سجلت نتائج غالبية البنوك الكويتية تراجعات حادة قي أرباحها خلال النصف الأول من 2020، فيما سجلت نتائج مصرفين خسائر للمرة الأولى منذ الأزمة المالية العالمية في 2008.

وبلغ المعدل الوسطي لتراجع الأرباح حوالي 55.6 في المئة قياساً بالفترة المقابلة من 2019، وترواحت نسب التراجع بين 41 و328.9 في المئة، حيث أظهرت البيانات المالية المجمعة للبنوك الكويتية العشرة تحقيقها إجمالي أرباح بحوالي 219.116 مليون دينار، مسجلة هبوطاً بلغ 274.49 مليون، مقارنة مع 493.6 مليون.

ويمكن القول إن جميع البنوك الكويتية توافقت في إعلانات أرباحها على أن تراجع الأداء بهذه المعدلات الحادة يرجع إلى ارتفاع مخصصات خسائر الائتمان وخسائر انخفاض القيمة، بضغط من تداعيات فيروس كورونا، إضافة إلى تراجع صافي إيرادات التشغيل وكذلك ارتفاع مصروفات التشغيل، ما يزيد التكهنات في تحقيق إنتعاش متواضع في الربع الثالث من 2020.

وما يستحق الإشارة إلى أن البنوك الكويتية أجّلت أقساط القروض الإستهلاكية والشخصية لفترة ستة أشهر من دون فوائد أو رسوم، ما دفعها الى تسجيل  خسائر أرباح فائتة تقارب 380 مليون دينار وتعادل نحو 36 في المئة من إجمالي أرباحها عن 2019 والتي بلغت نحو 980.7 مليون، علماً أن بنك الكويت المركزي قرر، بالتنسيق مع البنوك، تبويب هذه الخسائر في بند حقوق مساهميها على أن يتمّ  توزيعها على ميزانيات أربع سنوات. 

 وكما جرى التقليد المصرفي في الكويت، إنطلق قطار إعلانات أرباح النصف الأول من محطة بنك الكويت الوطني الذي حلّ كالعادة في المرتبة الأولى بـ 111.092 مليون دينار (363.63 مليون دولار) مقابل 209.09 ملايين (684.42 مليون دولار) عن الفترة نفسها من 2019.

كورونا زاد الضغط المالي على البنوك بمستويات إضافية من المخصصات الإحترازية

ومحاسبياً، تظهر نتائج  البنك الأكبر محلياً من حيث قيمة الأصول وحجم الأعمال أن "الوطني" إنتقل في النصف الأول بأرباحه من النمو المتصاعد إلى التراجع بنسبة 46.9 في المئة، مقارنة بأرباح الفترة المماثلة من 2019.

 ورقمياً، لم يكن "بيت التمويل الكويتي" (بيتك) بعيداً عن "الوطني"، حيث أعلن أكبر بنك يعمل وفقاً للشريعة الاسلامية عن تراجع أرباحه عن الفترة نفسها بنسبة 47.1 في المئة على أساس سنوي، حيث حقق أرباحاً بـ56.917 مليون دينار (186.57 مليون دولار)، مقابل 107.67 مليون دينار في الفترة المقابلة (352.92 مليون دولار).

وشكّلت أرباح "الوطني" و "بيتك" مجتمعين، والبالغة 168.009 مليون دينار ما نسبته 76.7 في المئة من إجمالي صافي أرباح البنوك في النصف الأول من 2020.

ومن حيث الترتيب لجهة حجم الأرباح، جاء بنك برقان في المركز الثالث بـ 22.746 مليون دينار، مسجلاً تراجعاً قياساً بأرباح الفترة المقابلة من العام الماضي بـ49 في المئة، ثم البنك الأهلي المتحد بـ 17.676 مليون متراجعاً 45 في المئة، ثم بنك بوبيان خامساً بـ17.143 مليون وبتراجع 41 في المئة.

وحلّ بنك الخليج في المرتبة السادسة بأرباح بلغت 11.76 مليون دينار متراجعاً 50.9 في المئة، تلاه البنك التجاري بـ1.19 مليون متراجعاً 87.8 في المئة، ثم KIB ثامناً بـ 103.24 ألف دينار وبتراجع 98.9 في المئة.

 وأعلن بنك وربة عن خسائر في النصف الأول من 2020 بلغت 14.87 مليون دينار، فيما أعلن البنك الأهلي عن خسائر قدرها 4.64 ملايين.  

الإيرادات التشغيلية

أما بالنسبة الى إجمالي الإيرادات التشغيلية للبنوك، فقد سجلت تراجعاً بنحو 6.08 في المئة لتبلغ 1.333 مليار دينار في الأشهر الستة الأولى من العام الحالي، مقارنة بنحو 1.419 مليار في الفترة ذاتها من 2019، في ظل تأثر بيئة التشغيل بتداعيات «كورونا» الاقتصادية.

وعلى صعيد الإيرادات التشغيلية، فقد هبطت في النصف الأول من العام الحالي في ثمانية بنوك بنسب تراوحت ما بين 2.5 و26.7 في المئة، فيما سجل "بيتك" و"بوبيان" فقط ارتفاعاً في إيراداتهما، إذ زادت الإيرادات التشغيلية لـ "بيتك" بنحو 7 في المئة محققاً 419.737 مليون دينار مقارنة بـ 392.379 مليون في النصف الأول من 2019، وسجل "بوبيان" نمواً في إيراداته التشغيلية بلغ 8 في المئة، وذلك من 73.87 مليون دينار إلى 79.466 مليون.

وجاء "بيتك" أعلى البنوك تحقيقاً لإيرادات تشغيلية في النصف الأول من العام الحالي بـ419.737 مليون دينار، تلاه "الوطني" بـ 414.557 مليون، ثم "برقان" بـ 107.589 ملايين، فـ "بوبيان" بـ 79.466 مليون، و"الخليج" خامساً بـ 77.213 مليون، في حين شكّلت الإيرادات التشغيلية لكل من "بيتك" و"الوطني" مجتمعين والبالغة 834.294 مليون دينار نحو 62.5 في المئة من إجمالي إيرادات البنوك التشغيلية في الأشهر الستة الأولى من 2020.

مخصصات البنوك

أما بالنسبة الى إجمالي المخصصات التي كوّنتها البنوك عن هذه الفترة، فبلغت 529.4 مليون دينار مقارنة بـ 327.2 مليون للفترة المقابلة من 2019، بنسبة نمو بلغت 61.8 في المئة.

وبلغت قيمة الزيادة في المخصصات لفترة النصف الأول من 2020 نحو 202.247 مليون دينار عن فترة العام الماضي، معظمها مخصصات تحوطية وإحترازية عامة لتعزيز وتدعيم المراكز المالية للبنوك لمواجهة التحديات الناجمة عن جائحة كورونا وأي مستجدات أو ضغوط أخرى.

وجاء "بيت التمويل الكويتي" كأعلى البنوك قيمة في حجم المخصصات لفترة النصف الأول بـ 186.1 مليون دينار، و"بنك وربة" الأعلى نمواً في حجم المخصصات بـ 193 في المئة، فيما لوحظ تراجع مخصصات بنكين فقط وهما "التجاري" بنسبة 14.8 في المئة، و"الخليج" بنسبة 2.83 في المئة.