أبدى رئيس مجلس الوزارء اللبناني سعد الحريري اهتمامه بالقطاع السياحي باعتباره محركاً رئيسياً لمختلف القطاعات الاقتصادية. وأشار إلى أن المشكلة في الخلافات السياسية في السنوات الأخيرة التي أدت إلى احجام السياح عن المجيء إلى لبنان، مؤكداً إلى أن هذه الخلافات هي "مقتل لبنان".

واعتبر الحريري خلال مؤتمر السياحة المستدامة الذي عقد في بيروت أمس، أن السياحة هي من أهم القطاعات الإنتاجية في لبنان والتي يجب أن تساهم بأكثر من 20 في المئة في الناتج القومي. وأشار إلى خطة ماكنزي التي لحظت 22 نقطة في مجال السياحة، لافتاً إلى ضرورة تغيير نمط العمل في لبنان من خلال وضع خطط وبرامج تنفيذية لها، وتحسين الأداء، مؤكداً على أهمية دور الخطاب السياسي في الإعلام في موضوع السياحة. 

وأكد الحريري أن لبنان هو بلد الخدمات واللبناني معروف بقدراته في هذا المجال حول العالم، فمن الضروري السعي لتحسين إدارة هذا القطاع مع توفر منتج سياحي غني ومتنوع، مشدداً على ضرورة الاستثمار في القطاع السياحي وفي كافة مجالاته. ولفت إلى اهمية إعادة إنعاش دور الجامعات في استقطاب الطلاب العرب والأجانب، حيث تراجعت نسبتهم في الجامعات اللبنانية من 40 في المئة قبل سنوات إلى 10 في المئة حالياً. 

وأشاد الحريري بأهمية لبنان السياحية رغم المشاكل التي يعاني منها، فالمقومات كبيرة وخاصةً فيما يتعلق بالموارد البشرية، التي هي "نفط لبنان الحقيقي". 

وعن عودة السياح الخليجيين إلى لبنان، كشف الحريري: أن في الأسبوع الذي أعلن فيه الوزير نزار العلولا عن رفع حظر سفر السعوديين، استقبل لبنان 12 ألف سائح سعودي، معتبراً أنه إذا استمر الاستقرار السياسي وقيام المشاريع الإصلاحية لا سيما فيما يتعلق بالكهرباء والنفايات والبنى التحتية سوف يستمر مجيء السياح، متوقعاً أن يكون موسم صيف 2019 واعداً، مشيراً إلى ان نمو السياحي بلغ 9 في المئة خلال الشهرين الأوليين من العام الحالي. 

ولفت الحريري إلى أن السياح الخليجيين يعرفون لبنان ومواقعه السياحية أكثر من اللبنانيين أنفسهم، ولكن المطلوب تأمين المرافق لهم كالمطار على سبيل المثال، مشيراً إلى أن التوسعة الجزئية القائمة حالياً وتأمين التجهيزات اللازمة سوف تحسن من أداء المطار، على أن يتم توسعة المطار ليستوعب 15 مليون مسافر في مرحلة لاحقة وأن يتم تشغيله وإدارته عبر نظام BOT، وقال ان هناك دراسة قيد الإعداد حول مطار رينيه معوض بهدف توفير مطار ثان، إضافة إلى دراسة مشروع للتنقل بواسطة المروحيات. وأشار إلى مشاريع أخرى تتعلق بمشاريع البنى التحتية المدرجة في إطار مؤتمر "سيدر". 

 

واعتبر الحريري "لا أنكر أن هناك مشاكل في لبنان، ولكن مشكلتنا أننا نفاقم هذه المشاكل ونصور بلدنا وكأنه لم يعد لديه أية مقومات للعيش، بدلاً من التعاون والعمل لحل هذه المشاكل". وأكد أن الظروف السياسية في لبنان والمنطقة والتهديدات الأمنية أدت إلى الابتعاد عن الاهتمام بالقطاع السياحي، ولكن الظروف تتحسن، معرباً عن ثقته بالقطاع الخاص والمواطن اللبناني في دفع العجلة السياحية من جديد. 

واعتبر الحريري أن النمو في لبنان لم يتجاوز 1 في المئة منذ 7 سنوات، وهو ما أثر سلباً على كافة القطاعات، واعتبر أنه لو بقي النمو كما كان عليه عام 2011 لكانت الأمور تغيرت، مؤكداً على قدرة اللبنانيين على الخروج من الأزمة وبناء مستقبل أفضل من خلال العمل الصحيح والقيام بالإصلاحات اللازمة والسير بالقطاعات الإنتاجية ومنها القطاع السياحي.