في حضور رؤساء دول وحكومات و800 مشارك
القمة الاقتصادية الأوروبية - العربية
تبحث قضايا الاستثمار والهجرة والغاز

30.10.2019
كرياكوس ميتسوتاكيس
طارق الملا
أحمد أبو الغيط
Twitter icon
Facebook icon
LinkedIn icon
e-mail icon
شارك هذه الصفحة مع آخرين
Print Friendly, PDF & Email
إستضافت العاصمة اليونانية صباح اليوم القمة الاقتصادية الأوروبية – العربية في دورتها الرابعة التي انعقدت برعاية رئيس الجمهورية اليونانية، وافتتح أعمالها رئيس الوزراء كرياكوس ميتسوتاكيس، بمشاركة أوروبية – عربية واسعة ضمّت عدداً من رؤساء الدول والحكومات إضافة إلى مشاركة نحو 800 من قادة الأعمال من الجانبين.
واكتسبت الدورة الرابعة التي نظّمتها مجموعة "الاقتصاد والأعمال" بالتعاون مع منتدى "دلفى" الاقتصادي ومع شركة إتحاد المقاولين (CCC) أهميتها من المشاركة الأوروبية – العربية الرفيعة المستوى في مقدمها رئيس الجمهورية القبرصية، ووزير البترول والموارد المعدنية المصري طارق الملا ممثلاً رئيس جمهورية مصر العربية عبد الفتاح السيسي، وأمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، ورئيس مجلس الوزراء في كل من صريبا وكرواتيا وألبانيا، ونائب رئيس الحكومة الفلسطينية، ورئيسا وزراء إيطاليا وفرنسا السابقين.
كما حضر إفتتاح القمة عدد من الوزراء اليونانيين والمسؤولين من  بلدان عربية وأجنبية عدة، إلى جانب حشد من رجال الأعمال العرب والأوروبيين. وشددّ رئيس مجلس إدارة "الاقتصاد والأعمال" توفيق خوري على ضرورة استمرار العلاقات بين العالم العربي والاتحاد الأوروبي في المجالات كافة ولاسيما الاقتصادية والاجتماعية والتي يجب أن تكون أساس العلاقات بين الجانبين، ودعا الدول الأوروبية إلى الاستفادة من الموارد التي تزخر بها المنطقة العربية وتعدادها السكاني، ما يجعلها سوقاً جذّابة. ونوّه بالتطور الاقتصادي الذي تشهده المنطقة مشيراً إلى أن أوروبا كانت وتبقى الشريك الأساسي والأكبر للدول العربية، وأكّد على أنه من مسؤولية الجانبين الحفاظ على علاقات متينة تؤدي إلى إيجاد الحلول للتحديات المشتركة التي يواجهانها.  
واعتبر وزير التطوير اليوناني السابق والرئيس السابق لغرفة التجارة والتطوير العربية اليونانية كريستوس فولياس أن القمة منصة لتفعيل العلاقات الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية، كما إنها تعزز التفاهم الذي يؤدي إلى تحقيق المزيد من التعاون والتنمية الاقتصادية. ودعا المجتمعات الأوروبية والعربية إلى التفاهم والسير معاً، مشيراً إلى اختيار اليونان لتكون الجسر بين العالمين العربي والأوروبي.

