فرنسا تُطلق رخص الـ 5G
ولا تستبعد هواوي من المنافسة

20.12.2019
Twitter icon
Facebook icon
LinkedIn icon
e-mail icon
شارك هذه الصفحة مع آخرين
Print Friendly, PDF & Email
إياد ديراني
في ظل المنافسة الدولية على نشر خدمات الجيل الخامس من شبكات الاتصالات النقالة، أطلقت الحكومة الفرنسية "عملية تحديد الترددات" الخاصة بالجيل الجديد، وقالت أنه سيتم بيع رخص استخدام الترددات لقاء ما لا يقل عن 2.17 مليار يورو. وأتى الإطلاق بعد موافقة الحكومة على المعايير والشروط المالية التي اقترحتها الهيئة الناظمة للاتصالات، إذ تم تحديد سعر رخصة "حيّز الـ 50 ميغاهرتز" 50 MHZ Bloc التي ستُمنح إلى المشغّلين المُفترضين بنحو 350 مليون يورو، فيما سعّرت كل 10 ميغاهرتز إضافية بنحو 70 مليون يورو. كما فرضت شروطا صارمة على مشغلي شبكات الاتصالات المهتمين بنشر شبكات الجيل الخامس، أبرزها إلزام صاحب الرخصة بنشر الخدمات على كامل الأراضي الفرنسية.

"لا نُخطط لاستبعاد هواوي"

وبمجرد تقدّم فرنسا باتجاه الترخيص للجيل الخامس، برز سؤال حول إمكانية السماح لشركة هواوي الصينية بالدخول إلى المنافسة لنيل عقود لنشر الجيل الجديد. وقالت مصادر حكومية فرنسية إجابة على سؤال حول إحتمال استبعاد هواوي على خلفية التحذيرات الأميركية من التعامل معها، أن فرنسا لا تخطط لاستبعاد هواوي، وليست في وارد استهداف أي شركة صانعة لمعدات الجيل الخامس، وذكرت أن هواوي تسيطر بالفعل على 25 في المئة من سوق شبكات الاتصالات الفرنسية إلى جانب شركتين هما اريكسون ونوكيا. 
ومن المعروف أن الولايات المتحدة تواصل فرض قيود تجارية على هواوي وتحذّر حلفائها خصوصا أعضاء حلف شمال الأطلسي (الناتو) من مخاطر التعامل معها، تحت ذريعة الثغرات الأمنية الناتجة عن استخدام شبكات هواوي. كما استكمل أمين عام حلف الناتو ينس ستولتنبرغ خطوة واشنطن الشهر الماضي عندما اعتبر التكنولوجيا الصينية ومن ضمنها شبكات الجيل الخامس وتقنية التعرف على الوجه و"انترنت الأشياء" IoT، خطرا وتهديدا لـ "الأمن العالمي". وقال أن التكنولوجيا الصينية "تُغيّر أساليب الحرب وتغيّر مجتمعاتنا أيضا"، معتبرا أن نجاح أعضاء الناتو يقوم على تفوّقهم التكنولوجي على أعادائهم المحتملين. وعلى الرغم من إعلان الولايات المتحدة والصين مؤخرا عن التوصل إلى اتفاق حول التبادل التجاري، إلا أن انعكاس ذلك على هواوي لم تظهر مؤشراته بعد، وتبقى هذه "الانفراجة" المُحتملة رهن تطور المفاوضات بين الطرفين.  

رفض بريطاني

كذلك استبعد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إمكانية سماح بريطانيا لشركة هواوي بلعب دور في بناء شبكات اتصالات الجيل الخامس، وقال أنه يجب الأخذ بالاعتبار "ضمان الأمن القومي والتعاون مع تحالف استخبارات "الأعين الخمس" Five Eyes الذي تقوده الولايات المتحدة". وأضاف "لا يمكننا المساس بأمننا القومي الحيوي، كما لا يمكننا المساس بقدرتنا على التعاون مع شركاء أمن حيويين مثل "الأعين الخمس"، وسيكون ذلك هو المعيار الرئيسي الذي يوجّه قرارنا بشأن هواوي". وفي ألمانيا، هدد السفير الصيني وو كين السلطات باتخاذ إجراءات انتقامية إذا حظرت برلين معدات شبكات الجيل الخامس لشركة هواوي. ولمّح إلى إمكان فرض قيود على السيارات الألمانية التي تستوردها الصين، إذ قال أن "الشركات الألمانية تبيع ملايين السيارات في الصين". 
ومن المعروف أن اريكسون وهي المنافس الرئيسي عالميا لشركة هواوي، تمكنت خلال الأشهر الستة الماضية من تحقيق تقدم كبير على صعيد الجيل الخامس، وبلغ إجمالي الإتفاقات التجارية التي وقعتها عالمياً نحو 75، أما في منطقة الشرق الأوسط فوقعت الشركة اتفاقات مع كل من "بتلكو"، STC، "اتصالات الإماراتية وOoredoo القطرية. أما نوكيا فقد احتلفت مؤخرا بتوقيعها العقد رقم 50 في مجال الجيل الخامس.