الجزائرتمتلك 20 % من إحتياطي الأتربة النادرة

14.11.2022
Twitter icon
Facebook icon
LinkedIn icon
e-mail icon
شارك هذه الصفحة مع آخرين
Print Friendly, PDF & Email

تعتبر الأوساط المتخصصة أن أحد الرهانات المستقبلية في العالم يتعلق بما يعرف بالأتربة النادرة التي هي معادن ذات خصائص كيماوية هامة لمن مازال يتذكر دروس الكيمياء في الثانوي فإنها تلك المعادن التي تتوسط جدول تصنيف المعادن الشهير في الطبيعة.

 الخصائص التي تتميز بها هذه الاتربة تجعلها تدخل في مجلات صناعية دقيقة على المستوى التكنولوجي خاصة الرقمية منها وتستعمل في ميادين حساسة واستراتيجية بالنسبة للعديد من الدول.

الاتربة النادرة التي هي الان محل بحث واسع تدخل في صناعة التكنولوجيات الحديثة للهواتف النقالة والليزر وصناعة غزو الفضاء والسيارات وكل ما يتعلق بالدفاع خاصة في مجال الصواريخ الباليستية.

 حساسية المجالات التي تستعمل الاتربة النادرة تجعل التحكم في تكنولوجيات استغلالها محل صراع عالمي وتفاوض معقد وبحث علمي على أكثر من صعيد سياسي.

تجدر الإشارة الى أن كمية وجود هذه الاتربة النادرة ليست نادرة بل على العكس تواجدها في العالم يفوق بكثير تواجد معادن كالذهب والفضة مثلا ولكن خصائصها الجيولوجية النادرة تجعلها ذات أهمية بالغة في عالم هذا القرن والذي يعد عالم التكنولوجيا الرقمية بامتياز.

حتى الان فإن الصين تسيطر على استخراج الاتربة النادرة وتستحوذ على ما يقارب من 37 في المئة من الاحتياطات العالمية من هذه المعادن الاستراتيجية الحساسة.

الجزائر وحسب أخر التقارير الأولية المتعلقة بالمسح الجيولوجي تشير الى ان صحراء الجزائر تختزن ما يقارب من عشرين بالمئة من الاحتياطات العالمية من هذه الاتربة النادرة..

حجم الاحتياطات الجزائر من هذه المعادن الاستراتيجية يجعل العديد من الدول الأوروبية وغير الاوروبية تبحث عن موطىء قدم في الساحة المعدنية الجزائرية للاستفادة من هذه الثروة النادرة والمستقبلية والأساسية في صناعة المستقبل التكنولوجي للبشرية.

الجزائر التي أعادت صياغة قوانينها المنجمية في إطار انفتاح أكبر على الشركات الأجنبية التي تنشط في مجال المناجم تريد الاستفادة من هذه الثروة الهائلة ولكن في إطار الشراكة أولا لا الاستخراج فقط. ويعتبر مبدأ العمل على إقامة شراكة ثنائية من المبادئ الأساسية للسياسة الصناعية الجزائرية بل للسياسة الاقتصادية الجزائرية في كل المجالات خاصة الاستراتيجية منها.

الجزائر التي تدرك أهمية الاتربة النادرة في مستقبل العالم الصناعي تريد أن يكون لها نصيب أكبر من الطفرة التكنولوجية المرتبطة بالتحول الذي تفترضه صناعة الاتربة النادرة.

على صعيد اخر فإن الاقتراب من الاتربة النادرة على أهميته في الصناعة العالمية له تكلفة كبيرة على مستوى البيئة على وجه الخصوص بالنطر الى أن تكنولوجية استخراج الاتربة النادرة تستعمل مواد كيماوية ملوثة وذات أثار كبيرة على المحيط والدول التي تريد استخراج هذه الثروة المعدنية لا تريد أن تدفع التكلفة لوحدها بل تريد أن يكون ذلك في إطار شراكة ثنائية على أساس تقاسم المخاطر والأرباح المستقبلية وهو مبدأ أساسي في كل سياسة تعاون بالنسبة للسلطات الجزائرية.

في هذه المرحلة فأن الجزائر تدرك أن لديها ثروة نادرة من الاتربة النادرة ولا تريد أن تفرط فيها بل تريد أن تشكل أرضية لقيام صناعة استراتيجية في مجال حيوي بالنسبة للعالم وللجزائر.

                              فارس مارسيلي