كرياكوس ميتسوتاكيس

رئيس الوزراء اليوناني كرياكوس ميتسوتاكيس قال إن انعقاد القمة دليل على الاهتمام المتزايد للسير معاً في طريق الحوار والتعاون، وشدد على ضرورة مواجهة التحديات المستجدة وأبرزها الهجرة واللجوء التي لا تؤثر على اليونان وأوروبا فقط بل على العالم بأجمعه، وذكّر بأن اليونان استقبلت مئات الآلاف من المهاجرين وهي تسعى الى السيطرة على حدودها كما تحاول الإعتناء بهؤلاء اللاجئين، غير إن بلداً واحداً لا يمكنه معالجة مشكلة ثلاث قارات، وأمل في المزيد من التنسيق بين أوروبا والعالم العربي لحلّ جذور هذه الأزمة ودعم الدول التي تستضيف هؤلاء اللاجئين. 
وتطرّق إلى تحرّكات تركيا في المنطقة الاقتصادية الخالصة في قبرص وتعاطيها مع مسألة اللاجئين داعياً إلى الحدّ من المشاكل واحترام حسن الجوار، وتطرّق إلى تحالفات اليونان مع كل من مصر والأردن وإسرائيل وقبرص ولبنان، مشيراً إلى أن بلاده مستعدة ومنفتحة على جميع أشكال التعاون مع أي دولة تريد الانضمام إلى هذه التحالفات. وأكمل في هذا السياق عن منتدى غاز شرق المتوسط موضحاً أنه يهدف إلى تحقيق مستقبل جيد للجميع في منطقة يسودها السلام، واعتبر المنتدى أساسياً للتعاون الإستراتيجي. 
وتناول ميتسوتاكيس مسألة البيئة والتغير المناخي وإلتزام اليونان اتفاقية باريس للتغيير المناخي والحد من انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون من خلال خطة لغاية العام 2020. وفي هذا المجال تحدث عن تفعيل سياسات خاصة بالطاقة ولا سيما المتجددة التي تشكل مجالاً رحباً للاستثمارات الخاصة، كما شدد على أهمية القطاع السياحي كمجال لزيادة الاستثمارات العربية الموجودة أصلاً. 
وأكّد التصميم على تحويل اليونان إلى مقصد استثماري مهم، وعلى الترحيب برؤوس الأموال العربية، فاليونان والعرب تربطهما علاقات قديمة وهي بالتالي تعد بمستقبل أفضل. 

نيكوس أنستيادس

الرئيس القبرصي نيكوس أنستيادس قال إن مشاركته في القمة للمرة الرابعة على التوالي نابعة من رغبة قبرص في شدّ أواصر التعاون مع الدول المجاورة، ولفت إلى سعي الإتحاد الأوروبي إلى تعميق العلاقات مع العالم العربي، وقد عكست قمة شرم الشيخ هذا الاتجاه. 
وأوضح أنستيادس أن هذه القمة في اليونان تأتي في ظل التطورات التي تشهدها المنطقة والتحديات التي تواجهها مثل الإرهاب والتطرف والإعتداء على حقوق الإنسان وآخرها الغزو التركي لسورية، داعياً إلى معالجة الأسباب التي تؤدي إلى ذلك وإلى قيام مبادرات مشتركة ستؤدي إلى تحقيق الاستقرار والسلام من أجل دول المنطقة. وقال الرئيس القبرصي إلى أنه وبحكم العلاقات التاريخية التي تربط قبرص واليونان مع العالم العربي "فإننا نعتبر بلدينا سفيرا العالم العربي داخل الاتحاد الأوروبي". 
وتطرّق أنستيادس إلى قطاع الطاقة فدعا إلى احترام القانون الدولي وقانون البحار من قبل الدول المجاورة، مشيراً إلى أن اكتشافات النفط والغاز يمكن أن يكون لها دور حاسم في تعزيز التعاون بين دول المنطقة. 

طارق الملا

وفي كلمة رئيس جمهورية مصر العربية عبد الفتاح السيسي التي ألقاها وزير البترول والثروة المعدنية طارق الملا، قال إن المنطقة تشهد حالياً تنوعاً في العلاقات المتعددة الطرف، ولاسيما في إطار التعاون الثلاثي بين كل من مصر واليونان وقبرص لجعل منطقة شرق البحر المتوسط أكثر إستقراراً من ذي قبل.
وأضاف أن هذه الدورة من القمة تأتي بالتزامن مع تنامي التحديات والأحداث على المشهدين السياسي والاقتصادي في المنطقة ككل، وزيادة التهديدات التي قد تؤثر سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة على تحقيق التنمية المستدامة لشعوبنا.
وتناول الملا تجربة مصر الناجحة في تطبيق برنامج الإصلاح الاقتصادي قائلاً:" لقد قطعنا شوطاً طويلاً بالإضافة إلى إجراء إصلاحات هيكلية في مختلف القطاعات، ما ساهم في تحسن المؤشرات الاقتصادية والتصنيف الائتماني، وكان لقطاع البترول نصيب كبير من الخطط الإصلاحية لكونه المحرك الرئيسي للتنمية، وقد نجح قطاع البترول خلال الأعوام الخمسة الماضية في تحقيق قصص نجاح ملموسة في كافة مجالات صناعة البترول".
وختم قائلاً:" إن الفترة الماضية شهدت تحقيق خطوات إيجابية وملموسة نحو تنفيذ مشروع مصر القومي للتحول إلى مركز إقليمي للطاقة بدءاً بتطوير البنية الأساسية وتعزيز أواصر التعاون مع شركائنا الإقليميين والدوليين". 

