مجموعة البنك الأهلي الكويتي:
التوسّع والتحول الرقمي يقودان النمو

09.10.2019
الرئيس التنفيذي في مجموعة البنك الأهلي الكويتي ميشال العقاد
Twitter icon
Facebook icon
LinkedIn icon
e-mail icon
شارك هذه الصفحة مع آخرين
Print Friendly, PDF & Email
عاصم البعيني

نجح البنك الأهلي الكويتي بتكريس نفسه كمجموعة مصرفية إقليمية مرموقة، معتمداً إستراتيجية عمل متحفظة في التعامل مع المخاطر، إذ إن تركّز نحو 75 في المئة من الموجودات في الكويت، أبقى المجموعة بمنأى عن المخاطر الجيوسياسية وتداعيات التطورا ت الاقتصادية العالمية. 

في المقابل، تمكّنت المجموعة من الإستفادة من فرص النمو في أسواق محددة، إذ نفّذت  صفقات عدة وقدّمت خدمات نوعية للشركات عبر فرعها في مركز دبي المالي العالمي، في ما أصبح مصرفها التابع في مصر واحداً من الأسرع نمواً هناك. وبالتزامن مع هذه التوجهات، تجني المجموعة ثمار خطة التحول الرقمي في تبسيط المعاملات تحت شعار «بنك أسهل» وتحسين نسبة التكلفة إلى الدخل. 

يقول الرئيس التنفيذي في مجموعة البنك الأهلي الكويتي ميشال العقاد إن المجموعة حافظت على نمو مستمر في أعمالها خلال السنوات الخمس الماضية، مدعومة بالتوسع الدولي وتنوّع قاعدة التمويل والإدارة الفعالة للتكاليف، كما تمكّنت من الوفاء بإلتزامها بتبسيط الخدمات للعملاء تحت شعار «بنك أسهل»، إلى جانب تعزيز كافة أعمالها إلتزاماً بإستراتيجية التحوّل الرقمي. 

التحول إلى مجموعة

ويوضح العقاد أن البنك ومنذ تأسيسه في العام 1967، حقق نمواً متواصلاً ليصبح أحد المصارف المرموقة في السوق المحلية وكذلك في الخارج، ومن ثم التحوّل إلى مجموعة تقدم  خدمات مالية ومصرفية عدة في دولة الكويت ومصر ودولة الإمارات، مشيراً إلى أن العمليات الدولية ساهمت بشكل كبير في تحسين الأداء التشغيلي للمجموعة في السنوات الأخيرة.

ويضيف أن البنك تحوّل إلى مجموعة مصرفية منذ العام 2016، عبر استحواذه على بنك بيريوس- مصر، وتحويل اسمه في ما بعد إلى البنك الأهلي الكويتي – مصر كشركة تابعة، وذلك في سياق إستراتيجية التوسّع والتنوع، وقد ساهمت هذه الإستراتيجية في توسّع أعمال المجموعة وتنويع الأصول وزيادة مصادر الإيرادات.

الأهلي الكويتي- مصر 

ويتوقف العقاد عند تجربة البنك الأهلي الكويتي – مصر، الذي نجح مؤخراً في الحصول على جائزة «البنك الأسرع نمواً في مصر» من قبل مجلة «إنترناشيونال فاينانس»، تقديراً لأدائه القوي منذ دخوله السوق، موضحاً أن شبكة فروع البنك باتت تضم 42 فرعاً موزّعة في كافة أنحاء مصر وتزامن ذلك مع نمو صافي أرباحه التشغيلية بنحو 30 في المئة خلال النصف الأول من العام الحالي مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، فيما ارتفع صافي إيرادات الفوائد بنحو 34 في المئة. بدورها، بلغت ودائع العملاء نحو 25.96 مليار جنيه بزيادة 8 في المئة، فيما بلغ إجمالي الموجودات نحو 31 مليار جنيه بزيادة 11 في المئة.

