كورونا يخفض الطلب على الطاقة المتجددة
لأول مرة منذ 30 عاماً

03.04.2020
Twitter icon
Facebook icon
LinkedIn icon
e-mail icon
شارك هذه الصفحة مع آخرين
Print Friendly, PDF & Email
عمر عبد الخالق
لم تكن الشركات النفطية الضحية الوحيدة في قطاع الطاقة لتفشي فيروس كورونا، بل طالت النتائج ايضا الطاقة المتجددة حيث توقعت "بلومبرغ" تراجع الطلب على الطاقة المتجددة في العام الحالي للمرة الاولى منذ ثلاثين عاما. واوضحت ان الطلب خلال 2020 سيتراوح بين 108 و143 غيغاواط اي بتراجع بين 6 و10 في المئة عن العام 2019.
وحذرت وكالة الطاقة الدولية في هذا المجال من أن التباطؤ العالمي قد يعيق تنفيذ صناعات الطاقة النظيفة ، وشجعت الحكومات على التأكد من أن حزم التحفيز الخاصة بها تشجع مباشرة  الانتقال للطاقة النظيفة.
الصين
وأظهرت أزمة كورونا الدور المحوري للصين في مجال انتاج الطاقة المتجددة في العالم حيث ادى اغلاق المصانع وتعطل الانتاج في المقاطعات الصينية إلى تأخير تصدير الألواح الشمسية والبطاريات، ما اثر سلباً على عمل محطات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح حول العالم. وتوقعت وكالة "وود ماكينزي" ان يتقلص إنتاج خلايا البطاريات في الصين بنسبة 10 في المئة خلال العام الحالي أي بنحو 26 غيغاواط\ ساعة ما يمثل 7 في المئة من الطاقة الإنتاجية العالمية. هذا الى جانب تراجع انتاج التوربينات في إسبانيا وإيطاليا.  
تأجيل مشاريع في العالم 
وبالفعل بدأ انتشار الوباء يؤثر على تنفيذ بعض المشاريع وتأجيل بعضها الآخر. فعلى سبيل المثال أعلنت حكومة الهند، التي تعتمد على الصين في 80 في المئة من الوحدات الشمسية التي تستخدمها،عن قبول طلبات تمديد مدة مهلة بناء محطات الطاقة الشمية وطاقة الرياح بعدما توقعت "ستاندرد أند بورز" تباطؤ أعمال تركيب منشآت الطاقة المتجددة بنسبة 24 في المئة وخسائر بنحو 2.24 مليار دولار من مشاريع الطاقة الشمسية في الهند وحدها.
 كذلك قامت العديد من الحكومات الأوروبية بتمديد المواعيد النهائية لمشاريع الطاقة المتجددة واتفق قادة الاتحاد الأوروبي على أن خطة الإنتعاش الاقتصادي يجب أن تسير بالتوازي مع خططها لتشجيع "التحول الاخضر".
وبدأت اميركا ايضا تتأثر في هذا المجال حيث من المتوقع ان تعلن الحكومة قريبا عن تأجيل إنجاز 6 مشاريع لطاقة الرياح بقدرة اجمالية تبلغ 6 غيغاواط كان من المقرر انجازها العام الحالي. اما الصين فستشهد وفقا لـ"ستاندرد اند بورز" تراجع في وتيرة بناء محطات طاقة الرياح بنسب تتراوح بين 10 و50 في المئة.
... وفي الشرق الأوسط 
وفي نفس السياق بدات المشاريع في منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا تتأثر أيضا حيث اعلنت دائرة الطاقة في أبوظبي عن تأجيل اعلان نتائج الشركات الفائزة في مناقصة  محطة الظفرة للطاقة الشمسية بقدرة 1.5 غيغاواط. كذلك اعلنت مصر عن تأجيل طرح مناقصة لمحطة طاقة شمسية في الغردقة. و اضطرت شركة "إنترسولار للطاقة المتجددة" المصرية إلى تأجيل تنفيذ اربعة مشاريع للطاقة شمسية في مصر بسبب الخوف من انتشار الفيروس بين الموظفين. والجدير ذكره ان العام 2020 كان سيشهد في الشرق الاوسط وشمال افريقيا أحداث رئيسية وهي اطلاق مناقصات لمحطات طاقة متجددة بقدرة 10 غيغاواط، ومنح عقود لمشاريع بقدرة 6 غيغاواط، فضلا عن إنجاز مشاريع بقدرة 15 غيغاواط.
شركات الطاقة المتجددة
اوضح رئيس رابطة صناعات الطاقة الشمسية الاميركية" SEIA" أبيغيل هوبر ان القطاع يعاني للمرة الاولى منذ فترة طويلة من رياح معاكسة تعيق عمل الشركات وتخفض طلب العملاء على الطاقة الشمسية وتعرقل انجاز المشاريع قيد التنفيذ وتلغي المشاريع والمناقصات الجديدة الى جانب نقص العمالة ومجموعة من المشاكل اللوجستية المرتبطة بتأخير تصنيع المعدات ونقلها بين الدول. ووجهت الرابطة بالاشتراك مع خمس من كبريات الشركات الأميركية رسالة الى الكونغرس لتضمين شركات الطاقة المتجددة  في خطط الاغاثة الطارئة للقطاع الخاص، وتوسعة نطاق الحوافز الضريبية للشركات، كما حصل خلال أزمة العام 2009 حيث تم تخصيص 90 مليار دولار لدعم برامج الطاقة النظيفة.
وبالتزامن بدأت شركات طاقة متجددة حول العالم ايضا المطالبة بحصة لها من حزم التحفيز ومن الاعفاءات الضريبية واعادة هيكلة الديون وتسهيل فتع الاعتمادات لها والقروص الميسرة التي تمنحها الدول لمساعدة بعض القطاعات المتعثرة على الصمود. كذلك طالبت الشركات الدول بتمديد مهل تنفيذ المشاريع والغاء البنود الجزائية في العقود.
وفي سياق متصل توقع عدد من المسؤولين في شركات انتاج السيارات الكهربائية تباطؤ الطلب على هذه السيارات بنسبة 4 في المئة خلال العام الحالي.