«تحيا مصر»:
أكبر من صندوق

22.08.2019
تامر عبد الفتاح
مدينة «تحيا مصر» بالاسمرات
مشروع سيارات الشباب
مبادرة «نور حياة» للبصر
علاج مليون شخص مجاناً من المصابين بفيروس«سي»
Twitter icon
Facebook icon
LinkedIn icon
e-mail icon
شارك هذه الصفحة مع آخرين
Print Friendly, PDF & Email
ديما رعيدي

«الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ توليه الرئاسة وهو يهتم بحل كافة المشكلات من جذورها وليس الإكتفاء بحلول مؤقتة... من هنا وُلد صندوق «تحيا مصر» بموجب قرار جمهوري.

ولم يكتفِ الرئيس السيسي بإطلاق الصندوق، بل شكّل نموذجاً مُحفّزاً لأهمية مساهمة المصريين، كأفراد وشركات فيه، فتبرّع بنصف ثروته لصالح الصندوق»؛ بحسب المدير المالي والإداري والقائم بأعمال المدير التنفيذي للصندوق تامر عبد الفتاح.

صندوق «تحيا مصر» كيان يبادر ويخطط ويبني بمساهمات المجتمع ومشاركته لتحيا مصر بتنمية مستدامة، من خلال التركيز على ستة محاور أساسية هي: الدعم الاجتماعي، الرعاية الصحية، التنمية العمرانية، التمكين الاقتصادي، التعليم والتدريب ومواجهة الكوارث الطبيعية، حيث نفذ الصندوق منذ بداية عمله في يوليو 2015 مشروعات بتمويل قدره خمسة  مليارات جنيه. 

بناء المجتمع أولاً

أولى اهتمامات صندوق «تحيا مصر» هو محور «الرعاية الاجتماعية»، من خلال توفير الدعم المادي والمعنوي للفئات الأكثر احتياجاً، فأطلق الصندوق «المشروع القومي لحماية الأطفال بلا مأوى»، وأولى مبادراته برنامج «إحنا معاك»، بالتعاون مع وزارة التضامن، حيث بلغ عـدد المستفيدين 16 ألف طفل بإجمالي تمويل 114 مليون جنيه. 

ويضيف عبد الفتاح: «كذلك تضمّن المشروع الانتهاء من تطوير ورفع كفاءة عدد من دور الفتيات والبنين بالمحافظات المختلفة، بكلفة تفوق 25 مليون جنيه، كما تمّ تخصيص 80 مليون جنيه من «تحيا مصر» لتأسيس أول صندوق استثماري خيري توجّه عوائده لرعاية ذوي الاحتياجات الخاصة تنفيذاً لتوجيه الرئيس السيسي».

إلى ذلك، «تستهدف مبادرة «بالهنا والشفا» توفير المواد الغذائية مجاناً للفئات الأكثر احتياجاً من أهالي قرى مصر بتكلفة 100 مليون جنيه، واستفادت منه حتى الآن خمسة ملايين أسرة، واستطاع الصندوق توفير لحوم الهدى والأضاحي لـ 300 ألف أسرة، بالتنسيق مع البنك الإسلامي للتنمية، ومن خلال وزارة الاستثمار والتعاون الدولي». 

 

نقل تجربة علاج فيروس الكبد الوبائي «سي» إلى أفريقيا

درهم وقاية ... وقنطار علاج

على صعيد «الرعاية الصحية»، حرص الصندوق على إحداث نقلة نوعية في أسلوب مكافحة الأمراض ذات نسب الإصابة المرتفعة وفي مقدّمها فيروس الكبد الوبائي «سي». ويشرح عبد الفتاح:«عملنا طبقاً لرؤية المبادرة الرئاسية لمكافحة وعلاج هذا الفيروس وتنفيذ برامج توعية للوقاية وعدم تفشي المرض، وبلغ إجمالي مساهمة الصندوق في مكافحة فيروس «سي» 500 مليون جنيه من خلال مساهمات المصريين»، منوهاً بأن «ما تم في علاج فيروس «سي» إنجاز كبير، إذ تحولنا من بلد يعاني نحو

7 في المئة من سكانه من الفيروس، و150 ألف مريض جديد سنوياً، إلى بلد يعالج مليون شخص مجاناً ويصدّر الدواء».

