اسواق النفط: تحسن الأسعار مهدد
بجمود الطلب وضخامة المخزون

03.06.2020
Twitter icon
Facebook icon
LinkedIn icon
e-mail icon
شارك هذه الصفحة مع آخرين
Print Friendly, PDF & Email
عمر عبد الخالق
بعد التصريح الشهير للمدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول الذي وصف أبريل بـ"أبريل الأسود" في تاريخ الصناعة النفطية وما تلاه من خفض انتاج دول أوبك + وتعافي الطلب على النفط نوعاً ما تصدرت تغريدة الرئيس الأميركي دونالد ترامب "OIL IS BACK" العناوين.
وبين التصريحين تضاربت الأخبار خلال شهر مايو بين إيجابية دفعت أسعار النفط إلى الارتفاع وبين متسجدات سلبية تتعلق بتفاقم أزمة تخزين النفط حول العالم ما يهدد آمال المنتجين بانتعاش الأسعار.
ارتفاع الأسعار
ارتفع سعر النفط الخام بنسبة 90 في المئة تقريبًا خلال شهر مايو مقارنة بشهر "أبريل الأسود" وهو تحسن قياسي، حيث ساعد انخفاض العرض على تعويض تراجع الطلب نتيجة انتشار فيروس كورونا. وأظهر مسح شهري، أجرته رويترز أن إنتاج أوبك من النفط خلال شهر مايو، سجّل أدنى مستوى له في عقدين، ومع ذلك، فإن المسح أظهر أن نسبة الالتزام الكلّي بتخفيضات أوبك + بلغت قرابة 75 في المئة فقط، لأن نيجيريا والعراق لم تلتزما بحصّتيهما من التخفيضات.
مؤشرات إيجابية 
ومن أبرز التطورات الإيجابية التي شهدها شهر مايو وأدت إلى انتعاش الأسعار: 
- خفض إنتاج بعض الدول بمعدلات أكثر من المتفق عليها في اجتماع "أوبك +"
- الحركة الدبلوماسية الناشطة لتقريب اجتماع أوبك + ولتمديد اتفاق خفض الإنتاج لفترة تمتد بين شهر وثلاثة أشهر.
- تراجع كميات النفط المخزنة على متن ناقلات النفط في آسيا بحوالي 3.4 مليون طن.
- ارتفاع الطلب الصيني على النفط إلى ما يقرب من مستويات ما قبل فيروس كورونا، وارتفاع عدد ناقلات النفط العملاقة المتوجهة إلى الصين إلى 127 وهو ناقلة وهو أعلى مستوى منذ بداية عام 2017. 
- قيام الهند بشراء حوالي 850 ألف طن من مخزون ناقلات النفط.
- قيام شركات التكرير في العالم بشراء النفط مع التوقعات بتعافي الطلب في ظل تخفيف القيود على التنقل والسفر وارتفاع استهلاك المصافي الأميركية بحوالي 229 ألف برميل يوميا. 
مستجدات سلبية
في المقابل برز عدد من المستجدات التي تزيد المخاوف من عودة أزمة التخزين، وأبرزها:
- عدد كبير من الناقلات لا تزال تجوب البحار بحثاً عن خزانات لتفريغ حمولتها خاصة قبالة السواحل الأميركية والصينية والأوروبية. وتحمل هذه الناقلات ما يقارب 140 مليون برميل من النفط
-معدلات تشغيل المصافي في جميع أنحاء العالم لا زالت بعيدة جدًا عن طاقتها الانتاجية بسبب عدم تعافي الطلب على الوقود بشكل كامل ما يبقي معظم الطاقة الاستيعابية لخزانات المصافي ممتلئة
- ارتفاع مستويات المخزون التجاري الأميركي بمقدار 7.9 مليون برميل وفقًا للتقرير الأسبوعي لإدارة معلومات الطاقة الأميركية. ووصل المخزون إلى  534.4 مليون برميل وهو الأعلى لهذه الفترة، وثاني أعلى مستوى للمخزون في التاريخ. كذلك هو أعلى من المستوى المطلوب لتوزان السوق بقرابة 120 مليون برميل.
- ارتفاع مخزون النفط الإستراتيجي الأميركي بمقدار 2.1 مليون برميل إلى 634.8 مليون برميل
- 16 ناقلة نفط عملاقة سعودية وصلت إلى الساحل الأميركي محمّلة بالخام أكملت 11 منها تفريغ حمولتها في المصافي وهو ما يقلل قدرة هذه المصافي على استقبال المزيد من النفط الخام في حال عدم تعافي الطلب على الوقود بشكل سريع.
- توقع وكالة الطاقة الدولية انخفاض الطلب على النفط بحوالي 15 مليون برميل في يونيو مقارنة بالعام الماضي.
على الرغم من أن الاقتصادات تخرج تدريجيًا من الإغلاق إلا ان النقص المستمر في مساحات تخزين النفط والمخاوف من موجة ثانية لانتشار فيروس كورونا وتجدد الحرب التجارية الأميركية الصينية تشير بوضوح إلى أن تحقيق الاستقرار في أسواق النفط يحتاج إلى خطوات وجهود  إضافية.