صناعة‭ ‬الرفاهية:‬
أوروبا تنتج والصين تستهلك

10.01.2020
Twitter icon
Facebook icon
LinkedIn icon
e-mail icon
شارك هذه الصفحة مع آخرين
Print Friendly, PDF & Email
برت دكاش
عام تلو العام يواصل عدد الدور المستقلة الراقية انحساره لصالح المجموعات الكبرى. فقبل نهاية العام 2019، أنجزت مجموعة Louis Vuitton Moet Hennessy’s (LVMH) صفقة شراء شركة Tiffany & Co. الأميركية المتخصصة في صناعة المجوهرات والساعات بقيمة 16.2 مليار دولار، لتعزّز المجموعة بذلك موقعها في سوق المجوهرات المقدرة بنحو 357 مليار دولار. ولعلّ هذه الأرقام تشكل الدافع خلف إقبال المجموعات الكبرى على الاستحواذ على علامات مصنعة للمجوهرات الراقية في العالم. 
تأتي الصفقة بعد ثمانية أعوام على انفراط تحالف Tiffany & Co. مع Swatch Group والذي كانت الشركة الأميركية تطمح من خلاله إلى تطوير نشاط الساعات لديها، بينما كان عملاق الساعات السويسرية يسعى عبر هذا التحالف إلى التوسع في قطاع المجوهرات كون Tiffany & Co. تعد إحدى أكثر علامات المجوهرات المرغوبة في العالم. لكن Swatch Group تمكّنت في العام 2013 من الاستحواذ على "ملك الألماس" Harry Winston مقابل مليار دولار. وهذه الدار الأميركية تتمتع بحضور قوي في السوقين الأميركية واليابانية، ما سمح للمجموعة في توسيع انتشارها في هاتين السوقين وكذلك في صناعة المجوهرات الراقية. 
تنضم Tiffany & Co. التي تستأثر بنسبة 1 في المئة من قطاع المجوهرات العالمي إلى مجموعة دور المجوهرات الراقية المنضوية تحت محفظة LVMH أمثال Dior وBvlgari وChaumet وFred. وستتيح للمجموعة الفرنسية دخول السوقين الصينية والأميركية اللتان تعدّان أكثر الأسواق جاذبية للمجوهرات في العالم. ويتوقع خبراء في سوق المجوهرات أن شراء المجموعة لشركة Tiffany & Co. الذي يأتي بعد شرائها دار Dior  في يونيو 2017 يندرج في إطار مواصلة المجموعة في المستقبل القريب إستراتيجية الدمج والتملّك التي يبدو أنها ماضية بها لتدعيم محفظتها من العلامات الراقية.

