ربما يكون معرض علم بازل أكثر المعارض التقليدية في صناعة الساعات الذي يواجه تحدي الاستمرارية، نظراً للنزف المستمر في العارضين وكان آخرهم خروج شركة Seiko اليابانية، بعد وقت وجيز على انسحاب دار Breitling من المعرض في نسخة العام 2020. ما يطرح السؤال عن شكل المعرض الذي تقلّص حجمه بشكل لافت هذا العام حيث ترك خروج أكبر مجموعة عارضة فيه وهي Swatch Group أثراً كبيراً دفع بالمنظّمين إلى إعادة تصميم قاعة المعرض الرئيسية التي كانت تشغل الدور التابعة للمجموعة الجزء الأكبر منها.
ولم ينكر مدير عام المعرض ميشال- لوريس ميليكوف خلال مشاركته في أسبوع الساعات دبي، ما قيل سابقاً عن "أسلوب التعاطي المتعجرف مع العارضين وارتفاع الأسعار حيث كانت صناعة الساعات في أوجها قبل حوالى ثمانية أو عشرة أعوام، ما استدعى توسعة القاعات لاستيعاب الأعداد المتزايدة من العارضين من صانعي ساعات ومجوهرات وصناعات ذات صلة". وقد لامس عدد العارضين الألف و500 عارض في العام 2009.
وقال ميليكوف القادم من خارج عالم الساعات إن مهمته تتمحور حول إعطاء دفع للمعرض وإدارته في ظل عملية تحوّل يشهدها والتي قد تحتاج إلى ثلاثة أعوام للوصول إلى عالم بازل جديد. ولعلّ كلام ميليكوف يأتي في إطار جهود المنظمين للاحتفاظ بمن تبقى من العارضين الذين بلغ عددهم هذا العام 520 عارضاً، والسعي لرفع عددهم إلى حدود 600 أو 700 عارض مستقبلاً، وفق ما أوضح.
وفي دردشة مع "الاقتصاد والأعمال" اعتبر السؤال عن تعويل إدارة عالم بازل على عودة Swatch Group سؤالاً تصعب الإجابة عليه، لكنه أشار إلى أن الاتصالات مع المجموعة لم تنقطع، قائلاً إن "المجموعة لن ترجع قبل إحداث التغيير الذي تنشده في المعرض"، لافتاً إلى أنها "ليست المرّة الأولى التي يقرّر فيها الرئيس التنفيذي للمجموعة نك حايك عدم المشاركة في المعرض، ثم يعدل عن قراره". وأضاف ميليكوف رداً على موقف حايك القاسي إبان خروجه مجموعته من المعرض بالقول إن "حايك عاطفي، وصناعة الساعات تحتاج إلى العاطفة".
توقعات ميليكوف باحتمال عودة المجموعة لن تتحقّق قبل العام 2021 إذا كانت ستتحقّق، حيث أعلنت المجموعة تواً عن تنظيم الحدث الخاص الذي أطلقته العام الماضي Time to Move في نسخته الثانية في مارس 2020 في زوريخ تحت عنوان Time To Move 2020، والمخصص كما النسخة الأولى لعلاماتها الست الراقية.
في موازاة ذلك، جزم الرئيس التنفيذي لدار Audemars Piguet فرانسوا- هنري بنهامياس الذي صادف وجوده في دبي خلال انعقاد أسبوع الساعات دبي في مقابلة مع "الاقتصاد والأعمال" عدم العودة إلى الصالون العالمي للساعات الرفيعة الذي ينعقد العام 2020 تحت اسم Watches & Wonders Geneva وسيشهد عملية تطوير وتغيير شامل للتصميم في العام 2021، مبرّراً ذلك بالقول إنه "ليس لأننا لا نريد العودة وحسب، بل لأننا لم نعد نجد المعرض مجدياً". وتابع شارحاً: "حين تأسس المعرض في السابق، كان مخصصاً لوكلاء التجزئة. والآن، وبينما نفتح متاجرنا الخاصة، لم نعد بحاجة بشكل كبير إلى وكلاء التجزئة لنبيع منتجاتنا، لذلك لم يعد من سبب لنشارك في معرض مماثل". والأهم من ذلك، تابع بنهامياس، "لم نعد نريد طرح جميع ابتكاراتنا دفعة واحدة بالتزامن مع إطلاق عدد كبير من الدور خلال المعرض لمجموعاتها الجديدة. فالأمور تبدّلت، والسوق هي التي تقرّر حيث أنه لا بد من توفر الساعة جاهزة للتسليم عندما يتم الكشف عنها، وهو أمر يستحيل القيام به دفعة واحدة في حال طرح جميع مجموعاتنا في يناير، تاريخ انعقاد الصالون".