الصين تُطلق الجيل الخامس رسميا:
التنين يستعرض عضلاته التكنولوجية

02.11.2019
Twitter icon
Facebook icon
LinkedIn icon
e-mail icon
شارك هذه الصفحة مع آخرين
Print Friendly, PDF & Email
إياد ديراني
أطلقت شركات الاتصالات الحكومية الصينية الثلاث في الأول من نوفمبر خدمات الجيل الخامس دفعة واحدة في معظم المدن الرئيسية وعلى رأسها بكين، شنغهاي وشنزن. وكالة "شنخوا" الصينية التي أعلنت عن هذا الإطلاق الكبير والموحّد لدى كل من "تشاينا تيليكوم"، "تشاينا يونيكوم" و"تشاينا موبايل"، لم تذكر عدد محطات الجيل الخامس التي وضعت قيد التشغيل لدى كل مشغّل، إلا أنها أوضحت أن نحو 85 ألف محطة باتت مفعّلة، وأن العدد الإجمالي للمحطات التي ستكون قيد العمل بنهاية سنة 2020 سيناهز 130 ألفا. وبحسب صحيفة "تشاينا دايلي" الحكومية منحت "تشاينا موبايل" وهي أكبر شركة اتصالات صينية من حيث عدد المشتركين شركة "هواوي" نصف عقود الجيل الخامس، بينما تقاسمت "اريكسون" و"نوكيا" وZTE باقي العقود. 

استعراض للقوة 

وشكل هذا الإعلان الموحّد للمشغلين الثلاثة الذين يخدمون نحو 1.58 مليار مشترك نقال بينهم 850 مليون مستخدم للهاتف الذكي، استعراضا صينيا للقوة، خصوصا وأن الولايات المتحدة لا زالت حتى اليوم تخطو أولى خطواتها في هذا المجال، ولم توفر بعد هواتف ذكية متوافقة مع بث شبكات الجيل الخامس على عكس الصين التي أطلقت فيها هواوي هذا النوع من الهواتف. ومن المعروف أن شركات أميركية مثل AT&T "فيريزون" و T-Mobile بدأت بتوفير تغطية تجريبية للجيل الخامس في بعض المناطق المحدودة جغرافيا بالتعاون مع شركات مثل "نوكيا نتوركس" و"اريكسون". لكن الصين ليست الوحيدة التي اندفعت في توفير خدمات الجيل الخامس تجاريا، إذ أطلقت كوريا الجنوبية خدمات الجيل الخامس في أبريل الماضي وتتوقع الحكومة الكورية وصول عدد المشتركين في هذه الخدمات الى 3 في المئة من عدد السكان العام المقبل. 

الثورة الصناعية الرابعة

السباق العالمي على تنفيذ مشاريع الجيل الخامس، ليس هدفا بحد ذاته، إذ أنه يأتي في خضم سباق اقتصادي دولي للاستفادة من السرعات التي يتيحها في عالم الأعمال ابتداء من القطاع المالي مرورا في الصناعة والزراعة والصحة وصولا الى الاعلام والنقل والتعليم وغيره. كما أنه يفتح الباب أمام تفعيل استخدام تقنيات وخدمات مثل انترنت الأشياء والبيانات الكبيرة ومراكز الداتا وتحليل البيانات والذكاء الاصطناعي، وهذه كلها تعدّ مؤشرات على انطلاق "الثورة الصناعية الرابعة". ومن المعروف أن الثورة الصناعية الأولى انطلقت مع اختراع المحركات البخارية عام 1784، أما الثانية فكانت مع اكتشاف الكهرباء عام 1870 فيما بدأت الثورة الثالثة عام 1969 مع ابتكار الأنظمة المعلوماتية والالكترونية وبدء عمليات الأتمتة Automation.

آفاق الجيل الخامس 

تنوي الحكومة الصينية استكمال تنفيذ مشروع الجيل الخامس بخطوات سريعة على كامل أراضيها، وبحسب أكاديمية تكنولوجيا المعلومات والاتصالات التابعة للحكومة الصينية، من المتوقع أن تنفق الصين ما بين 130 و217 مليار دولار على شبكات الجيل الخامس بين عامي 2020 و2025. وبحسب تقرير لشركة Jefferies الأميركية من المتوقع أن يصل عدد مشتركي الجيل الخامس في الصين إلى 7 في المئة من السكان أي نحو 110 ملايين بنهاية سنة 2020. ولتسليط الضوء أكثر على آفاق الجيل الخامس، يمكن العودة إلى تقرير حديث لرابطة GSMA أوضحت فيها أن الجيل الخامس من شبكات الاتصالات النقالة سيكون أسرع من الجيل الرابع بنحو 100 ضعف، وأن عائداته العالمية ستصل إلى 672 مليار دولار بحلول سنة 2020. كما توقعت GSMA أن يصل عدد المشتركين إلى 1.2 مليار حول العالم بحلول سنة 2025، لكن ثلثهم سيكون في الصين.