عمالقة أوروبا

لا تزال المجموعات الأوروبية الأربع LVMH، Kering، Richemont وSwatch Group تستأثر بصناعة الرفاهية في العالم، حيث بلغ مجموع عائداتها 82.285 مليار يورو العام الماضي. ولا تزال مجموعة LVMH رائدة صناعة الرفاهية في العالم من خلال امتلاكها لـ71 علامة ومتواجدة في أكثر من 70 دولة وتملك ما يزيد على 4592 متجراً. وحققت المجموعة إيرادات بقيمة 46.8 مليار يورو في العام 2018 وأرباحاً من العمليات المتكررة بقيمة 10 مليارات يورو. وتوزّعت عائداتها قطاعياً بين 39 في المئة في قطاع الموضة والجلديات، و28 في المئة في التجزئة وغيرها، و13 في المئة في قطاع العطور ومستحضرات التجميل، و11 في المئة في صناعة النبيذ والمشروبات الروحية و9 في المئة في الساعات والمجوهرات. ويعتبر قطاع الساعات والمجوهرات الخاص بالمجموعة أحد أكثر اللاعبين حيوية في قطاعه، ويواصل كسب حصة سوقية من خلال إستراتيجية ناجحة تقودها دور المجوهرات التابعة للمجموعة. 
أما مجموعة Kering فقد حققت إجمالي إيرادات بلغت قيمتها 13.7 مليار يورو. وهذه الأرقام هي نتيجة قوية للدور التابعة للمجموعة ولطاقتها الإبداعية التي فاقت توقعات النمو. وبالنسبة إلى Kering فقد حققت نتائج قياسية تضيفها إلى رصيدها في العام الماضي، وذلك بالتزامن مع إنجازها عملية التحول إلى لاعب رفاهية صرف. 
أما مجموعة Richemont فاستحوذت العام الماضي على دار المجوهرات Buccellati. وسجلت مبيعات بقيمة 13.989 مليار يورو في السنة المالية المنتهية في مارس 2019، مع أرباح تشغيلية بقيمة 1.943 مليار يورو. وتنشط المجموعة في قطاع المجوهرات الذي تمثل مبيعاته 51 في المئة من إجمالي مبيعات المجموعة، والساعات 21 في المئة، والموزعين الرقميين Online distributors 15 في المئة ومختلف 13 في المئة. 
وتمثل منطقة آسيا والمحيد الهادئ 38 في المئة من أسواق مبيعات المجموعة، تليها أوروبا بنسبة 29 في المئة، والقارة الأميركية 18 في المئة، واليابان 8 في المئة والشرق الأوسط وأفريقيا 7 في المئة.  
وتبقى Swatch Group متصدرة لقطاع الساعات حيث حققت العام الماضي مبيعات بقيمة 8.475 مليارات فرنك سويسري، بزيادة نسبتها 6.1 في المئة مقارنة بالعام 2017. وزاد صافي دخل المجموعة بنسبة 14.8 في المئة ليصل إلى 867 مليون فرنك سويسري مع صافي ربح محقق من المبيعات بنسبة 10.2 في المئة.  

الأكسسوارات الشخصية

ويشير تقرير حول الأكسسوارات الشخصية لشركة Mellennial Capital المتخصصة في الدمج والإدارة ومقرها دبي إلى أن المجوهرات المقدر حجمها بنحو 357 مليار دولار، وحقائب اليد والسفر بنحو 150 مليار دولار، والساعات بنحو 68 مليار دولار، وأدوات الكتابة بحوالي 21 مليار دولار هي الفئات الأساسية الأكثر مساهمة في حجم سوق الأكسسوارات الشخصية. وعالمياً، تسيطر فئة المجوهرات على ثلثي السوق وتستأثر المجوهرات الرفيعة بنسبة 3.1 في المئة من إجمالي فئة المجوهرات. 
ويقول تقرير لشركة Bain & Co. إن سوق منتجات الرفاهية الشخصية العالمية سجلت نمواً في مختلف المناطق. وقد حافظت أوروبا على موقعها في الريادة من حيث المبيعات، تلتها بلدان القارة الأميركية، ثم آسيا ومن ضمنها الصين، فاليابان وباقي بلدان العالم. 
وقاد المستهلكون الصينيون اتجاه النمو الإيجابي مع 33 في المئة من الإنفاق العالمي على منتجات الرفاهية. وشهدت أوروبا نمواً معتدلاً في المبيعات في العام 2018، بينما ساعد الإستهلاك المحلي في إعطاء قطاع مبيعات التجزئة دفعاً بسبة 3 في المئة إلى 84 مليار يورو. أما في القارة الأميركية فقد حققت مبيعات الرفاهية معدل نمو 5 في المئة إلى 80 مليار يورو. وتحسنت مبيعات الرفاهية في اليابان مقارنة بالعام 2017 وزادت بنسبة 6 في المئة. وفي باقي دول آسيا زادت بنسبة 9 في المئة إلى 39 مليار يورو، بينما حققت مناطق أخرى حول العالم نمواً ثابتاً استقر على 12 مليار يورو. وسجّل الانكماش في مداخيل المستهلكين في الشرق الأوسط نتيجة انخفاض أسعار النفط وقيود بعض الدول على الانفاق الحكومي، إضافة إلى الوضع الجيوسياسي المضطرب في المنطقة الذي أدى إلى تراجع حجم السياح في الحد من النمو.