شركة CCC: إعادة هيكلة الجهاز الوظيفي
إستعداداً لانتعاش سوق المشاريع

09.10.2019
سامر خوري
Twitter icon
Facebook icon
LinkedIn icon
e-mail icon
شارك هذه الصفحة مع آخرين
Print Friendly, PDF & Email

قررت شركة اتحاد المقاولين CCC وهي أكبر شركة مقاولات في المنطقة والشركة الـ 17 في الترتيب العالمي منح نحو 2500 من موظفي الجهاز الثابت في الشركة إجازات مفتوحة الى حين تحسن ظروف سوق المقاولات.

ويعتبر قرار الشركة منعطفاً في مسارها الذي بدأ قبل أكثر من 67 عاماً لأنها المرة الأولى التي تلجأ إلى عملية إعادة هيكلة تطال هذا العدد من موظفي الجهاز الثابت الهندسي والإداري والمالي والذي يبلغ عدد العاملين فيه نحو 13.000، وهذا الفريق الذي انضم أعضاؤه إلى الشركة عبر مراحل نموها وتطورها حرصت الشركة المعروفة بتراثها العائلي واهتمامها الدقيق بالموظفين على الإحتفاظ به، حتى في فترات تباطؤ سوق العقود بحيث يكون متوافراً مجدداً عند انتعاشه. وتتمتع شركة CCC بإنتشار عالمي وتتميز أعمالها بتنوع جغرافي وقطاعي ساعداها دوماً على التكيّف مع تقلبات السوق. لكن الشركة، أسوة بكافة شركات المقاولات العربية والاجنبية العاملة في المنطقة، تواجه منذ أربع سنوات تحديات غير مسبوقة ولاسيما في الخليج الذي يمثل أهم أسواقها ويوفّر لها أكثر من 70 في المئة من العقود، إذ تشهد المنطقة منذ أربع سنوات تباطؤاً في الإنفاق الحكومي وفي المشاريع الجديدة الأمر الذي يتوقع أن ينعكس بقوة على ايرادات الشركة من 4.2 مليارات دولار هذا العام إلى 2.5 مليار في العام المقبل، وهذا التراجع الكبير في الدخل يرفع كثيراً من تكلفة الإحتفاظ بجهاز يفوق حاجات الشركة في المرحلة الحالية وهو يؤثر على قدرة الشركة في المنافسة على المشاريع الجديدة فضلاً عن حرمانها من المرونة اللازمة لتجديد الهيكل التنفيذي الذي يضم نسبة كبيرة من الذين مضى على خدمتهم للشركة 30 أو 40 عاماً أو أكثر.

في  المقابل، إزداد العمل في سوق المقاولات في الخليج صعوبة سنة بعد سنة ليس فقط بسبب التباطؤ المستمر منذ سنوات (أنظر الرسم البياني) بل أيضاً بسبب إشتداد وتيرة التنافس السعري ودخول المزيد من الشركات الدولية إلى السوق، وارتفاع عامل المخاطرة السياسية، فضلاً عن تفاقم مدة الانتظار اللازمة لصرف مستحقات الشركات، وهو ما يزيد التكلفة المالية للنمط التشغيلي السابق، وهذا في وقت لا توجد مؤشرات على انتعاش سريع في سوق المقاولات في المنطقة.

وتشير إحصاءات مؤسسة ميد المتخصصة في سوق المقاولات في المنطقة إلى تراجع كبير في حجم العقود التي تمّ منحها في العام 2018 (45.8 مليار دولار) بالمقارنة مع تلك التي تمّ منحها في العام 2014 وبلغت 76.6 مليار دولار مما يمثل تراجعاً بنسبة 40 في المئة. وبإستثناء قطاع المياه فقد شهدت معظم قطاعات المقاولات تراجعات كبيرة وشهد قطاع النقل خصوصاً تراجعاً بنحو الثلثين، لكن إحدى أكبر المعضلات التي تواجه شركات المقاولات هي تفاقم المدة التي بات على الشركات انتظارها قبل صرف الحقوق المترتبة لها عن تنفيذ الأشغال المتعاقد عليها (راجع الرسم البياني).

بالنظر الى هذه الظروف كان على شركةCCC  الاختيار بين محاولة الحفاظ على امتياز الأمن الوظيفي للعاملين المكلف جداً للشركة وبين الحفاظ على عافية الشركة وقدرتها التنافسية بما يزيد حظها على الفوز بعقود جديدة وبالتالي حماية مصالحها ومصالح العاملين، مع أولى بوادر انتعاش في السوق، حسب الرئيس التنفيذي المشارك لشؤون الهندسة والإنشاءات سامر خوري الذي يشير في الوقت نفسه إلى أن شركة CCC  إكتسبت عبر 67 عاماً من العمل في مختلف بلدان المنطقة خبرة كبيرة في التكيّف مع دورات الانتعاش والركود، كما إنها وبسبب تداخلها مع مجتمعات المنطقة تميّزت دوماً بمستوى أداء متفوق إكتسبت بسببه ثقة الحكومات والشركات الدولية التي تتعامل معها، ولهذا السبب، فإن إجراءات الترشيد ستجعلها في موقع أفضل للإستفادة من الانتعاش المرتقب الذي تؤكده توقعات المؤسسات المالية الدولية والاقتصاديون وشركات الاستثمار وهيئات القطاع الخاص.