تطبيقات النقل الذكي
فرصة لدعم الاقتصاد اللبناني

25.02.2019
ابراهيم مناع
Twitter icon
Facebook icon
LinkedIn icon
e-mail icon
شارك هذه الصفحة مع آخرين
Print Friendly, PDF & Email

بقلم: إبراهيم مناع

لا شك أن تجربة الريادة الرقمية ما زالت محدودة الانتشار في المنطقة العربية إلا في بعض الدول العربية المتقدّمة، والتي إلتقطت هذه الثورة منذ بداياتها ووفّرت لها البيئة الداعمة والمحفزة، وربما نجحت بعض التجارب الريادية في شقّ طريقها إلى الانتشار والنمو، إلا أن المبادرات والبرامج الحاضنة والمحفّزة للإستثمار في المشاريع الريادية ما زالت خجولة، ولا ترقى لمستوى التحديات الاقتصادية والاجتماعية في المنطقة، بل لا تلبي احتياجات التنمية في قطاعات خدماتية واقتصادية حيوية متنامية.

في دراسة حديثة، قالت شركة الاستشارات العالمية (فروست آند سوليفان) إن النقل يعتبر أهم القطاعات التي تستقطب الاستثمارات في العالم، وإنه يوفر فرصاً هائلة لتحقيق عائدات استثمارية جيدة، كما أشارت شركة PwC إلى أنّ قطاع "مشاركة السيارات" سيكون ضمن أكبر 5 قطاعات جاذبة للإستثمار، وتوقعت أن يبلغ إجمالي إيراداته 335 مليار دولار أميركي في حلول العام 2025، وتوضح الكثير من الدراسات أن النمو الكبير الذي يشهده قطاع حجز السيارات عبر التطبيقات الذكية (Ride-Hailing) يعكس تلبية هذا القطاع لحاجات مُلِحة ويسهم في تبسيط حياة الناس.

قبل سنوات قليلة، كان علينا الإنتظار في الشارع، مهما كانت الظروف المناخية، لانتظار سيارة أجرة، وفي أحسن الأحوال، محاولة حجز سيارة عبر الهاتف والدخول في جدالات لا تنتهي، ولا ترضي طرفاً بشأن الأجرة ومكان الانطلاق والوصول مع الكثير من المخاطر المتعلقة بالأمان.

ومع التطور التقني، قامت بعض الشركات الرائدة بإطلاق خدماتها التي تتيح لك حجز سيارة عبر هاتفك النقال (الموبايل) بضغطة زر ومعرفة كافة التفاصيل الخاصة بالسيارة والسائق والأجرة والمسار قبل بدء الرحلة، وهي الخدمات التي شهدت نمواً كبيراً في السنوات القليلة الماضية في مختلف أنحاء العالم.

ولا تقتصر فوائد قطاع حجز السيارات عبر التطبيقات الذكية على الراغبين في خدمة نقل سهلة وآمنة وبتكاليف مناسبة، فقد وفّرت مثل هذه التطبيقات الآلاف من فرص العمل للراغبين في تأمين مصدر دخل أساسي أو إضافي، فضلاً عن المكاسب الأخرى التي تعود على الاقتصاد بشكل عام.

وكانت لشركة "كريم" تجربة ريادية في هذا المجال، فكانت انطلاقتها في المنطقة مبعث تساؤلات كثيرة عن الفرق الذي قد تحدثه خدمة نقل جديدة تعتمد على التطوّر الرقمي، وجاء الجواب على الأرض انتشاراً وتوسعاً لافتاً خلال ست سنوات من عمر تأسيس الشركة، ولم يكن لبنان خارج المشهد، فمنذ انطلاق "كريم" في بيروت في العام 2014، لمس قطاع النقل المحلي فرقاً إيجابياً مع دخول شركة رائدة تعمل في أكثر من120  مدينة في 15 دولة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتركيا وباكستان.

وكان من اللافت حجم الإقبال على تطبيق "كريم" في بيروت وعلى الرغم من تشكيك الكثيرين بقدرة "كريم" على مواصلة استثمارها بسبب خصوصية الظروف والتحديات التي تحيط بلبنان، إلا أن النتائج جاءت موافقةً لتوقعاتنا في الشركة، حيث أدركنا أن الجمهور اللبناني يتوق إلى التقدم التكنولوجي وإلى تجربة ريادية مُلهمة، تزرع الأمل في نفوس الرياديين والشباب، وتمدّ يد العون والدعم للجهات الرسمية والأهلية والمجتمعية، ليس لتطوير خدمات النقل فحسب، وإنما للعمل على النهوض بالوضع الاقتصادي، ومعالجة مشكلة البطالة ولاسيما في أوساط الشباب.

وطموح الشركة في بيروت يمتد ليشمل خلق فرص عمل للآلاف من أبنائها، ولا شك أن توفير فرص العمل يعتبر من أهم العوامل في تعزيز الاقتصاد اللبناني.

كذلك، فإن إطلاق عمليات شركات رائدة إقليمياً يعني نقل الخبرات والمعارف التي اكتسبتها هذه الشركات إلى السوق المحلية، وجاءت "كريم" لتضيف إلى هذه الغاية، غاية أخرى متمثلة في النهوض بقطاع النقل عبر التكنولوجيا، ولاسيما من خلال وضع معايير جديدة للسلامة في مجال حجز السيارات عبر التطبيقات الذكية، وتحسين إجراءات توظيف ومتابعة الكباتن (سائقو التاكسي)، والتركيز على رعاية وسلامة العملاء، وتدريب العاملين وتطوير القدرات والمهارات في كافة المجالات المتعلقة بالخدمة التي نقوم بتوفيرها، وهو ما يؤدي إلى زيادة جاذبية وملاءمة بيئة العمل لجميع الأطراف المعنية.

وكوننا نعتمد على التقنيات المتطورة في عملياتنا، فإن ذلك يوفر الكثير من الفرص أمام اللبنانيين المتعطشين إلى التطور التكنولوجي والتقنيات الحديثة والخدمات الرقمية المتطورة، علاوة على تشجيع ريادة الأعمال وإلهام الشباب الراغبين في إطلاق مشاريع ريادية.

ومن المكاسب التي يتوقع أن تسهم خدمات حجز السيارات عبر التطبيقات الذكية في تحقيقها وفقاً لدراسات أُجريت مؤخراً؛ تقليل الاعتماد الكلي على اقتناء واستخدام السيارات الخاصة، حيث يُلاحظ أن الكثير من الناس الذين توجهوا نحو تملّك وقيادة سيارات خاصة في العقدين الأخيرين قاموا بذلك للإستفادة من مميزات كثيرة مثل الأمان وسهولة وسرعة الانتقال والخصوصية، وهي العوامل التي لم تكن خدمات الأجرة التقليدية توفرها، لكنها أصبحت متاحة مع الخدمات المتطورة لحجز السيارات بالتطبيقات الذكية، فضلاً عن الراحة التي تتيحها، وبتكلفة مناسبة.

وشركة "كريم" فخورة بأدائها في لبنان وسعيدة جداً بالإقبال الذي تلقاه من الشعب اللبناني الذي يشيد بخدماتنا التي تهدف دائماً إلى تسهيل حياة الناس وتوفير لهم وسيلة نقل ذكية وآمنة وبأسعار مدروسة، بالإضافة إلى شراكات إستراتيجية رامية إلى زيادة مستوى رضاهم.

*المدير العام للأسواق الناشئة في "كريم"