د. ثيودور كريستسديس
رجل "العقل اللامع"

07.12.2022
الدكتور ثيودور كريستسديس
الزملاء والطلاب في وداع الدكتور كريستيديس
Twitter icon
Facebook icon
LinkedIn icon
e-mail icon
شارك هذه الصفحة مع آخرين
Print Friendly, PDF & Email

 فقد الوسط الأكاديمي في لبنان الدكتور ثيودور كريستسديس أستاذ الفيزياء في الجامعة الأميركية في بيروت، فإضافة الى صفته الأكاديمية وعمله المميز في الجامعة كان الفقيد رجل البساطة والتواضع، إنسانياً في تعامله مع الآخرين، مع الصغير قبل الكبير، مليء بالتسامح والمحبة. وكان أبو عمر مثال الصديق المخلص والوفي الذي يحب خدمة الآخرين في نطاق إختصاصه وإمكاناته.

رحل الدكتور ثيودور كريستسديس، أستاذ الفيزياء المشارك في الجامعة الأميركية في بيروت في ٢٧ تشرين الثاني (نوفمبر). وبدأ رحلته الأكاديمية التي استمرت ستة عقود في الجامعة الأميركية في بيروت، حيث حصل على درجة البكالوريوس (١٩٦٧)، والماجستير (١٩٧٠)، والدكتوراه (١٩٧٤) من قسم الفيزياء. كان باحثاً في مرحلة ما بعد الدكتوراه في مختبر كلاريندون بجامعة أكسفورد بالمملكة المتحدة (١٩٧٤-١٩٧٦) وفي جامعة سانت لويس بولاية ميزوري بالولايات المتحدة الأمريكية (١٩٧٦-١٩٧٧)، قبل أن يعود للانضمام إلى الجامعة الأمريكية في بيروت كأستاذ فيزياء مساعد عام ١٩٧٧.

ترقى الدكتور كريستيديس إلى مركز أستاذ فيزياء مشارك في عام ١٩٨٦ وكان رئيس قسم الفيزياء بين أعوام ١٩٩٣ و ١٩٩٩. خلال مساره المهني عمل كعالم زائر في مختبر كلاريندون وفي مركز إي أس آر الوطني للطب الحيوي في ميلووكي ويسكونسن، كما عمل كأستاذ مشارك زائر في قسم الفيزياء الحيوي (مركز إي أس آر الوطني) في كلية ويسكونسن الطبية (١٩٩١-١٩٩٣).

بالإضافة إلى تفانيه في التدريس والإرشاد، عمل الدكتور كريستيديس في الجامعة الأميركية في بيروت في مناصب إدارية مختلفة، بما في ذلك لجان القبول واللجان الإدارية والبحثية، وكان مساعد العميد لشؤون المختبرات في كلية الآداب والعلوم من عام ٢٠٠٤ حتى رحيله. لعب دوراً محورياً في إنشاء مختبر كمال عبد الشاعر للأبحاث العلمية وكان مدير بالإنابة في ٢٠١٨-٢٠١٩. تقديراً لمساهماته في الجامعة، حصل الدكتور كريستيديس على جائزة الخدمة المتميزة لأعضاء هيئة التدريس في عام ٢٠٠٥.

في يوم الإثنين ٢٨ نوفمبر، قام الدكتور كريستيديس برحلة أخيرة عبر حرم الجامعة الأميركية في بيروت، والذي كان منزله الثاني، قبل أن يتم دفنه. وكان في استقباله أعضاء هيئة التدريس والموظفين والطلاب في قسم الفيزياء الذين رشوا قافلته بالزهور وودعوه. قدم طلاب من جمعية طلاب الفيزياء لعائلته باقة زهور ووضعوها على باب مكتبه.

وصف الدكتور كريستيديس من قبل أولئك الذين علمهم بأنه "عقل لامع"، و "إلهام لا مثيل له وقوة منقطعة النظير طورت الفيزياء وعززت الفضول العلمي"، و "مدرس متفاني ومهتم"، و "معلم حكيم"، ولديه "معرفة وخبرة لا مثيل لها في مجال الفيزياء التجريبية". قام بتدريس ونصح أجيال من الفيزيائيين والمهندسين والأطباء الذين تواصلوا مع عائلته من لبنان والخارج لمشاركة تعازيهم وقصصهم حول كيف غير الدكتور كريستيديس حياتهم.

قال الدكتور جهاد توما، رئيس قسم الفيزياء، في رسالته إلى مجتمع الجامعة الأميركية في بيروت بشأن وفاة الدكتور كريستيديس بانه "خدم الفيزياء والحرفة وثم العلوم الطبيعية بشكل عام، خلال سنوات الحرب الحرجة وما بعدها. لقد قام بذلك في ظروف قصوى وبتفان لا ينضب، مستفيداً من فطنته الرائعة كخبير تجريبي، ومن حكمة إدارية، وإصرار ثابت على العقلانية العلمية التي استمر بها حتى أيامه الأخيرة حيث خاض معركة صعبة مع مرض عضال. سيفتقده الزملاء والطلاب على حدٍ سواء، داخل قسمنا وخارجه، حيث سنواصل شغفه الدائم بالفيزياء ومجتمعها والتزامه بها."

الراحل لم تخسره عائلته الكبرى والصغرى وحسب بل خسرناه جميعاً وخسرته الجامعة الأميركية والوسط الأكاديمي.

تعازينا الحارة لأسرته الكريمة، زوجته عنبر ونجله عمر وإبنتيه ناديا ونور، وتعازينا لشقيقه إسكندر ولكل الأقرباء والمحبين.