خدمات للشركات في الإمارات 

بدورها، تشكّل دولة الإمارات مركزاً مهماً لأعمال المجموعة، وفي هذا السياق يقول الرئيس التنفيذي بأن البنك الأهلي الكويتي يعدّ من أقدم المصارف الأجنبية تواجداً في هذه السوق، إذ استمر وجوده على مدى 40 عاماً، عاصر خلالها مختلف الظروف الاقتصادية التي مرّت بها الدولة ليواصل مسيرته في دعم الاقتصاد الإماراتي. 

 

الأهلي الكويتي- مصر من أسرع المصارف نمواً في السوق

ويوضح أن المجموعة توفّر من خلال فرعها في مركز دبي المالي العالمي (DIFC)- الذي يعدّ بمثابة مركز خارجي لتقديم التسهيلات الائتمانية للشركات المحلية والإقليمية- خدمات مالية للشركات المحلية والإقليمية، وتنفيذ القروض المشتركة، وتمويل المشاريع الكبرى، مشيراً إلى أن الفرع حقق نجاحاً لافتاً، إذ لعب دوراً رئيسياً في ترتيب إحدى الصفقات الرئيسية  لشركة دبي لصناعات الطيران (DAE) من خلال تسهيلات ائتمانية متجددة بقيمة 800 مليون دولار، وهي تعدّ واحدة من أكبر الصفقات من نوعها على الإطلاق والتي تشمل شرائح تسهيلات لمصارف تقليدية وإسلامية.

ويخلص العقاد إلى القول إنه وعلى الرغم من صغر حجم العمليات الدولية نسبياً بالمقارنة مع عمليات المجموعة في دولة الكويت، إلا أنها تساهم حالياً بنحو 20 في المئة من موجودات المجموعة وأرباحها التشغيلية، لافتاً إلى أن المجموعة تركز على زيادة تكامل الخدمات في الأسواق التي تتواجد فيها عبر التطبيقات الرقمية.

دور محوري للكويت

وفي الوقت الذي يلفت فيه العقاد إلى أن التوسع الدولي يعدّ جزءاً أساسياً من استراتيجية النمو، إلا أنه يوضح أن أداء المجموعة في الكويت لا يزال يلعب دوراً محورياً في نجاحها بشكل عام، مشيراً إلى أن الأداء الاقتصادي المتين لدولة الكويت في السنوات الماضية وفّر توقعات نمو مشجعة، على الرغم من حالة عدم اليقين التي سادت في الاقتصاد العالمي. 

ويضيف أنه وفي ظل المعطيات السائدة، تواصل المجموعة نهجها بالتنويع على قدم وساق بالتوازي مع تنويع الاقتصاد الكويتي، إذ يشارك قسم هيكلة التمويل التابع للمجموعة بنشاط كبير في مشاريع حكومية عدة كالطاقة والنفايات والبنية التحتية ولا سيما وأن الحكومة تواصل تنفيذ خطتها التنموية المتعددة السنوات.

ويضيف أنه ومع تركز أكثر من 75 في المئة من إجمالي الموجودات في الكويت، تعدّ المجموعة جزئياً بمنأى عن المخاطر الجيوسياسية الخارجية، إذ تعتمد إدارة المخاطر نزعة محدودة تجاه الإنكشاف على المخاطر السيادية والمصارف الدولية، مع الإشارة إلى أن البنك الأهلي يعدّ من أفضل المصارف رسملة في الكويت والمنطقة، إذ بلغ معدل كفاية رأس المال 19.2 في المئة في نهاية العام الماضي مقارنة بنحو 17.2 في المئة في نهاية العام السابق، كما جرى اتخاذ خطوات عدة لتعزيز المركز الرأسمالي عبر إصدار سندات دين رأسمالية من الشريحة الأولى من الفئة الممتازة بقيمة 300 مليون دولار أميركي في العام 2018 لضمان النمو العضوي ومنح البنك المرونة في استكشاف فرص النمو غير العضوية.

هذه المؤشرات المشجعة يضيف إليها العقاد أخرى إيجابية، من بينها أن القروض المتعثرة تشكل نحو 1.8 في المئة من الإجمالي مقارنة بنحو 2.6 في المئة قبل عامين، مشيراً إلى ان النهج المتحفظ تجاه عمليات الإقراض ساهم في تسجيل أدنى نسبة قروض متعثرة بالمقارنة مع أي مصرف محلي آخر، كما يحتفظ الأهلي بتغطية لهذه الشريحة من القروض تتجاوز 300 في المئة. 

