مؤتمر ومعرض "هواوي لبنان 2019":
الحدث لبناني والرسائل إقليمية

11.07.2019
الرئيس التنفيذي لشركة هواوي في لبنان فينغ نان
رئيس مجموعة هواوي لأعمال المستهلكين في المشرق العربي جيس لان
جانب من المعرض المُصحاب للمؤتمر
Twitter icon
Facebook icon
LinkedIn icon
e-mail icon
شارك هذه الصفحة مع آخرين
Print Friendly, PDF & Email
حشدت هواوي كل قواها في لبنان، لإقامة مؤتمر ومعرض "هواوي لبنان 2019" الذي ناهز من حيث مستوى الحلول والتكنولوجيات المعروضة المستوى الذي تقدمه الشركة عادة في معارض دولية كبرى كالتي تُقام سنويا في برشلونة MWC. ومع أن الشركة حرصت خلال المؤتمر على إيصال رسالة واضحة للحكومة اللبنانية وكافة مكوّنات القطاعين العام والخاص، وهي أنها ملتزمة بدعم مشروع لبنان الرقمي، إلا أن المؤتمر شكّل أيضا رسالة قوية ذهبت أبعد من حدود الجغرافيا اللبنانية وفي اتجاهات مختلفة، لتؤكد على جهوزية هواوي العالية في منطقة الشرق الأوسط سواء على مستوى الجيل الخامس أو على مستوى الخدمات والحلول الرقمية الأخرى التي تشكل رديفاً قوياً له كالذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية.
كما حمل المؤتمر رسائل أخرى مفادها بأن هواوي ماضية قدماً في مسيرة الإبتكار ودعم الدول الصديقة التي تعمل بها وتعزيز خطط الاستثمار فيها على الرغم من التحديات الكبيرة التي تواجهها حالياً ممثلة بحملة الإدعاءات الأمريكية وحلفاءها المتواصلة ضد الشركة، والتي لم تنجح إدارة الرئيس ترامب بتقديم أي دليل مادي عنها، ما تسبب بخفض وتيرة الثقة بخطاب الحكومة الأمريكية في هذا الشأن، ودفع بالعديد من الدول إعلان موقف صريح لايصب في صالح غرض الحملة الأمريكية المتمثل بمحاولة إثقال كاهل هواوي بتحديات  تعيق مسيرة ريادتها لشبكات الجيل الخامس على المستوى العالمي. ومن الواضح بأن هواوي لا تحاول إخفاء هويتها الصينية مطلقاً، بل تفخر بكونها شركة صينية الأصل وصلت للعالمية بفضل نجاح مسار التزامها بنهج البحث والتطوير وتمحور أعمال الشركة حول متطلبات ورغبات العملاء. وكان لحضور السفير الصيني في لبنان وانغ كيجيان وتحدثه في افتتاح المؤتمر وقع إيجابي في هذا الاتجاه.
وتمكن المؤتمر أيضا من جذب كبار الشخصيات في شتى مجالات قطاع الاتصالات والمعلوماتية. وكان واضحا خلال هذا الحدث الذي حضره المئات، أن هواوي تراهن على حضورها القوي في لبنان، ليس لخدمة السوق اللبنانية فحسب، بل لخدمة أسواق أخرى ضمن مجموعة أسواق المشرق العربي. وتحدث في افتتاح المؤتمر كل من الرئيس التنفيذي لشركة هواوي في لبنان فينغ نان ورئيس مجموعة هواوي لأعمال المستهلك في لبنان جيسي لان إضافة إلى السفير كيجيان.  