أحمد أبو الغيط

أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط قال إن التعاون العربي - الأوروبي يستند إلى مصالح مشتركة وتاريخ طويل ووجهات نظر متقاربة للكثير من القضايا الدولية في كافة المجالات، ونجح الجانبان في نسج شبكة متينة من العلاقات المؤسساتية التي نتجت عنها رؤية مشتركة حول التطورات الإقليمية والدولية، وتوجت هذه العلاقات بإنعقاد القمة العربية - الأوروبية الأولى في فبراير الماضي في شرم الشيخ.
ولفت أبو الغيط إلى أن الجامعة العربية تعمل على توثيق أواصر التعاون مع الاتحاد الأوروبي بأجهزته المختلفة من خلال آليات ومحافل وزارية وقطاعية وفنية تجمعنا وتتناول جميع الموضوعات محل الاهتمام المشترك.
وتابع قائلاً:" إن الاتحاد الأوروبي يعدّ أكبر شريك تجاري لبلدان العالم العربي حيث بلغ حجم التجارة بين الدول العربية ودول الاتحاد الأوروبي نحو 387 مليار دولار في العام 2018، كما إن هناك استثمارات مباشرة بين الكتلتين تقدر بمئات المليارات من الدولارات والتي تغطي معظم القطاعات الرئيسية".
وتطرّق إلى ان التعاون الاقتصادي العربي - اليوناني بات يمثل فرصة سانحة أمام اليونان للقيام بدور فعال في تعميق العلاقات أكثر فأكثر بين الاتحاد الأوروبي والعالم العربي، بما لها من إمكانات اقتصادية تعكس حجم التقدم الذي وصلت إليه العلاقات السياسية والاقتصادية بين اليونان والدول العربية.

آنا برتنابتش

إنطلقت رئيسة وزراء صربيا آنا برنابتش من موقع صربيا الجغرافي الحساس لتعرض الفرص التي توفرها الإصلاحات التي تقوم بها الحكومة الصربية في المجالات كافة والتي ستمكّنها من دخول الاتحاد الأوروبي. وأوضحت أن 70 في المئة من الاستثمارات الأجنبية في صربيا هي استثمارات أوروبية و35 في المئة من صادرات بلادها تتجه إلى أسواق أوروبا، كما إن الصين شريك أساسي في ذلك لصربيا التي تتمتع أيضاً بعلاقات مميّزة مع الإمارات ودول عربية أخرى ومنها مصر، وفق ما قالت  برتنابتش. 
ودعت إلى الاستثمار في صربيا لخلق فرص عمل وخفض معدلات البطالة وتحسين الحياة الاجتماعية للشعب الصربي. 

أندري بلانكوفيتش 

شدّد رئيس وزراء كرواتيا أندري بلانكوفيتش على تفعيل الحوار بين أوروبا والعالم العربي، مشيراً إلى أن لقاء شرم الشيخ صبّ في هذا الاتجاه وسيكون محوراً مهماً في لقاء بروكسيل قريباً حيث ستنعقد قمة عربية أوروبية أخرى. 
وأوضح أن التحديات الاقتصادية والهجرة تحتل الحيّز الأكبر في أجندة الجانبين، ودعا بلانكوفيتش إلى إيجاد الحلول للهجرة عبر تفعيل التعاون، معتبراً القمة فرصة لتفاعل القطاع الخاص من جميع الدول المشاركة وتبادل الأفكار البناءة.  

إيدي راما

وقال رئيس وزراء ألبانيا إيدي راما إن وجود بلاده في هذا الجزء من أوروبا يؤكد على أهمية التعاون المتبادل بين أوروبا والعالم العربي وعلى ضرورة تفعيل العلاقات القائمة بين الجانبين.
ولفت إلى وجود مجالات عدة يمكن تحقيق التعاون فيها مثل قطاع التكنولوجيا والثقافة والتي يمكن أن نستفيد من خبرات دول عربية عدة في هذا الإطار، وشدّد على أن ألبانيا ومن خلال رئاسة منظمة التعاون الاقتصادي في العام 2020 ستسعى إلى تعزيز التعاون العربي الأوروبي على المستويات كافة وليس فقط على مستوى التعاون الاقتصادي.  

