غيب الموت الزميل كمال الحلبي عن عمر يناهز الثمانين بعد مرض عضال فاجأه وهو في زيارة نجله وأقربائه في مقاطعة ألبرتا في كندا.
وقد عمل كمال في مجلة "الاقتصاد والأعمال" زهاء 23 عاما كممثل لها في التسويق الإعلاني في الرياض. وكانت تربطنا بالزميل كمال علاقة صداقة قبل التحاقه للعمل في المجلة.
وشاءت الصدف أن ينضم كمال إلى أسرة "الاقتصاد والأعمال" في العام 1985، إذ كانت المجلة في حاجة إلى شخص لديه إقامة في الرياض لمتابعة عدد خاص أصدرته المجلة آنذاك في المملكة. وكان الحصول على تأشيرة أمر صعب فإتصل مدير المجلة المرحوم عاطف ضو بصديق عمره وزميل دراسته ليسأله إذا كان لا يزال لديه إقامة عمل في السعودية وإذا كان على استعداد للعودة إلى هناك للعمل في المجلة فوافق دون تردد ومن دون أن يسأل، لا عن الراتب ولا عن أية شروط عمل أخرى. وكانت البداية التي استمرت زهاء العقدين.
وخلال تلك الفترة كان كمال الممثل المقيم لنا في الرياض، وكان مثالا للصدق والوفاء والولاء. وكان يستقبل كل الزملاء في المطار مع استضافتهم، أحيانا في الشقة التي يسكن فيها.
وقبل أن يصبح زميل عمل كان صديق عمر مع مجموعة داخل الشركة وخارجها. وكان نواة هذه "الشلة" المرحوم عاطف ضو والمرحوم - المرجع الأمين خليل غنّام ومدير التحرير الزميل بهيج أبي غانم والزميل فارس سعد أطال الله في عمره. كنا "شلة" جمعتنا الصداقات والقناعات قبل أن تجمعنا الزمالة والعمل.
كان كمال مثالا في محبته وفي عاطفته ودماثته وفي ولائه وكان بمثابة الأخ الأكبر لكل زميل ذهب
في مهام عمل إلى الرياض. وفي مركز عمله في الرياض نسج علاقات صداقة كثيرة أساسها الإحترام والمحبة والوفاء.
كان كمال دؤوبا في عمله محترما في مختلف الأوساط في قريته وفي بيته وفي المغترب.
رحم الله الأخ والصديق والزميل كمال. وتتقدم أسرة "الاقتصاد والأعمال" من زوجته السيدة حفيظة ومن نجله وائل ومن بناته منى ولميس ومن إشقائه طلال وجلال ونضال ومن أهالي ينطا عامة ومن آل الحلبي خاصة برحيل واحد من الرجالات البررة.
الإقتصاد والأعمال