بنك المشرق: تخلي عبد العزيز الغرير
عن الرئاسة التنفيذية عنوان للنجاح والاستمرارية

16.10.2019
عبد العزيز الغرير
أحمد عبد العال
Twitter icon
Facebook icon
LinkedIn icon
e-mail icon
شارك هذه الصفحة مع آخرين
Print Friendly, PDF & Email

التغييرات الأخيرة التي تمت في رأس الهرم القيادي لبنك المشرق الإماراتي لم تخرج في الحقيقة عن تسلم وتسليم يؤكد الاستمرارية والثبات في عمل هذه المؤسسة التي تمثل في كثير من الأوجه حالة مصرفية حرية بالدرس. رئيس مجلس الإدارة السابق عبد الله أحمد الغرير الذي خدم البنك لمدة 23 عاماً قرر التقاعد والاستقالة من منصبه مع الاحتفاظ بدوره كعضو في مجلس الإدارة، بينما تسلم نجله عبد العزيز الغرير منصب رئاسة مجلس الإدارة متخلياً عن منصبه كرئيس تنفيذي والذي احتفظ به لمدة 30 عاما. وتم تسليم منصب الرئيس التنفيذي إلى رئيس مجموعة الخدمات المصرفية والاستثمارية أحمد عبد العال إلى منصب الرئيس التنفيذي، علماً ا. وكان الذي استقدم إلى مجموعة البنك منذ سنتين كنوع من التمهيد للتغييرات الأخيرة. 

أحد أقوى البنوك

تقاعد رئيس مجلس الإدارة بدا سلوكا طبيعيا من رجل لم يشتهر بثروته الطائلة بقدر اشتهاره بتمثيل جيل المؤسسين من العصاميين الإماراتيين الذين ساهموا بوضع بقيام دولة الإمارات الحديثة بمزيج من التواضع والبعد عن الأضواء مع اهتمام حقيقي برعاية قضايا المجتمع وخصوصا قضية التعليم وتبني جيل الشباب ورعاية تدرجهم التعليمي والمهني. وفي هذا السياق أعلن عبد الله الغرير قبل سنوات تأسيس "مؤسسة عبد الله الغرير للتعليم" وتخصيص ثلث ثروته الطائلة كوقف لرعاية تطوير التعليم وتوفير المنح للطلاب المتفوقين من الإمارات والعالم العربي. 

التحول الملفت في التغييرات الإدارية الأخيرة لبنك المشرق كان تخلي الرئيس التنفيذي عبد العزيز الغرير عن منصبه بعد نحو 30 سنة على شغله هذه المسؤولية تمكن خلالها من نقل البنك من مؤسسة خاصة محدودة الأثر إلى أحد أقوى البنوك في الإمارات وفي منطقة الخليج العربي، لكن الصياغة التي تم بها القرار أريد بها إعطاء الانطباع للسوق وللمساهمين بأن صانع نجاح بنك المشرق وتقدمه صفوف البنوك في العديد من المجالات مثل الصيرفة الرقمية سيكون أكثر من رئيس مجلس إدارة، وسيحتفظ بالتالي بالدور الضروري لتحقيق رؤيته المصرفية التي جعلت البنك المؤسسة البارزة التي نعرفها اليوم. ويمكن القول في الوقت نفسه أن تخلي عبد العزيز الغرير عن منصب الرئيس التنفيذي هو الشاهد الأبرز على نجاحه في استكمال بناء البنك كمؤسسة لها ثقافتها ونهجها بحيث لم يعد في حاجة لأن يبقى مضطلعا بالمسؤوليات التنفيذية اليومية، وقد اعتنى الغرير في السنتين الماضيتين باستقدام مصرفي ذي خبرة طويلة في الصيرفة التجارية والاستثمارية هو أحمد عبد العال ليحل مكانه في المسؤوليات التنفيذية. وهذا النهج في اختيار القيادة التنفيذية ينسجم مع فلسفة بنك المشرق ورئيسه التي تركز على المناقب الشخصية والانضباط وقابلية المرشح للاندماج بثقافة البنك أكثر من تركيزها على الشهرة أو التفرّد الشخصي.

ريادة بالصيرفة الرقمية

من أبرز النجاحات التي قادها الغرير والتي تساعده على أخذ مسافة من العمليات اليومية، التطور الكبير الذي حققه في مجال الصيرفة الرقمية والتي مكنته من إقفال 50 في المئة من الفروع المصرفية وخفض التكاليف ودمج خدمات التجزئة بصورة فعالة بثورة الاتصالات والهواتف الذكية والتي جعلته يحتل موقع الصدارة بين مصارف الإمارات في هذا المجال. وخصص البنك نحو 500 مليون درهم لاستكمال عملية الرقمنة وتثبيت موقعه القيادي بين مصارف الإمارات في هذا المجال. وبلغت أصول البنك في العام 2018 نحو 146 مليار درهم (نحو 40 مليار دولار) بزيادة 4.2 في المئة عن العام 2017 كما نمت ودائع العملاء بنسبة 1.1 في المئة خلال الأشهر التسعة الأولى من 2019 لتبلغ 72 مليار درهم وبلغ معدل الإقراض إلى الودائع نحو 85.8 في المئة. 

يبقى القول أن عبد العزيز الغرير يترك منصبه كرئيس تنفيذي ربما بسبب حاجته إلى وقت إضافي للاهتمام ليس فقط بالمشاريع والمؤسسات العديدة التابعة لمجموعة الغرير في الإمارات وحول العالم، بل بصورة خاصة للاهتمام بموضوع قريب من قلبه كما كان قريبا من قلب الوالد عبد الله وهو موضوع التعليم الذي يخصص له جهودا شخصية ووقتا من خلال إشرافه على مؤسسة عبد الله الغرير للتعليم، ولـ الغرير في هذا المجال رؤية متقدمة جدا تجعله يشكو من تأخر التعليم في الإمارات عن المستوى الذي يسمح له بالتكامل مع الجامعات ومعاهد الأبحاث الدولية، كما لديه رؤية واقعية للاقتصاد وللعمل المصرفي تجعله ينتقد المبالغة في السعي لتحقيق معدلات النمو المرتفعة ربما على حساب الإدارة الرشيدة للمخاطر أو توفير الخدمات النوعية للعملاء.