د. نبيل أبو ردينة

ولفت نائب رئيس وزراء السلطة الفلسطينية وزير الإعلام د. نبيل أبو ردينة إلى أن المشاكل التي تعانيها بلدان المنطقة لا يمكن حلّها ما لم يُصر إلى حل للقضية الفلسطينية وستواجه أوروبا المزيد من موجات اللجوء. 
وقال أبو ردينة إن السلطة الفلسطينية تتمتع بعلاقات قوية مع أوروبا، وانطلاقاً من ذلك يجب حث هذه الدول على إيجاد حل للقضية الفلسطينية وإحلال السلام الحقيقي في الشرق الأوسط. 
وذكّر أبو ردينة بأهمية القدس وبأن العرب لن يقبلوا بأي احتلال لهذه المدينة ويجب حل قضية القدس بسرعة وإلا نيران الحرب ستمتد إلى كل بقاع الأرض، ودعا إلى قيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس، مؤكداً استعداد الفلسطينيين للحوار حول السلام على شرط قيام دولة فلسطينية على أساس حدود العام 1967. 

مسيمو داليما

وتناول رئيس مجلس وزراء إيطاليا السابق مسيمو داليما أيضاً قضية الهجرة وموضع الديمقراطية حيث شدّد على أن الديمقراطية قيمة عظيمة غير إنه لا يمكن فرضها بل تقوم استناداً إلى مقومات كل دولة وقيمها الثقافية والاجتماعية.   
وقال داليما إنه حان الوقت للعمل معاً كعالم عربي وأوروبي لأن هنالك مصالح مشتركة بين الجانبين كما إن إيجاد حل للنزاعات القائمة في العالم العربي يستوجب تعزيز التعاون والتحلي بالشجاعة لتحقيق السلام.

فرانسوا فيّون  

وتطرّق رئيس وزراء فرنسا السابق إلى المشاكل السياسية وتداعياتها الاقتصادية في العالم وتأثيرها على العلاقات الدولية ولاسيما بين الولايات المتحدة والصين وأوروبا. 
ورأى أن الصراع في الشرق الأوسط بين السعودية وإيران يهدد الأمن العالمي من خلال تغذية الصراع السني الشيعي وتأجيج الصراعات والحروب القائمة في عدد من البلدان العربية. 
وشدّد فيّون على أن أي عملية للسلام في الشرق الأوسط لن تتم ما لم تأخذ في الاعتبار حماية الأقليات التي تشكل جزءاً أساسياً من مكونات المنطقة. وختم بالقول إن مجموع سكان أوروبا والشرق الأوسط يمثّل 12 في المئة من إجمالي سكان العالم، وهما يواجهان صعود الحركات المتطرّفة لذلك يحتاج الجانبان إلى التعاون والتضامن لمحاربة هذه الظاهرة. 

فيصل أبو زكي

نائب الرئيس التنفيذي في مجموعة "الاقتصاد والأعمال" فيصل أبو زكي قال إن القمة الأوروبية العربية أصبحت إحدى منصات الحوار الأوروبي العربي الرئيسية ومكاناً للتلاقي لبناء الشراكات وعلاقات الأعمال والفهم الأفضل للقضايا التي تواجهها. 
ونوّه أبو زكي بالتحول المهم في الاقتصاد اليوناني الذي كان شاهداً على النهوض من الركود الاقتصادي إلى اقتصاد حيوي تنافسي مع إمكانات نمو مهمة. 
ولفت إلى أن الشراكة الاقتصادية الأوروبية العربية تحتاج إنتباهاً أكبر من قبل صانعي سياسات الجانبين. ولعل بعض الحكومات الأوروبية والعربية مشتتة ببعض الأحداث السياسية والتسويات الاقتصادية، "لكننا على ثقة بأن هذه القمة تمكّننا من تصور وتطوير حلول عملانية وفعالة"، وفق ما قال أبوزكي.