بنك أسهل

أما في ما يتعلق بخطة التحول الرقمي، فيقول العقاد إن البنك استفاد من مزايا استثماره الاستراتيجي في هذا المجال، والذي شكّل مفتاحاً لخطته بتبسيط وتحويل الخدمات والمنتجات، مشيراً إلى أن تنفيذ نظام الحاسب الآلي المصرفي الأساسي الجديد في العام 2017 مهّد لخطة تحوّل رقمي ضخمة خلال العام الماضي.

ويضيف: «رغم أن البنك كان يعدّ سابقاً مصرفاً من الطراز القديم مع استخدام كثيف للأوراق، لكنه تحول خلال فترة زمنية وجيزة إلى مصرف مرموق في التكنولوجيا الإقليمية، وأصبح في طليعة المصارف التي تعتمد تكنولوجيات حديثة كالذكاء الاصطناعي وتقنية بلوكتشاين والتقنية السحابية».  

العمليات الدولية تساهم بـ 20 في المئة من الأرباح التشغيلية

ويضيف أن هذا التحول يُمكّن من تلبية احتياجات العملاء الراغبين في استخدام التكنولوجيا الحديثة ولا سيما وأن هذه الشريحة تتوقع استجابة أسرع وخيارات أوسع في الخدمات المقدّمة، مع الإشارة إلى أن هذا التوجه يشكّل وفاء بوعد البنك بتبسيط الخدمات تحت شعار «بنك أسهل». ونجح البنك في طرح خدمات رقمية عدة بعضها دخل السوق الكويتية لأول مرة من بينها خدمة «ABKPay» وهي تسمح بتجزئة مدفوعات الفواتير أو تحويل الأموال من حسابات مصرفية محلية أخرى إلى حسابهم في البنك، وكذلك خدمة «Global View»، والتي تمكّن العملاء من الإطلاع على حساباتهم المتعددة من خلال عملية واحدة، كما اعتُمدت تقنية   «Ripple» التي توفر فرصة أسرع لتحويل الأموال، ومؤخراً طرح البنك خدمة تسديد «Tasdeed» والتي تلبي معاملات نقاط البيع ومعاملات بوابة الدفع عبر الإنترنت الخاصة بالتجارة الإلكترونية والمتعلقة بالوزارات والمؤسسات والهيئات الحكومية في دولة الكويت.

ويوضح العقاد أن التحول الرقمي ساهم في تحسُّن نسبة التكلفة إلى الدخل (CTI) في البنك إلى 38 في المئة خلال الربع الأول من العام الحالي مقارنة بنحو 38.6 في المئة خلال الفترة نفسها من العام الماضي، مشيراً إلى ان كافة هذه الخطوات تزامنت أيضاً مع استخدام تقنيات روبوتية في العمليات التشغيلية. 

الأداء المالي

على الرغم من أهمية التوجهات الإستراتيجية، يبقى المهم الأداء المالي هو الأهم بالنسبة الى الرئيس التنفيذي، على قاعدة أن الدليل على نجاح أي مصرف تعكسه النتائج المالية، ويوضح أن المجموعة شهدت تحسناً في الأداء عبر مؤشرات عدة كان من بينها تجاوز الأرباح التشغيلية حاجز الـ 100 مليون دينار خلال العام الماضي لأول مرة في مسيرة البنك، ليحافظ على زخم النمو خلال النصف الأول من العام الحالي، إذ بلغت الأرباح الصافية نحو 22.6 مليون دينار بزيادة 18 في المئة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. 

 ويضيف:«أما بالنسبة الى الفترة المتبقية من العام فتحتفظ المجموعة بنظرة إيجابية، إذ يُتَوقَع أن يبقى نمو قروض البنك في الكويت متماشياً مع معدلات السوق مع المحافظة على جودة الأصول في حين سيحافظ على زخم النمو في مصر مع مواصلة طرح منتجات متطورة هناك».