناجمة عن تراجع أداء سوق هونغ كونغ بسبب الاضطرابات السياسية التي شهدتها في النصف الثاني من العام الماضي. 
وتوقع التقرير دخول دار Richard Mille نادي المليارات في العام 2020، وذلك استناداً إلى نتائج العام الماضي حيث ارتفعت مبيعات الدار من 320 مليون فرنك في العام 2018 إلى 900 مليون العام الماضي. ويعزو سبب هذه الزيادة بشكل أساسي إلى عملية إعادة هيكلة الدار لشبكة توزيعها وحصر المبيعات بمتاجرها فقط، والبالغة 42 متجراً حول العالم. 

سيطرة Rolex

نادي المليارات سيطرت عليه Rolex من دون منازع، حيث استأثرت منفردة بنحو 35.3 في المئة من إجمالي إيرادات العلامات السبع البالغة نحو 16.7 مليارا فرنك. وتلتها Omega مع حوالي 16 في المئة. 
وفي وقت تمثل صناعة الساعة استثناءً في قطاع الرفاهية، حيث إن العلامات الخاصة (المستقلة) تحقق على الدوام أداء أفضل من الشركات المدرجة، فقد استحوذت أربع علامات خاصة هي Rolex، Patek Philippe، وAudemars Piguet وRichard Mille على مبيعات بلغ مجموعها 8.7 مليارات فرنك سويسري، أي 35 في المئة من إجمالي السوق، مقابل 55 في المئة حصة 37 علامة هي مجموع العلامات المملوكة من المجموعات الأربع الكبرى المدرجة وهيSwatch Group  (17 علامة)،و Richemont  (11 علامة) وLVMH  (6 علامات) وKering  (3 علامات). 
وعلى مستوى الأرباح، بلغت حصة الدور الأربعة الخاصة حوالي 59 في المئة من إجمالي أرباح الصناعة، مقابل 39 في المئة فقط حصة الشركات الـ 37 التابعة للمجموعات الأربع المدرجة. 
نقطتا القوة والضعف
في سوق تجزئة تقدر قيمتها بنحو 50 مليار فرنك والتي نمت بنسبة 2.6 في المئة العام الماضي وفق إحصاءات الاتحاد السويسري لصناعة الساعات، لفت التقرير إلى تركيز كبير للدور على فئة جداً محدودة من العملاء Niche وعلى القطاع الرفيع جداً Very High-End، ويتصدر السويسريون قائمة هاتين الفئتين على المستوى العالمي، فرغم أن حصة الساعات السويسرية تقدر بنحو 53 في المئة من قيمة سوق الساعات العالمية، إلا أنها تمثل فقط 2 في المئة من حيث الكميات، أي أن المعدل الوسطي لسعر ساعة سويسرية، أعلى بكثير من ساعات منتجة في أماكن أخرى. 

Swatch الجديدة؟

وكانت الإحصاءات أظهرت تراجعاً لافتاً للانتباه في مبيعات الساعات السويسرية ضمن الفئتين المتدنية السعر Entry-Level والمتوسطة بما يعادل 3 ملايين قطعة، أي بانخفاض نسبته 13 في المئة مقارنة بالعام 2018. وحذّر التقرير صناعة الساعات السويسرية إلى خسارتها جزءاً من سوق هاتين الفئتين، مشيراً إلى أن الاستثناء الوحيد في هذا السياق هو Swatch Group التي تملك علامات قوية ضمنهما. ودعا العلامات إلى التنبّه لمنافسة علامات أخرى منتجة للساعات السويسرية، وهي الساعات الذكية، وبشكل أساسي ساعة آبل Apple Watch التي باعت 30 مليون وحدة العام الماضي، لافتاً لفت إلى أن أي من الصانعين لم يلاحظ اتجاهات السوق وأخذ المبادرة ليصبح ساعة Swatch الجديدة.
مركزية كل فئة
وبحسب التقرير أيضاً، يسيطر على كل فئة عدد صغير جداً من العلامات. ففي الفئة المتوسطة، هنالك سيطرة واضحة لكل من  Logines، وTissot وTudor. وفي الفئة الأولى Rolex، وOmega، وCartier، وTAG Heuer و Breitling. وضمن الفئة الرفيعة جداً تطغى علامات Patek Philippe، وAudemars Piguet وRichard Mille. واعتبر التقرير أن إمكانات هذه العلامات في الاستثمار في قنوات التسويق والتواصل الخاصة بها، وتحفيز المنتج وتطويره، وامتلاكها شبكة توزيع قوية (باستثناء Rolex وPatek Philippe اللتان تعتمدان بشكل شبه حصري على وكلاء تجزئة لتوزيع منتجاتهم)، يعزّز الطلب على منتجات هذه الدور ويسمح لها بمواصلة التوسّع.
تجدر الإشارة إلى أن Tudor مملوكة من Rolex وقدد حققت العام الماضي مبيعات بقيمة 310 ملايين فرنك، أي ما نسبته 1.4 في المئة من إجمالي السوق، وحلت في المرتبة 20 ضمن ترتيب أول 50 علامة.