نعمة افرام
يحيي أنفاس اللبنانيين

09.03.2020
Twitter icon
Facebook icon
LinkedIn icon
e-mail icon
شارك هذه الصفحة مع آخرين
Print Friendly, PDF & Email
رمزة عسّاف
قبل سنوات وعندما كانت الجمهورية اللبنانية مملوءة بالفراغ، صدر عدد مجلة "الاقتصاد والأعمال" بغلاف وعنوان عريض: "فخامة نعمة افرام". العنوان لم يكن يومها من باب المديح السياسي بتلك الشخصية المميزة أو من باب المبالغة الفارغة وإنما من انطباع تكوّن لدينا بعد مقابلة هذا الصناعي المتألق المهندس نعمة افرام الذي أثبت أنه يجمع في شخصه ثورة الشباب وحكمة الشيوخ.
في ذلك الحين، كان افرام خائفاً على البلد "الواقف على شفير الهاوية" كما قال، وكان منشغلاً بـ" لبنان الأفضل"، المبادرة التي أطلقها وتتضمن مشروعاً سياسياً واقتصادياً واجتماعياً متكاملاً للخروج من الشلل التام وللنهوض بلبنان. والنائب الآتي من عالم الأعمال لا يفهم السياسة ولا يمارسها إلا من باب الأخلاق والمبادئ وليس من زاوية المصالح، فأثبت مقولة أن "الولد سرّ أبيه"، كيف لا وهو تعلّم من مدرسة الوزير الراحل جورج افرام الذي ترك وراءه إرثاً من القيم الانسانية والاجتماعية النادرة ومؤسسة صناعية ضخمة، كانت زوادة من الوالد فزاد عليها الابن وجدّدها وطوّرها وابتكر وابتكر حتى صارت Indevco مؤسسة عالمية عابرة للحدود تضم عشرة آلاف موظف وعامل.
نعمة افرام الذي لطالما ابتعد عن سياسة الزواريب لأن "الزواريب للفئران، أما الجو فللنسور"، بحسب تعبيره، يحلّق اليوم نسراً صناعياً في فضاء لبنان الذي يحبس أنفاسه خوفاً من "تسونامي" الكورونا. 
ففي عيد البشارة أطل على اللبنانيين ليبشّرهم بإطلاق نموذج أول "لجهاز تنفس اصطناعي لبناني بمواصفات عالية وتقنيات عالمية دقيقة ومتطورة متعددة الاستعمالات، لصالح غرف العناية الفائقة في المستشفيات اللبنانية". وبذلك وفى افرام بوعده الذي أطلقه قبل نحو اسبوعين حيث أخذ المبادرة وقرر المضي في هذا التحدي مستعيناً بفريق من المهندسين إلى جانب أطباء متخصصين.
نعم، الزمن استثنائي وثمة حاجة الى رجال استثنائيين مثل نعمة افرام الذي حقق إنجازاً وطنياً بامتياز. كيف لا، وهو الذي أعطى جرعة أمل كبيرة مع أوكسيجين يتنفسه اللبناني في عصر انقطاع الأنفاس مع تفشي فيروس كورونا المرعب. هكذا، ومن عتمة الخوف خرج الى الضوء جهاز التنفس المتطور من ابتكار الفريق الهندسي والتقني لشركة فينيكس من مجموعة "اندفكو" الصناعية التي يرأسها افرام والتي صارت مدرسة نجاح. علماً أن هذه المجموعة تعمل أيضاً على غرف عزل ومستشفيات ميدانية جاهزة ومصنّعة مسبقا، وعلى تصنيع كمامات وأقنعة بكميات قياسية.
مبادرة خلاّقة في ظرف عصيب يُشكر عليها نعمة افرام الذي أثبت حساَ بالمسؤولية الإجتماعية، فاستحق بجدارة الإنضمام الى أصحاب المبادرات الذين قرروا الإنخراط في ورشة مواجهة الكورونا حتى "أخر نفَس".
الوقت اليوم ليس لتسجيل المواقف والإنتفاد بل للعمل بالنسبة إلى افرام الذي يعتبر أن ما يقوم به اليوم واجب وطني. هو المؤسساتي الذي تولى سابقاً رئاسة جمعية الصناعيين وكذلك المؤسسة المارونية للإنتشار كان يردّد باستمرار "إن  الزمن الآتي يحتاج الى أشخاص يشكلون قدوةً ومثالاً للمجتمع والشعب ككل". قولٌ ينطبق عليه اليوم . نعم، وبكل موضوعية نقول لـ نعمة افرام الرجل مؤسساتي والرؤيوي الناجح : لقد امتلكت كل العدّة والتجهيزات المطلوبة  لتكون قدوة ومثالاً لجيل الشباب.فمعك ومع كل الذي يشبهونك من اللبنانيين، وهم كثر، نستبشر خيراً في تحقيق  التغيير المنشود، الطريق الوحيد للوصول الى لبنان جديد.