أنهيار أسعار عقود الخام الأميركي لشهر مايو:
درس قاس للمضاربين

20.04.2020
Twitter icon
Facebook icon
LinkedIn icon
e-mail icon
شارك هذه الصفحة مع آخرين
Print Friendly, PDF & Email
عمر عبد الخالق
تحول نهار الاثنين 20 أبريل 2020 إلى الاثنين الاسود في تاريخ النفط الأمريكي حيث شهدت اسعار عقود خام غرب تكساس الاميركي الوسيط لاستحقاق مايو تراجعا بنسبة 306 في المئة أي 55.90 دولار ليصل الي ناقص 37.63 دولار للبرميل وهي المرة الاولى في التاريخ التي تشهد الأسواق اسعارا سلبية. مع التنبه إلى أن الانهيار يتعلق بتسعير بعض العقود الأجلة وليس اسعار النفط عموماًَ. وقد يشكل درساً قاسياً للمضاربين الذين راهنوا على تحسن الأسعار بعد اتفاق أوبك + واحتفظوا بالعقود. 
ويرجع الانخفاض الكبير في عقود مايو عشية انتهاء التداول إلى اضطرار أصحابها لاستلام الكميات ودفع تكاليف التخزين أو شحنها. وهما أمران متعذران بظل تراجع الطلب ووصول معدلات التخزين في بعض الولايات الأميركية إلى معدلات مرتفعة وارتفاع  كلفة التخزين بشكل كبير. 
ولم تتراجع اسعار خام غرب تكساس لاستحقاقات يونيو بنفس الشكل وانخفضت 16 في المئة لتصل إلى حوالي 21 دولار للبرميل. كذلك لم تشهد استحقاقات ما بعد يونيو انخفاضات كبيرة وبلغ معدل التراجعات لمجمل العقود حوالي 10 في المئة فقط. 
ويعتبر حجم التداول في عقود مايو ضعيفًا نسبيًا ويشمل حوالي 126 ألف برميل بالمقارنة مع 800 ألف برميل لعقود يونيو. 
 وتوقع الخبراء ان تشهد العقود الاميركية تعافياً الشهر المقبل الذي تبدأ خلاله الدول المنتجة الكبرى خفض الانتاج بأكثر من 12 مليون برميل يوميا ما قد يعيد بعض التوازن للأسواق إلى جانب الاجرائات التي ستتخذها بعض الدول الكبرى مثل اميركا والصين وبعض الدول الأوروبية على صعيد الفتح التدريجي للاقتصاد العالمي ما سيؤدي إلى عودة النشاط الاقتصادي وارتفاع معدلات الطلب العالمي على النفط. 
وفي ظل هذه المستجدات قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب انه يدرس احتمال تحويل 75 مليون برميل للمخزون الاحتياطي الاستراتيجي بسبب الانخفاض الكبير في أسعار النفط. 
ارتفاع اسعار عقود الغاز الطبيعي
كذلك انخفضت اسعار عقود برنت بحوالي 9 في المئة لتصل  إلى 25.57 دولارا للبرميل وتراجع مؤشر بورصة "داو جونز" أكثر من 600 نقطة، في حين قفزت اسعار العقود الأميركية للغاز الطبيعي بنسبة 10 في المئة نتيجة القلق من هبوط الانتاج لتصل إلى أعلى مستوى منذ 6 أسابيع.  كذلك ارتفعت اسعار الذهب للبيع الفوري بنسبة 0.33 في المئة لتصل إلى 1690 دولار للأونصة  و ارتفع سعر العقود الآجلة الأميركية للذهب 0.7 في المئة لتصل إلي 1711 دولار للأونصة.
"سحق" شركات النفط الاميركية
وفي رد على هذا الانهيار الكبير في الاسعار هاجم السيناتور الجمهوري جيم أنهوف روسيا والسعودية واتهمهما بمواصلة إغراق الاسواق العالمية بالنفط لسحق منتجي الغاز والنفط الاميركيين وطالب الرئيس ترامب بفرض التعرفة الجمركية المرتفعة على المشتقات النفطية السعودية والاميركية التي كان هدد بها بالسابق.
وستكون شركات النفط الصخري الاميركي اكبر ضحايا الانهيارات المتتالية في اسعار النفط العالمية. وقد تعلن عدد من الشركات الصغيرة والمتوسطة إفلاسها خاصة وكون السعر التي تحتاجه هذه الشركات لتحقيق الأرباح هو 48 دولار للبرميل. وكانت بعض المصادر أشارت إلى أن بعض البنوك الأميركية مثل JP MORGAN"، "WELLS FARGO"، "CITIGROUP" و"BANK OF AMERICA" تتجه إلى تنفيذ الحجز على أصول شركات انتاج النفط الصخري بعد عجز الشركات عن تسديد الديون المستحقّة والتي تتخطّى 200 مليار دولار. 
اما الشركات الكبيرة فقد تصمد بوجه تراجع الاسعار لكنها ستتكبد خسائر كبيرة أسوةً بشركة "هاليبيرتون" التي كانت اولى شركات النفط الاميركية التي تعلن عن نتائجها للربع الاول والتي اشارت إلى خسائر بقيمة مليار دولار.