الرئيس السيسي تبرّع بنصف ثروته للصندوق

إلى ذلك، «نهدف من خلال مبادرة «نور حياة» إلى مكافحة ضعف وفقدان الإبصار من خلال التشخيص والعلاج المبكر، وإجراء التدخلات الجراحية اللازمة، وتمّ رصد مبلغ مليار جنيه تنفيذاً لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، ووضع خطة لإجراء المسح الطبي على مليوني مواطن على مدى ثلاث سنوات. وحمايةً للأطفال يتم إجراء مسح طبي على 10.5 ملايين تلميذ في المرحلة الإبتدائية في المدارس الحكومية، ومن المتوقع أن يسفر المسح عن ظهور مليون حالة تحتاج إلى نظارات طبية، سيوفّرها الصندوق بالكامل مجاناً، فضلاً عن إجراء العمليات الجراحية للتلاميذ الذين تتطلب حالاتهم ذلك، بالتنسيق مع التأمين الصحي. كذلك، وفّرنا 564 حضانة متكاملة للأطفال المبتسرين (الذين يولدون قبل اكتمال أشهر الحمل) والبالغ عددهم 100 ألف سنوياً، وذلك لسد العجز في المستشفيات التي تخدم المناطق الأكثر احتياجاً، بتمويل قدره 200 مليون جنيه». 

ويتابع عبد الفتاح: «الصندوق وفّر في الفترة الماضية وحدات غسيل كلوي في مستشفيات عدة في المحافظات لخـدمة 57 ألف مريض سنوياً بتمويل 36.5 مليون جنيه». 

العشوائيات إلى مدن

المحور الثالث الذي يحوز تركيز صندوق «تحيا مصر» هو «التنمية العمرانية»، إذ يهدف الصندوق إلى معاونة الدولة في القضاء على العشوائيات، وتوفير مسكن آمن وملائم بديل في شكل مجتمعات عمرانية جديدة متكاملة المرافق والخدمات، فقام الصندوق بالمساهمة بأكثر من ملياري جنيه لعلاج تلك المشكلة. ويشيد عبد الفتاح بمدينة «تحيا مصر» بالاسمرات التي ساهم الصندوق في تأسيسها بمليار جنيه، «إذ تُعدُّ أول تجمع عمراني يتم من خلاله تنفيذ خطة شاملة للارتقاء بسكان المناطق المهددة للحياة اجتماعياً واقتصادياً وصحياً، من خلال إنشاء 429 مبنى سـكنياً تضم 18276 وحدة سكنية و281 وحدة تجارية وذلك لخدمة 80 ألف مواطن».

وكذلك، «جاءت مشاركتنا في بناء مدن «بشائر الخير» بتمويل 709 ملايين جنيه حتى الآن لرفع المعاناة عن كاهل سكان المناطق العشوائية في الإسكندرية، وذلك من خلال هدم المساكن العشوائية وبناء مدينة سكنية متكاملة تضم 29280 وحدة سكنية لخدمة 146 ألف مواطن، كما كان للصندوق السبق في تطوير منطقة عشوائية كاملة داخل القاهرة هي منطقة العسال في حي شبرا، من خلال توقيع اتفاقية تعاون مع محافظة القاهرة، فتم هدم وإعادة بناء المنازل والوحدات التجارية ورفع كفاءة شبكات البنية الأساسية وتحديث الطرق الداخلية وإنارتها، وإنشاء سوق حضارية، وتم هدم وإعادة بناء 123 عـقاراً و775 وحدة سـكنية وإنشاء 48 وحدة تجارية مستقلة، وذلك بتمويل قدره 91 مليون جنيه». 

ويكشف عبد الفتّاح «أنّه يتم حالياً مشاركة الصندوق في توفير تجهيزات وفرش الوحدات السكنية بمدينة «تحيا مصر» بالاسمرات 3 والمحروسة حيث تم رصد مبلغ 150 مليون جنيه». 

أما بالنسبة إلى مشروع تطوير القرى، فيوضح أنه «يتم من خلال رفع كفاءة المنازل المتدهورة بالقرى الأكثر فقراً، فتم خلال الفترة الماضية إعمار 7264 منزلاً  في 232 قرية بـ 15 محافظة ويبلغ عدد المستفيدين 75 ألف مواطن، بتمويل يصل إلى 200 مليون جنيه. كما اتجهنا إلى أقصى الجنوب، في محافظة أسوان، حيث يتم تنفيذ خطة شاملة تتضمن 14 مشروعاً في مجالات الإسكان، الرعاية الصحية، والبنية الأساسية والحماية المدنية والتنمية الصناعية والشباب والرياضة، لتلبي الإحتياجات الحيوية في مركز نصر النوبة وباقي مراكز المحافظة، بتمويل 320 مليون جنيه، ليستفيد منها 400 ألف مواطن». 

ويلفت إلى «التخطيط لتنفيذ مشروعات جديدة لتطوير 103 قرى في 12 محافظة تشمل رفع كفاءة 2885 منزلاً بالإضافة إلى تطوير عدد من المدارس والوحدات الصحية بالتعاون مع مؤسسة مصر الخير وجمعية الأورمان، ويبلغ إجمالي التمويلات أكثر من 173 مليون جنيه». 

