رئيس الجمعية الأردنية للسياحة الوافدة:
التكامل بين القطاعين العام والخاص لمواجهة التحديات

13.02.2020
Twitter icon
Facebook icon
LinkedIn icon
e-mail icon
شارك هذه الصفحة مع آخرين
Print Friendly, PDF & Email
شهد قطاع السياحة في الأردن نمواَ ملموساً خلال العام 2019. ومن أهم المؤشرات الايجابية التي تعكس هذا النمو زيادة عدد السياح بنسبة 9 في المئة، هذا فضلاً عن تجاوز عدد زوار مدينة البتراء المليون زائر وهو أعلى رقم حققته المدينة الاثرية حتى الآن. 
وفي هذا الإطار يقول رئيس الجمعية الأردنية للسياحة الوافدة عوني قعوار إن هذا النمو يدل على نجاح ترويج السياحة في الأردن من خلال تضافر جهود القطاعين الخاص والعام، لذا بات قطاع السياحة من أهم القطاعات الواعدة في دفع العجلة الاقتصادية وزيادة الدخل القومي حيث يأتي في المرتبة الأولى من حيث المساهمة في الدخل القومي التي وصلت نسبته إلى 13 في المئة يليها قطاع تكنولوجيا المعلومات والتي تشكل نسبة 10 في المئة، وبالتالي يعد الصناعة التصديرية الاولى في الأردن.  
ويعتبر قعوار أن قطاع السياحة يرتكز على مسيرة التنمية المستدامة الشاملة خاصة وان الأردن يمتلك العديد من المقومات التي تجعله قادرا على المنافسة مع الدول المجاورة ولعل اهمها الأمن والآمان، بالإضافة الى المقومات السياحية من حيث المواقع الأثرية والدينية والمناخ وغيرها. 
ويؤكد قعوار على أنه لا بد من ضمان استدامة قطاع السياحة في ظل زيادة المنافسة من خلال العمل على تنفيذ محاور الاستراتيجية الوطنية للسياحة و التي انبثقت من رؤية مشتركة بين القطاعين العام والخاص والقائمة على دراسة الفرص المستقبلية وتعزيز التحول الرقمي للخدمات في هذا القطاع في ظل وجود حكومة إلكترونية تعمل جاهدة للنهوض في هذا القطاع وغيره عن طريق تسريع وتسهيل الإجراءات اللازمة لتقديم خدمة دقيقة وذات جودة عالية وذلك في سبيل مواكبة سرعة الانتقال الى اقتصاد معرفي. 
ويلفت قعوار إلى أن القطاع ما زال يواجه بعض التحديات التي توجب تضافر جهود جميع الجهات المعنية بصورة مباشرة وغير مباشرة وبالتعاون مع القطاع الخاص، ومن اهم هذه التحديات: ارتفاع رسوم الدخول إلى المواقع السياحية خاصة الى مدينة البتراء، المغطس، جرش. وكذلك تدني مستوى الخدمات في المواقع السياحية المختلفة وعدم توفر المرافق العامة التي تخدم السائح والتي يمكن حلها بواسطة طرح عطاءات لشركات خاصة لرفع مستوى الخدمات. يضاف إلى ذلك عدم معاملة صناعة السياحة كغيرها من الصناعات التصديرية من حيث كلفة الكهرباء والمياه والضرائب المفروضة على المنشآت السياحية، والتي يجب إعادة النظر فيها وخفضها ما يسهم بخفض الكلفة وبالتالي جذب عدد أكبر من السياح وزيادة تنافسية المنتج.
ويشير قعوار إلى ضرورة التنسيق بين القطاعين الحكومي والخاص لإعادة النظر ببعض القوانين والأنظمة التي تم وضعها منذ سنوات طويلة والتي يجب إعادة النظر فيها وتعديلهابما يتماشى مع المتطلبات المستجدة وتشجيع الاستثمارات السياحية. كما أنه من الضروري سد النقص في عدد الأدلاء الذين يتقنون لغات أخرى غير الانكليزية خاصة في ظل وجود اسواق جديدة. ويشددعلى ضرورة إعطاء الأهمية الكافية للسياحة الدينية والاستفادة القصوى من الزيارات التي قام بها كل من قداسة البابا بينيدكتوس السادس عشر عام 2009 والتي تم خلالها وضع الاردن على خارطة الحج المسيحي، كذلك زيارة قداسة البابا فرنسيس الاول عام 2014 والتي تم خلالها التأكيد على مواقع الحج المسيحي في الاردن والذي كان من شأنه زيادة أعداد الحجاج المسيحيين. كما يؤكد على ضرورة توفر مراكز مؤتمرات في مناطق أخرى غير منطقة البحر الميت، فإقامة مراكز مؤتمرات في مناطق مختلفة كالبتراء على سبيل المثال من شأنه أن يستقطب عددا أكبر من هذا النمط السياحي مما يضمن عائدات مالية أفضل للمجتمعات المحلية في تلك المناطق.
ويأمل قعوار أن يزداد ازدهار القطاع الذي تحمل الأزمات السياسية والاقتصادية التي عصفت بالمنطقة في الماضي، وذلك في ظل تضافر جهود الجهات المعنية وتعزيز التشاركية بين القطاعين العام والخاص.