مجمع Restos st. Nicolas الكائن في الأشرفية (جادة شارل مالك) والذي تم افتتاحه مؤخراً برعاية وزير السياحة، هو المولود الرابع الذي أنجزته مجموعة فنتشر غروب (Venture Group) المرتكز على مفهوم إقامة مجمــــع (Cluster) يضم عدداً من المطاعم والمقاهي والـ PUBS فقط الامر الذي يوفر للرواد أجواء الهدوء والراحة بعيداً عن ضجيج الـ Malls التي تضم إلى جانب المطاعم المحلات التجارية ودور السينما وغيرها.
المولود الأول كان سوق الأورغواي في منطقة «سوليدير» التي عرفت هويته فترة ذهبية ولاسيما مع فئة الشباب ثم توقف بعد أن بات مرتعاً للاعتصام ولتظاهرات الحراك المدني. أما الثاني The Backyard في الحازمية، والثالث The Village في الضبيه فيعملان بنجاح جيد ويحقق كل منهما حجم مبيعات فاق ما كان متوقعاً.
Restos st. Nicolas
من الواضح أن مجموعة «فنتشر غروب» تشكل القاسم المشترك بين المشاريع الأربعة الواردة أعلاه، فماذا عن المولود الرابع وليس الأخير بالتأكيد؟
المشروع طورته شركتا «صباغة دفلوبمنت» و«فنتشر غروب» وفقاً لنسب معينة بينهما، وهو يقوم على قطعة أرض مساحتها 1700 متر مربع ومملوكة من عائلة صباغة.
يضم المشروع خمسة من أهم المطاعم والمقاهـــي مخصصــــة للعائلات والأفراد وتضم الأسماء التالية: أهواك، رودستر دينر، Bar Tartine، الـ Don، وCafe Gourmand وهي تتكامل ولا تتشابه في ما بينها يضاف إلى ذلك خمسة طوابق تحت الأرض تتسع لنحو 250 موقفاً للسيارات.
والمجمع جمع في هندسته بين الهوية التراثية وبين الطابع العصري حيث حرص المهندسان فضل الله داغر وفؤاد حنا على الحفاظ على «البيت اللبناني» التاريخي القائم في الموقع إلى جانب المباني الجديدة، وأقيمت المباني على حدود العقار تتوسطها مساحة داخلية حيث شكلت المباني عازلاً بينها وبين الشوارع المزدحمة.
وتتولى شركة صباغة للتطوير إدارة المشروع وهي عريقة في قطاع العقارات والبناء على مدى أكثر من 80 عاماً، ساهمت خلالها في مشاريع تطوير الأراضي وإعادة اعمار لبنان، وبلغت كلفة المشروع 7 ملايين دولار أنفقت على التصاميم والإنشاءات ويؤمن المشروع أكثر من 300 فرصة عمل.
التشابه والاختلاف
تكراراً، إن Venture Group تمثل القاسم المشترك الأساسي بين المجمعات الثلاثة القائمة بعد توقف مجمع شارع الأورغواي للأسباب التي سبقت الإشارة لها.
غير إن ثمة أوجه تشابه واختلاف أخرى بينها تتمثل في الآتي:
-تتشابه من حيث تخصصها في قطاع الـ F&B، اي مجمعات مخصصة للمطاعم والمقاهي والـ Pubs ويتم اختيارها لتتكامل في ما بينها مع الحرص على توفير مساحات خارجية وحدائق.
-تتشابه من حيث صيغة العقود المبرمة مع المؤسسات المستثمرة والتي تعتمد صيغة مبتكرة في التعاقد لا ترتكز على أسلوب التأجير الثابت بل تعتمد على عاملي التأجير والحصة المتفق عليها من حجم المبيعات التي يتم استيفاؤها وكلا العاملين خاضع للتبدل ارتفاعاً أو انخفاضاً تبعاً لتطور أوضاع السوق ولحركة المبيعات. وهذه الصيغة نجح تطبيقها وهي لصالح المستأجر والمشغل في آن ولاسيما في ظل الأوضاع الراهنة التي تشهد تقلبات.
ولكن تختلف هذه العقود من حيث الأسعار المعتمدة سواء للإيجارات أو للمبيعات تبعاً لاختلاف مواقع هذه المشاريع كذلك وللسبب نفسه، تختلف من حيث مدة الاستثمار.
