سلاح جديد في الحرب على الجريمة الرقمية:

المنـاعـة الرقميـة

12.11.2019
Twitter icon
Facebook icon
LinkedIn icon
e-mail icon
شارك هذه الصفحة مع آخرين
Print Friendly, PDF & Email
إياد ديراني
لا يرى يوجين كاسبيرسكي مؤسّس شركة الأمن الرقمي العالمية "كاسبيرسكي لاب" نهاية لنفق التهديدات الرقمية التي تواجه الأعمال والأفراد حول العالم، لكنه يجزم أن بإمكان الشركات والمؤسسات الحكومية تحقيق "مناعة" من خلال رفع تكلفة هجمات الهاكرز الى درجة تصبح فيها غير مجدية في حساب الربح والخسارة، وتحقيق إدارة أفضل لمكافحة الجريمة الرقمية وتغيير عقلية التعاطي مع هذا النوع من التهديدات من خلال البدء بتحقيق مناعة أعلى في الأنظمة الرقمية. 
كلام كاسبيرسكي جاء في لقاء مع "الاقتصاد والأعمال" بعد زيارة قام بها الى لبنان للقاء شركائه وممثلين عن القطاعات الاقتصادية ووزراء. 
رفع تكلفة هجمات الهاكرز الى درجة تصبح فيها غير مجدية في حساب الربح والخسارة
يقول كاسبيرسكي لطالما كان السؤال الجوهري في مجال مكافحة الجريمة الرقمية وتحقيق الأمن الالكتروني يتركز حول ماهية المقاربة الأفضل لتحقيق المطلوب. في الماضي، كانت العقلية التي تدير المواجهة مُختصرة بالدفاع عن الشبكات الداخلية ضد الهجمات واتخاذ إجراءات الحماية القصوى، لكن ذلك لم يُنهِ التهديدات لأن المهاجمين تمكنوا من تطوير أساليبهم. لاحقاً بدأ العقل الذي يقف خلف ابتكار برامج الحماية بالبحث عن إمكانية الإنتقال من الدفاع الى الهجوم أي بملاحقة المهاجمين، كذلك لم تتحقق النتائج المرجوة».
ويجيب على سؤال حول أهمية دخول الذكاء الاصطناعي الى ميدان مكافحة الجريمة الرقمية: "نحن بعيدون جداً عن مرحلة الذكاء الاصطناعي، ما يصفه البعض اليوم بالذكاء الاصطناعي لا علاقة له بالذكاء، إنه أقل ذكاء من بعوضة. البعوضة تمتلك الحافز، أما الخوارزميات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي فلا تمتلكه". ويضيف أن كل الأنظمة التي يشبهونها بالذكاء البشري هي بعيدة كل البُعد عن دماغ الانسان، ويجزم أنها على بُعد مئات السنين من الذكاء الاصطناعي.  

تعالوا نحقّق 

المناعة الرقمية

ويضيف أن كاسبيرسكي تعمل حالياً على ابتكار آليات وأنظمة ومنصات للتعامل مع الجريمة والهجمات الرقمية والإحتيال المالي، وهذه الحلول تقوم على ركيزتين، الأولى هي الكمبيوترات والأجهزة الرقمية والبرامج والأنظمة، أما الركيزة الثانية فهي الانسان الذي يتمتع بالمهارات الكافية لتوجيه الآلات والأنظمة في عملها، ويبرّر هذه المقاربة بالقول إن الآلة (الكمبيوتر والبرامج) تستطيع رصد مشكلة ما لكنها لا تستطيع أن "تفهم" ما الذي يحصل، هنا يجب على الانسان التدخل لفهم المشكلة وتسخير طاقة "الآلة" لتعزيز فهمه للوضع  للتعاطي بأسلوب أفضل مع التحديات أمامه. ويُطلق كاسبيرسكي على هذا الحل اسم Humachine أي ما يمكن ترجمته "الانسان-الآلة" الذي يستهدف تحقيق المناعة. 
ويشرح::"تحقيق مفهوم "المناعة" في عالم الأمن الرقمي يتطلب رفع تكلفة الهجمات الرقمية الى درجة تصبح فيها أكثر قيمة من المكاسب المُستهدفة". ويضرب مثلاً، فيقول: "يجب أن يصبح كسر شيفرة الحماية لأي مؤسسة أكثر كلفة من المعلومات المطلوب سرقتها، وهذا ليس أمراً جديداً في عالم الهاكرز، فهم يحسبون جيداً الكلفة المالية لاختراق نظام قبل أن يُقدموا على أي خطوة". 
لكن هذه المقاربة قد تنفع في حماية المؤسسات، فماذا عن الأفراد؟ يقول كاسبيرسكي إن الافراد سيبقون عُرضة للهجمات، لأن الهاكرز ببساطة يُطلقون هجمة على مليون هدف، وإذا بلغت نسبة النجاح 10 في المئة فإنهم يخترقون 100 ألف كمبيوتر وهذه معدلات مقبولة بالنسبة اليهم، لكنه يوضح أن اختراق شخص محدّد ليس بالأمر اليسير لأنه يتطلب موارد ومعلومات تفصيلية عن الهدف وهذا عمل شاق.