شهدت حلول "المصدر المفتوح" Open Source خلال السنوات الماضية انتشاراً متزايداً في المنطقة نتيجة تزايد ثقة الشركات فيها والمرونة التي تتيحها في شتى القطاعات الاقتصادية بالإضافة إلى انخفاض تكلفتها، ومن المعروف أن هذه الحلول تتيح للشركات إجراء تعديلات على البرمجيات القائمة على تقنية المصدر المفتوح وبشكل يتناسب ومتطلباتها وتحرّرها من القيود الموضوعة على برمجيات الشركات التقليدية، ولطالما كان نظام التشغيل Linux رمزاً لأنظمة التشغيل التي تتيح للشركات التعامل مع الحلول البرمجية بحرية وكفاءة. ويرى المدير العام الإقليمي لشركة "ريد هات" Red Hat أدريان بيكيرينغ أن ثقافة استخدام حلول المصدر المفتوح شهدت تبدلات عديدة منذ أن بدأت الشركة عملها قبل 25 عاماً، أهمها ربما هو نيلها ثقة الشركات. 

ويضيف بيكيرينغ في لقاء مع الاقتصاد والأعمال أن العديد من العملاء يتفاجأون عندما ينتبهون إلى أن أنظمة وبرمجيات المصدر المفتوح موجودة في الاستخدام التجاري منذ نحو ثلاثة عقود، لا بل ثمة شركات تستخدم حلول المصدر المفتوح من دون علمها، ويقول إن السنوات الخمس الماضية شهدت انتشاراً واسعاً حول العالم لبرمجيات وأنظمة المصدر المفتوح وخصوصاً في منطقة الشرق الأوسط، حيث لجأت الشركات إلى حلول طيّعة تتيح لهم التعديل على البرمجيات التي يستخدمونها لتعزيز استفادتهم من الحلول الرقمية.

ويتابع: "خلال السنوات القليلة الماضية إرتفع عدد شركات المنطقة التي تعتمد على برمجيات المصدر المفتوح بشكل لا سابق له بسبب تقبّل إدارات الشركات لهذا النوع من الأنظمة والبرمجيات، ونرى اليوم قطاعات أساسية كالطيران والمصارف والنفط والغاز تتبنّى حلول المصدر المفتوح سواء من خلال نظام "لينوكس" أو غيره من التقنيات، ولا ننسى أن تكلفة هذا النوع من الحلول أقل بكثير من الأنظمة والبرمجيات التقليدية، ولهذا نرى الشركات خصوصاً في الفترات الاقتصادية الصعبة المترافقة مع انخفاض الإيرادات مقبلة على تجربة حلول جديدة تتناسب وميزانيات انفاقها المحدودة".   

ويضيف أنه وخلال لقاء مع الرئيس التنفيذي للمعلوماتية CIO في إحدى شركات الطيران الإقليمية مؤخراً، لمس توجّهاً لتعظيم الاستفادة من التطبيقات والبرمجيات الخاصة بالشركة والقائمة على المصدر المفتوح في مجال الذكاء الاصطناعي. وشرح قائلاً: "لقد دار نقاش حول كيفية بناء تطبيقات خاصة بجمع البيانات الضخمة Big Data من مختلف عمليات الشركة التي تشمل أقسام الشحن والنقل والركاب والمنطقة الحرة والمطار للإستفادة منها في أنظمة الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات". وتابع: "هذا الأمر يُظهر بشكل قاطع إلى أي مدى باتت الشركات تثق بتقنيات المصدر المفتوح سواء في عملياتها أو في التخطيط للمستقبل وتعظيم إيراداتها من خلال الذكاء الاصطناعي".

ويقول: "برمجيات المصدر المفتوح باتت محل ثقة ومُعتمدة لدى مختلف القطاعات الاقتصادية، وهي موجودة في السوق منذ ثلاثة عقود، والأهم أنها جاهزة لمجاراة التحوّل الرقمي الحاصل لدى الشركات وقادرة على تشغيل التطبيقات والتقنيات الجديدة، والأهم ايضاً أن المصدر المفتوح قادر على مواكبة طلب الشركات في مجال الحلول الحديثة الواقعة تحت بنود الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية وتحليل البيانات وغيرها". 

ويختم قائلاً: "من المتوقع أن يزداد الاعتماد على نظام لينوكس وغيره من برمجيات المصدر المفتوح، خصوصاً وأنه يتمتع بكافة متطلبات الشركات على مستوى الأمن الرقمي. شركات النفط والغاز التي تعرضت لهجمات رقمية خلال الفترة الماضية إنتقلت الى الاعتماد على "لينوكس" لأنه يتمتع بعناصر الأمن الرقمي الضرورية، وهذا خير شاهد على مدى قدرة برمجيات المصدر المفتوح على مواكبة متطلبات الأمن الرقمي المتزايدة خصوصاً في قطاع حساس مثل قطاع النفط والغاز وغيره من القطاعات".