دعم المرأة والشباب

تركيز المحور الرابع للصندوق المتمثل بـ «التمكين الاقتصادي»، ينصبّ على المرأة والشباب، من خلال توفير الصندوق لآليات مرنة تتيح لهم تأسيس وتشغيل مشروعات صغيرة ومتوسطة الحجم. ويصرح عبد الفتاح أن «الصندوق أطلق عدداً من المشاريع في هذا الإطار، الأول هو «مشروع توزيع ألف تاكسي» بتمويل قدره 80 مليون جنيه في عشر محافظات.

والمشروع الثاني فهو «توزيع سيارات النقل المبرد»، والذي وفّر 500 سيارة حمولة 5 طن و750 سيارة حمولة 1.5 طن، وذلك بنظام التقسيط على ست سنوات، حيث تمّ تأسيس شركات أفراد وبلغ إجمالي التمويل 257 مليون جنيه. أما ثالث المشاريع، فيتعلق بدعم المرأة المعيلة وتمكينها، بما يتناسب مع المنطقة السكنية وأنواع الأنشطة المتاحة، من خلال توقيع بروتوكول تعاون بقيمة 250 مليون جنيه مع بنك ناصر الاجتماعي في مشروع «مستورة» بنظام القرض الدوار، وبلغ عدد المستفيدين من تلك المبادرات أكثر من 17 ألف مستفيد». 

التعليم... ومواجهة الكوارث 

على صعيد التعليم، «حرصنا على دعم مبادرة العالم الحائز على جائزة نوبل أحمد زويل في إنشاء صرح للبحث العلمي وهو جامعة «زويل للعلوم والتكنولوجيا»، حيث دعم الصندوق الجامعة بمبلغ 410 ملايين جنيه لإستكمال التجهيزات الخاصة بها، وفتح حساب باسم الجامعة لتلقي التبرعات، كذلك دعم الصندوق مبادرة «المعلمون أولاً» الرئاسية نحو مجتمع يفكر ويبتكر من خلال توفير تمويل بقيمة 80 مليون جنيه لتأهيل عشرة  آلاف معلم على أدوات التدريس الحديثة»؛ كما يفصح المدير التنفيذي للصندوق.

أما ضمن محور مواجهة الكوارث الطبيعية، فيلفت عبد الفتاح إلى أنه «تم تخصيص مليار جنيه لمواجهة أزمة السيول والأمطار التي اجتاحت محافظتيّ البحيرة والاسكندرية في العام 2016، من خلال تنفيذ أعمال إحلال ورفع كفاءة شبكات الصرف وإنشاء محطات جديدة، كما دعم الصندوق أهالي منطقة رأس غارب المتضررين من آثار السيول التي ضربت 13 منطقة مختلفة، والتي اجتاحت أكثر من 80 في المئة من مساحة المدينة بمبلغ 20 مليون جنيه، فضلاً عن تعويض المزارعين». 

نقل التجربة إلى الخارج

يؤكّد عبد الفتاح أن «الصندوق اكتسب خبرة كبيرة من خلال المشاركة في تنفيذ المبادرات الرئاسية لتنمية المجتمع، كما إنّنا نسعى دائماً إلى التعريف بتجارب الصندوق في علاج المشكلات المجتمعية والصحية، إذ نعمل حالياً مع وزارة الصحة في نقل تجربة علاج فيروس إلى الدول الأفريقية، بالإضافة إلى تجربة الصندوق في مكافحة وعلاج مسببات ضعف وفقدان الأبصار».  

ويتابع: «التحدي الأكبر الذي واجهناه في بداية عملنا هو كيف نكسب ثقة الناس للمساهمة في الصندوق، ولا شك أن مبادرة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي للتبرع بنصف ثروته للصندوق كانت بادرة أمل للتغلب على هذا التحدي، فكانت بمثابة حافز لتشجيع العديد من المؤسسات والأفراد للمشاركة في الصندوق».

ويختم عبد الفتّاح مشيراً إلى أن «الصندوق اكتسب مع الوقت الثقة والخبرة التي تكفل له الشراكة مع أي جهة محلية أو إقليمية والتعاون معها، فلدينا شراكات مع مختلف الوزارات والهيئات الحكومية كذلك كبرى مؤسسات القطاع الخاص العاملة في مجال تنمية المجتمع، فضلاً عن منظمة الصحة العالمية واليونيسف واليونيدو وبنك التنمية الإسلامي، وجمعيات الصداقة المصرية في مختلف الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأميركية».