"أﭬايا":
التكنولوجيا تواجه كورونا

12.03.2020
نضال أبو لطيف
Twitter icon
Facebook icon
LinkedIn icon
e-mail icon
شارك هذه الصفحة مع آخرين
Print Friendly, PDF & Email
إياد ديراني

في بداية العام الحالي، تمكن فيروس COVID-19 (كورونا) من الانتشار في مناطق مختلفة من الصين قبل تمدّده إلى بلدان أخرى حول العالم. وبشكل سريع تفاعلت شركة "أﭬايا" مع التطورات وبدأت بتقديم حلولها وخبراتها بشكل مجاني للمتضرّرين من انتشار الفيروس.

انطلقت نشاطات "أﭬايا" من الصين حيث بدأت التنسيق مع شركائها والهيئات الطبية والعملاء، وقدمت الدعم والتبرعات التي شملت أنظمة اتصالات "فيديوية" لتسهيل نشاطات فرق العمل "عن بُعد" Remote، بالإضافة إلى أنظمة اتصالات للمستشفيات بهدف تمكين المرضى وفرق العمل الطبية من التواصل عن بُعد، خصوصا في المستشفيات الموجودة في بؤرة انتشار الفيروس.

أما عالمياً فاندفعت الشركة لتقديم مجموعة من حلولها التقنية بشكل مجاني لمدارس التعليم الثانوي والجامعات، بالإضافة إلى المؤسسات الحكومية والجمعيات غير الربحية والشركات. كما اتخذت قرارات سريعة للمساعدة على محاصرة الفيروس في الصين وعرقلة انتشاره عالميا، وتمكين الأهالي من التواصل مع اقربائهم سواء كانوا من العاملين ضمن الفرق الطبية أو مرضى لا يستطيعون مغادرة المستشفيات أو أشخاص مشكوك بإصابتهم وموجودون في مناطق الحجر الصحي أو حتى طلاب وموظفي مؤسسات حكومية ومنظمات إنسانية. 

 نضال أبو لطيف: بذلنا جهوداً كبيرة لدعم القطاع الصحي في الصين

 وعن التدخل لمواجهة تداعيات كورونا يقول رئيس "أﭬايا" العالمية نضال أبو لطيف إن سرعة التفاعل مع التطورات "كانت بالنسبة لنا أمراً جوهرياً، فعندما يتعلق الأمر بالمسؤوليات الإنسانية. تصبح مكافحة انتشار كورونا مسألة تعنينا جميعاً كأفراد وكشركات تتمتع بالمسؤولية الاجتماعية. ونحن نرى في تدخلنا تعبيراً صريحاً عما نؤمن به تجاه الانسان والمجتمعات والدول التي ننشط فيها، ذلك أن الشركات التكنولوجية مثل أﭬايا لم تكن يوماً أمام مسؤوليات كالتي تواجهها اليوم، ببساطة لأن التكنولوجيا باتت أكثر قدرة من أي يوم مضى على خدمة الانسان خصوصاً مع التحوّل الرقمي الحاصل في كل بلاد العالم".

ويضيف: "انطلاقاً من هذه القناعات بدأت أﭬايا ببذل جهود كبيرة في الصين لتقديم الدعم إلى القطاع الصحي وتمكين عملائها من مواصلة أعمالهم، فتقدمت بشكل سريع بحلول تكنولوجية تتيح العمل للموظفين عن بُعد من المنزل، كما تواصلت مع الشركاء والعملاء للاطلاع على احتياجاتهم ومتطلباتهم الخاصة بالحلول التقنية التي تم تنفيذها، وقد تمكّنا بعد الانتهاء من  مشاريع عدة من تحقيق إنجازات تضمن استمرارية أعمال الشركات في هذه الظروف البالغة الدقة والصعوبة".

تبرعات واسعة

انطلاقا من الصين تمدّدت نشاطات وتبرّعات "أﭬايا" إلى كل القطاعات، مستندة بشكل خاص إلى منصة التواصل الجديدة التي أطلقتها Avaya Spaces. إذ تتيح هذه المنصة التي تعمل استنادا إلى "السحابة" Cloud، التواصل والتفاعل على مدار الساعة لتمكين الأفراد سواء كانوا موظفين أو طلاب من التعاون مع غيرهم بسلاسة من خلال المؤتمرات الصوتية والمرئية وإمكانية مشاركة الملفات إلى جانب حزمة من الخصائص المتطورّة الأخرى لدعم وزيادة الإنتاجية في الأعمال.

وقدمت أﭬايا هذا التطبيق من دون مقابل لمساعدة الناس الذين تأثروا بانتشار فيروس كورونا، والمحافظة على انتاجيتهم. وشملت قائمة "التقديمات المجانية" مجموعة من القطاعات، أهمها المدارس الثانوية والجامعات والمؤسسات الحكومية والسلطات المحلية والجمعيات غير الربحية، بالإضافة إلى الشركات.  

والمميّز في هذا التطبيق، وتحديداً في أوقات الأزمات كتلك التي سبّبها انتشار الفيروس، هو إمكانية متابعة الأفراد لأعمالهم أو لتحصيلهم العلمي من دون الاضطرار للانتقال. ومن المعروف أن مرافق النقل المختلفة التي تشهد تجمعات هي نقاط ضعف في منظومة السيطرة على انتشار الفيروس ومحاصرته. كذلك فإن تواجد أعداد كبيرة من الأشخاص داخل الشركات أو في المدارس والجامعات ومؤسسات الدولة تعدّ غير مناسبة في عدد من مناطق الانتشار. ومن خلال Avaya Spaces سيكون بالإمكان متابعة الأعمال والتحصيل الدراسي لأعداد كبيرة من الناس الذين يعيشون في مناطق شهدت انتشارا واسعا للفيروس. 

دعم القطاع الصحي

في الرابع والعشرين من كانون الثاني/يناير، وبعد إطلاعها على تصاعد حدة انتشار الفيروس، قررت "أفايا" تقديم الدعم إلى مدينة ووهان، وبشكل سريع قام ممثلو الشركة هناك بتشكيل فرق عمل تم نشرها ووضعها على اتصال مباشر مع الشركاء للبدء بالتبرع بأنظمة اتصالات صوتية و"فيديوية" ومعدات خاصة بالاتصالات لمستشفى هوشنشان الذي أنشأته السلطات الصينية خلال أيام، بالإضافة إلى مستشفى ليشنشان، وقد تمكنت فرق العمل من تحضير وتطوير وتنفيذ المشروع في 48 ساعة. 

كذلك، قدمت الشركة بالتعاون مع شريكتها "شانغهاي زيانغ" إلى مستشفى "تونغشيانغ" الواقع في مقاطعة "تشجيانغ"، عدداً من الأنظمة والحلول التي وفرت تقنيات لتسهيل الزيارات الطبية والعائلية "عن بُعد"، وقامت بتركيب الأجهزة الجديدة في المركز التقني الخاص بالمستشفى.

ومنحت هذه الأنظمة المرضى فرصة للتواصل مع أفراد أسرتهم الموجودين خارج الحجر الصحي عن بُعد عبر تقنية البث المباشر للصوت والصورة من خلال تطبيق مخصص لهذا النوع من الاتصالات. وساهم هذا التطبيق بإعطاء بُعد إنساني للعلاج وبتحسين الصحة النفسية للمرضى، وقلّل من عزلتهم عن العالم الخارجي، وحمى في الوقت نفسه عائلة المريض من التعرّض للفيروس، وفتح الباب أمام المزيد من التواصل بين الأطباء والممرضين ومرضاهم. كما قلّل من خطر انتقال عدوى كورونا إليهم، وساعد نظام الزيارات عن بُعد على تخفيض استهلاك المعقّمات والكمامات، والتي تعاني من نقص كبير في الامدادات خصوصاً  في الصين.

ولإنجاح المشروع أوفدت "أﭬايا" فريقين من المهندسين لمعاينة وحدتي "العناية المركزة" و"العزل" في المستشفيات، وتبين لها أن أحد أبرز المتطلبات هو دعم الاستقرار النفسي للمرضى والأطباء والممرضين بشكل عاجل، وهو ما يمكن أن يشكل خط الدفاع الأول للوقاية من الأوبئة ومكافحتها وعلاجها.

ونتيجة هذه الزيارات قامت فرق العمل بتطوير شبكة المستشفى لاستيعاب التطبيقات الطبية الحديثة ولتفعيل تطبيق الزيارة عن بُعد، وساهمت تقنيات الحلول الذكية المتكاملة للاتصالات المقدمة من شركة "أﭬايا" في الحد من انتشار عدوى كورونا. وجرى تقديم الحلول الجديدة بالتعاون مع شركاء "أﭬايا" المحلّيين إلى عدد آخر من المستشفيات الصينية ومنها "يوهان فولكان الجبلي" و"يوهان لي شنشان" و"زيجيانغ".

دعم شركات الطيران

لم تقتصر فوائد حلول "أﭬايا" على قطاع الرعاية الصحية، بل شملت عدداً من القطاعات الأخرى. في مجال النقل الجوي مثلاً بادرت شركات نقل جوي عدة إلى البدء باعتماد حلول الاتصالات للوقاية من الفيروس وتفادي انتقال العدوى. وتعاونت "أﭬايا" مع "طيران هاينان" لتقديم حلول تسمح للموظفين بالعمل عن بُعد.

واستناداً إلـى حلـــــول أﭬايا Avaya IX Workplace وIX Contact Center، نقلت شركة الطيران نظامها لخدمة الزبائن إلى منازل الموظفين ووحدات أخرى متنقلة، وهذا الأمر لم يساهم بالحد من انتشار الفيروس في المكاتب فحسب، بل ضمن أيضاً السلامة العامة ككل. تشغل "طيران هاينان" وفروعها أكثر من 1500 خط ملاحة محلي وعالمي، تشمل آسيا وأوروبا وأميركا الشمالية وأوقيانيا. ونظراً الى حجم شبكة الشركة الكبير، فهي حُكماً تعتمد بشكل كلي على أداء قسم خدمة الزبائن، وفي ظل وجود فيروس ينتشر تدريجياً، فإن ضمان سلامة الموظفين أصبح أمراً أساسياً لتسهيل دورة العمل.

بعد اجتماعات عدة، عملت "أﭬايا" على تحقيق فهم متكامل لحاجات "طيران هاينان"، خصوصاً لجهة تنظيم عمل الموظفين من منازلهم واختارت خطوط الطيران مجموعة من حلول العمل عن بُعد من "أﭬايا"، بخاصة المتعلق منها بتحويل اتصالات الزبائن بشكل تلقائي من نظام عمليات الشركة إلى هواتف الموظفين النقالة والمنزلية. ومن خلال برنامج Teamviewer الذي يعمل على الكمبيوترات المكتبية، تحوّل منزل الموظف إلى مكتب فعّال، إذ بات يمكنه تلقي اتصالات العملاء كالمعتاد، وتنفيذ طلباتهم بشكل يتلاقى وتوقعاتهم، وباتت كل هذه الاتصالات تجري بشكل آمن، سليم ومستقر.

ومع تسارع انتشار الفيروس، دخلت الشركتان في سباق مع الوقت لتنفيذ المشروع كاملاً وتشغليه بكامل طاقته، وبالتعاون مع شريكها Shenzhen Digital Technology، تمكنت "أﭬايا" من تنفيذ المشروع في غضون خمسة أيام فقط وهو ما يُعدّ رقماً قياسياً، وتطلّب المشروع تركيب عدد كبير من أنظمة تشغيل الكمبيوترات عن بُعد للموظفين بالإضافة إلى برامج متخصّصة، وكان الهدف ضمان تولي الموظفين مهمات خدمة العملاء من المنزل، وتمكينهم من الاستمرار في توفير أعلى مستويات الخدمة للمسافرين والمستخدمين.