علامتكم .. صفر مكعّب

09.12.2019
المطلوب حكومة تحظى بثقة الداخل والخارج
Twitter icon
Facebook icon
LinkedIn icon
e-mail icon
شارك هذه الصفحة مع آخرين
Print Friendly, PDF & Email
رمزة عسّاف
صحيح أن مفاجأة انسحاب المهندس سمير الخطيب من السباق على رئاسة الحكومة لم تكن مفاجئة إلا أنها خلطت كل أوراق اللعبة وعاد الحديث في الملف الحكومي الى النقطة الصفر. وإلى بداية اللعبة درّ..على وقع اللعب على حافة الهاوية لا بل في قعرها. 
فالإستشارات النيابية الملزمة التي كانت محددة الاثنين 9 كانون الاول أُرجئت الى الاثنين المقبل وذلك لمزيد من التشاور. ولكن حول ماذا سيكون التشاور طالما أن مواقف كل الأطراف هي هي لم تتغير أقله في العلن. وبالتالي فإن أسئلة كثيرة باتت تزدحم في مرحلة عضّ الأصابع وأبرزها: 
أولاً: بعد أن احترقت مراكب مرشحين ثلاثة لرئاسة الحكومة محمد الصفدي وبهيج طبارة وسمير الخطيب، هل سيكون ثمة "انتحاري" يقبل بعد اليوم تكرار المحاولة أو أن يجرّب "المجرّب"، فسيقط  كأسلافه في التجربة المُرّة، ولا سيما بعد أن اُعطي الرئيس المستقيل سعد الحريري كل الغطاء السني بدءاً من دار الفتوى إلى رؤساء الحكومات السابقين وأيضاً العائلات البيروتية فضلاً عن شارعه المتوزع مناطقياً والبيئة السنية التي بدت شبه موحدة حول إسمه؟ 
ثانياً: هل ما زال الحريري متمسكاً بحكومة اختصاصيين مستقلين للعودة الى السراي من الباب العريض للشارع المنتفض منذ 55 يوماُ، أم أنه سيتنازل لمصلحة حكومة تكنوسياسية من باب ضرورة اللجوء الى نوع من حلحلة متبادلة في المواقف يفرضها الوضع المأزوم والخطر على كل المستويات في البلد؟ 
ثالثاً: ماذا لو بقي كل طرف متشبثاً في موقفه، أي أن يرفض الحريري التنازل عن حكومة تكنوقراط، في مقابل تمسك الطرف الآخر ولا سيما التنائي الشيعي بالحكومة التكنوسياسية التي جاهر بها منذ اللحظة الأولى ولا يزال؟ 
رابعاً: ماذا سيكون موقف المنتفضين والحراك في حال وصلنا الى يوم الاثنين مع اسم مرشح وحيد هو الرئيس سعد الحريري، فهل يقبلون به في حال وعدهم بالتمسك بحكومة التكنوقراط، أم سيرفضونه كونه من الطبقة السياسية الحاكمة وينطبق عليه شعار "كلن يعني كلن"؟  
خامساً: إذا بقي الخلاف على مسألة التأليف قبل التكليف أو العكس ولم يتم التوصل إلى اتفاق حول صيغة حكومية ترضي الأطراف المتناحرة قبل موعد الإستشارات، هل ستقف الأمور عند نقطة التكليف مع وقف التنفيذ وندخل في المجهول مع مرحلة طويلة من تصريف أعمال لا يمكن صرفها لا داخلياً ولا في الخارج الذي يشترط لمد يد المساعدة التوصل الى حكومة فاعلة توحي بالثقة والمصداقية ؟  
سادساَ: إذا بقيت الأمور على حالها حتى الاثنين المقبل، فأي معنى يبقى عندئذٍ لاستشارات لن تكون سوى فولكلور في فيلم حكومي طويل؟ 
وهكذا، فإن لبنان الغارق في أزمته السياسية والإقتصادية يعوم اليوم في بحر الفساد والإهمال وفي فيضانات الأمطار وسيولها التي غمرت الشوارع والأنفاق بما فيها وعليها في مشهدٍ فضائحي كارثي غير مقبول، ووسط تقاذف في المسؤوليات لم يعد له قيمة أمام شعور المواطن بكل هذا الإذلال واللامبالاة. 
وإذا كان الصفر هي النقطة التي بلغتها المشاورات الحكومية حتى الساعة، فإن وضع لبنان على كل الصعد الباقية من اقتصادية واجتماعية وبيئية وإنسانية هو صفر أيضاً. وبالتالي إن العلامة التي يستحقها المسؤولون غير المسؤولين في هذا البلد هي صفر مكعّب.