نحو لبنان الرقمي 

حضر المؤتمر مجموعة واسعة من رواد الأعمال وصناع القرار من القطاعين العام والخاص ومسؤولون حكوميون ومدراء تنفيذيون بارزون من لبنان ومختلف أنحاء المنطقة. وركز المؤتمر على استعراض فرص وسبل الدفع بعجلة التنمية والتطور في لبنان نحو العصر الرقمي الجديد من خلال الاستفادة من كافة الحلول والتقنيات الحديثة وفي مقدمتها الذكاء الاصطناعي والجيل الخامس ومراكز البيانات. 
ناقش المؤتمر أيضا أطر التعاون المفتوح والعمل والمشترك بين كافة الجهات المعنية لبناء النظام الإيكولوجي التكنولوجي الشامل والمتكامل في لبنان، والذي من شأنه دعم حركة تطوير قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات ورفع سوية أثره الإيجابي على حركة تطور كافة القطاعات الأخرى على طريق الانتقال للمرحلة المقبلة من الحقبة الرقمية الجديدة وبناء اقتصاد لبنان الرقمي المستدام المبني على المعرفة. وبحسب هواوي من المتوقع "أن تساهم التكنولوجيا بالوفاء بمتطلبات الحياة الرقمية في لبنان بالنسبة للمؤسسات كما للأفراد، والإسهام بربط لبنان بالعالم بشكل أفضل، ودعم مساعي الحكومة اللبنانية ومؤسساتها والشركات العاملة بها لتوفير مزيد من الحلول والخدمات المتطورة التي ترفع كفاءة الأعمال والخدمات وتنتقل بها نحو مرحلة جديدة أكثر ذكاء وسلاسة وتكاملا".  
وفي هذا السياق، قال فينغ نان: "نحن على أعتاب عالم ذكي متصل بالكامل، يولدُ فيه الابتكار بوتيرة أسرع ليؤثر على كل شيء حولنا. الآن بات الوقت مناسباً لجميع المؤسسات لتتبنّى الذكاء وتفعّله من خلال الاستفادة من الابتكارات لإيجاد منصات مفتوحة ومرنة وآمنة ذات قوة استيعابية وخدمية أكبر. كما نشهد، في الوقت نفسه، تزايداً مطرداً في أهمية الحلول والتقنيات الحديثة التي أثبتت جدارتها من حيث الإمكانيات والمردود كالذكاء الاصطناعي. وتتيح لنا مثل هذه الفعاليات التي تركز على المستقبل العمل معاً للبقاء في طليعة التحول الرقمي المتنامي في لبنان، تماشياً مع رؤية الحكومة اللبنانية التي تسعى لتمكين التقنيات الحديثة وفي مقدمتها شبكات الجيل الخامس".
بدوره، قال السفير كيجيان: "مع انتشار العولمة الاقتصادية، أصبحت المعلوماتية من ضرورات التنمية الاقتصادية والاجتماعية العالمية. ويُعد الاقتصاد الرقمي نقطة محورية لهذه الحقبة، حيث يرتقي بالمجتمع البشري دائماً إلى آفاق تاريخية جديدة. وسوف تواصل الصين مساعيها لإقامة تعاون أوثق مع الدول العربية في الاقتصاد الرقمي والذكاء الاصطناعي والموارد الجديدة والتكنولوجيا البيولوجية والمدن الذكية".
من جانبه قال جيسي لان: "المستهلك هو الأساس في عملنا، ومحور تركيزنا وابتكاراتنا، وكل ما نقوم به يبدأ وينتهي مع المستهلكين والوقوف عند متطلباتهم وطموحاتهم المستقبلية. ومن هذا المنطلق، سوف نواصل مسيرة الابتكار في التقنيات الأساسية التي تستهدف المستهلك، بما في ذلك تكنولوجيا الجيل الخامس والذكاء الاصطناعي والواقع المعزّز والواقع الافتراضي، ونرفع زخم الاعتماد على استراتيجية النظام الإيكولوجي التكنولوجي التي تشمل كافة السيناريوهات لتقديم تجربة ذكية وملهمة للمستهلكين في شتى أنحاء العالم، وفي كل جانب من جوانب حياتهم".

الجيل الخامس 

والذكاء الاصطناعي 

وركّز المؤتمر في جزء كبير منه على فرص الاستفادة من حلول الذكاء الاصطناعي وشبكات الجيل الخامس، وقدمت هواوي حول هاذين الموضوعين عروضا توضيحية وتجارب حية هي الأحدث من نوعها على مستوى العالم، مع التركيز بشكل خاص على تطبيقات الجيل الخامس التي تعتمد الذكاء الاصطناعي والتي تستطيع دعم جهود الحكومة الذكية وتطوّر قطاعات حيوية هامة كالنقل والتمويل وغيرها من المجالات والصناعات الأخرى.
ويأتي التركيز على الذكاء الاصطناعي في وقت حاسم تشهدُ فيه شبكات الجيل الخامس ذات النطاق العريض انطلاقة قوية عالميا، ما يفسح المجال أمام قدر أكبر من التواصل بين الأشخاص وربط الأشياء والأجهزة ببعضها أكثر من أي وقت مضى. ووضّحت العروض خلال المؤتمر الآلية التي تتيح توحيد نظم وآليات عمل الذكاء الاصطناعي وشبكات الجيل الخامس والاستفادة من الحوسبة السحابية الذكية للتعامل مع حركة نقل وتحليل البيانات الضخمة، وبناء شبكات المجمعات والمباني الذكي الأكثر تقدماً وسرعة، والاستفادة من تقنية واي فاي 6 الأحدث من نوعها التي ابتكرتها هواوي، والعمل على تطوير شبكات المدينة الذكية واسعة النطاق.

الالتزام بالأبحاث والتطوير 

وأوضحت هواوي أنها تنظّم هذا النوع من الأحداث في الأسواق المحلية التي تعمل بها انطلاقاً من التزامها الراسخ بمشاركة ثمار البحث والتطوير الذي تتربع هواوي على ريادته عالمياً، والذي يركز حالياً على تسريع الخُطى نحو الجيل الخامس وكيفية تنفيذ عمليات ذكية من خلال الذكاء الاصطناعي. وفي عام 2018 وحده، استثمرت هواوي حوالي 14.9 مليار دولار (14.1 في المئة من إيراداتها الإجمالية) في البحث والتطوير، لتحتل المرتبة الخامسة على مستوى العالم وفقا لتصنيف مؤشر الإنفاق على البحث والتطوير الصناعي التابع للاتحاد الأوروبي لعام 2018. وعلى مدى السنوات العشرة الماضية، وصل حجم ميزانية هواوي المُخصّصة للبحث والتطوير إلى أكثر من 70.5 مليار دولار أمريكي. ووفقاً للبيانات الرسمية الصادرة عن المنظمة العالمية للملكية الفكرية WIPO، قدمت هواوي 5405 طلب براءة اختراع إلى هذه المنظمة في عام 2018، لتحتل المرتبة الأولى بين جميع الشركات على مستوى العالم. وقد بلغ عدد موظفيها العاملين في البحث والتطوير أكثر من 80.000 موظف، وهو ما يمثل 45 في المئة من إجمالي القوى العاملة في الشركة.