ويوضح المدير الشريك في "فنتشر غروب" ربيع سابا أن هذه الصيغة تثبت نجاحها يوماً بعد يوم وهي عادلة للفريقين، ويؤكد ذلك ما تشهده في بعض المشاريع سواء السياحية أو التجارية التي أدت معدلات الإيجار العالية والثابتة إلى خروج بعض المؤسسات لأن الأعباء باتت أعلى من حركة السوق والقدرة الشرائية.
Venture Group
يتضح مما سبق أن مجموعة "فنتشر غروب" تلعب الدور المحوري في هذه المشاريع بدءاً من تحديد الفرصة للاستثمار وصولاً إلى تنفيذها وتشغيلها وفقاً للصيغ التي تعتمدها فماذا عن رؤية المجموعة وماذا عن مشاريعها المستقبلية؟
يقول المدير الشريك ربيع سابا (شريك مروان أيوب): "ليست المجموعة غافلة عن هذا النوع من المشاريع في مجال المطاعم التي تتكاثر في ظل سوق محدودة وضيقة إلى حد بعيد سواء بسبب غياب السياح وبخاصة السياح الخليجيين أو بسبب الأوضاع الاقتصادية وانكماش القدرة الشرائية وتزايد معدلات البطالة، وهذه المعطيات تنطوي على مخاطر حيث نشهد انتقال المطاعم من مكان إلى آخر، فضلاً عن اضطرار بعض المطاعم الى الإقفال".
ويضيف: "لذا نحن نحاول، وعلى الرغم من التوسع، إلى التقليل من مخاطر السوق المحدودة من خلال الآتي:
-التركيز على مطاعم "الفرانشايز" التي أثبتت أكثر من سواها قدرتها على الاستمرار والتكيف مع الظروف بفضل السمعة التي حققتها وبفضل الهوية الخاصة التي تحملها.
-نسعى جهدنا في اختيار المطاعم التي تعتمد أسعاراً معتدلة تتماشى مع قدرات أكبر شريحة ممكنة من الزبائن، لأنه يهمنا في هذه المطاعم اتساع قاعدة الرواد والاعتماد على حجم العمل.
-نعتمد في بناء مشاريعنا المرتكزة على عدم التملك واللجوء إلى عقود تطوير إداري وعقاري يخفف الكثير من المخاطر بحيث نتجنب الوقوع تحت أعباء مديونية مكلفة.
-إن صيغة التعاقد مع المؤسسات المستثمرة والتي سبق توضيحها توفر لنا ديمومة كما هو حاصل في مشروعي الحازمية والضبيه".
الهندســة تجمــع بيــن التــراث والطابـع العصري الكلفـــة 7 ملاييــن دولار ويـوفــر 300 وظيفــة
آفاق التوسع
ويتابع ربيع سابا: "وتنطلق رؤيتنا التوسعية من معطيات بدأت تتبلور في القطاع العقاري ومفادها الآتي: ثمة فئة من مالكي العقارات وربما لا تزال محدودة، باتت تستشعر سلبيات من جمود حركة شراء العقارات في هذه المرحلة حيث غالباً ما تكون المفاوضات حول أي صفقة عقارية هي لمصلحة الشاري، بينما مالكو العقارات من هذه الفئة يرفضون البيع بأسعار مخفوضة رهاناً منهم على فورة جديدة تستعيد فورة العامين 2008 و2009، فإنهم بدأوا يبحثون عن فرص تؤمن مردوداً من هذه العقارات من دون الاضطرار إلى بيعها".
ويضيف: "إن هذا التوجه لدى بعض المالكين المتواجدين في غير منطقة وجدنا أنه يتلاقى مع توجهنا الاستثماري المرتكز على إبرام عقود استثمار لأجل معين سواء في قطاع المطاعم أو سواه ووفقاً لصيغ مرنة بحيث يمكن استبدال أغراض الاستثمار في فترة لاحقة بأغراض أخرى".
وعليه، يوضح ربيع سابا، "نتابع البحث عن هذه الفرص ونتيجة لذلك وقعنا عقوداً لعدد من المشاريع تتمحور كلها حول قطاع المطاعم، وسيتم الإعلان عن كل منها فور البدء بالتنفيذ، وتقع هذه المشاريع في المناطق التالية: الرملة البيضاء في بيروت، زحلة، بيت مري، وعجلتون".
وختم قائلاً: "من خلال مواكبتنا للتطورات من الممكن اختيار مشاريع إضافية وليس بالضرورة أن تكون محصورة في قطاع المطاعم".