رحل خليفة وبقي الأثر

14.05.2022
Twitter icon
Facebook icon
LinkedIn icon
e-mail icon
شارك هذه الصفحة مع آخرين
Print Friendly, PDF & Email

رحل رئيس دولة الامارات العربية الشيخ خليفة بن سلطان آل نهيان، تاركاً خلفه بعد 18 عاما من الحكم، ارثاً ثميناً من العطاء والانجازات لشعبه ووطنه. وعلى خطى والده المؤسس الشيخ  زايد بن سلطان ال نهيان اوجز المغفور له المنهج الذي اختارته الدولة منذ بداية التأسيس وحتى مرحلة التمكين، لينقل الدولة الفتية الشابة الى مصاف البلدان المتقدمة في مؤشرات التنافسية المقياس المعياري لتقدم الأمم. وصارت الامارات ثانية كبرى الاقتصادات في المنطقة العربية، بعدما قفز حجم اقتصادها من نحو 147 مليار دولار عام 2004 إلى 422 ملياراً حالياً.  وباتت أول دولة عربية وإسلامية تصل الى المريخ.

بصماته كثيرة، من ضمنها الاستمرار في مجتمع الرفاه والإنجاز والتنمية والاستقرار. وفي عهده تقدمت الامارات بخطى سريعة نحو اقتصاد المستقبل، مسطرة الكثير من الانجازات يتصدرها إطلاقها خطة واضحة تحدد مسارات الخطط الاقتصادية للخمسين عاماُ المقبلة.

وبرهنت الإمارات كذلك على قدرتها في مواجهة مختلف التحديات، عبر إصرارها على استضافة أكبر حدث تجاري عالمي رغم تحديات جائحة كورونا ونجحت على مدار الأشهر الماضية باستضافة إكسبو 2020 للمرة الأولى على مستوى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لتجمع العالم مجدداً على رقعة جغرافية واحدة.

ودشنت الدولة في ظله، مبادرات وخطط نوعية تعزيزاً لتوجهات الإمارات للسنوات الخمسين المقبلة وفي صدارتها 3 محركات رئيسة تتضمن : اتفاقيات التكامل الشاملة مع دول عدة ورفع مستويات الشراكة الإقتصادية والتبادل التجاري مع دول أخرى. وباتت البنية التحتية في دولة الإمارات أحد أبرز مظاهر التطور الاقتصادي والاجتماعي وأهم روافد التنمية الحضارية. ولعل خير شاهد عليها ، بناء أعلى برج في العالم حمل اسم خليفة.

وتميزت مسيرة الراحل بتسريع الخطط لتنويع الاقتصاد بعيداً عن الاعتماد المفرط على عائدات الطاقة، وبأطلاق أضخم استراتيجية صناعية تفوق قيمتها 300 مليار درهم (80 مليار دولار) لتطوير الصناعة وتوسيعها، كما أصبحت الإمارات وجهة رئيسية للاستثمارات العالمية في ظل التطور والإصلاحات في الأسواق المالية ومركزاً مهماً للتكنولوجيا ورواد التقنية. كما حافظت الدولة لسنوات عدة على التوالي على مكانتها ضمن أكبر المانحين الدوليين في مجال المساعدات التنموية الرسمية قياسا لدخلها القومي. وفي عهده اعتمدت الإمارات ميزانية اتحادية ضخمة لمدة خمس سنوات تنتهي عام 2026.

باختصار رسخ خليفة بن زايد نموذجاً إماراتياً عالمياً في التنمية، وأثرى في حياته مناحي العمل العربي المشترك بشكل ملموس وفعال. وحققت الدولة مؤشرات وقفزات استثنائية في شتى مجالات الحياة أوصلتها إلى المقدمة، وأسست لمرحلة أكثر تقدماً وعصرية.