النفط في 2020: 
نمو خجول للطلب وثبات الأسعار

22.08.2019
Twitter icon
Facebook icon
LinkedIn icon
e-mail icon
شارك هذه الصفحة مع آخرين
Print Friendly, PDF & Email

توقّعت منظمة أوبك أن يستقر نمو الطلب العالمي على النفط خلال العام 2020 على المعدل المتوقع للعام الحالي وهو نحو 1.14 مليون برميل في اليوم، وذلك في حال عدم تفاقم النزاع التجاري بين الصين وأميركا.

وتوقّعت المنظمة تراجع نمو الطلب في كل من أميركا والهند والصين، إذ من المتوقع أن تساهم هذه الدول بنحو 67 في المئة من إجمالي نمو الطلب خلال العام الحالي مقابل 56 في المئة خلال العام 2020.

وأوضحت «أوبك» في تقرير أصدرته مؤخراً أن إنتعاش الطلب على النفط في كل من أميركا الجنوبية والشرق الأوسط سيعوّض عن تراجع نمو الطلب في الدول المستهلكة الرئيسية الثلاث.

أشارت شركة «جدوى للإستثمار» في إطار تحليلها لتقرير أوبك أن إنتاج الدول الأعضاء للنفط الخام انخفض بنسبة 7 في المئة خلال الربع الثاني من هذا العام على أساس سنوي، وبنسبة 2 في المئة على أساس ربعي، نتيجة للإبقاء على الانتاج منخفضاً بموجب اتفاقية تمّ إبرامها أواخر العام الماضي، مضيفةً أن متوسط إجمالي إنتاج دول المنظمة بلغ 29.9 مليون برميل يومياً في الربع الثاني لعام 2019 بإنخفاض كبير يصل إلى ثلاثة ملايين برميل يومياً عن مستوى الإنتاج في أكتوبر 2018. 

التوترات التجارية 

وذكر تقرير شركة «جدوى» عدداً من الأسباب التي أدت الى تراجع أسعار النفط منذ أبريل 2019 والتي من المتوقع أن تساهم في نمو الطلب الخجول على النفط، وأبرزها النزاعات التجارية وتوتر العلاقات الأميركية الصينية، وأضافت أن المؤشرات الصناعية أيضاً سجّلت خلال الربع الثاني من العام الحالي أدنى مستوى لها منذ سنوات عديدة، كذلك أشار التقرير إلى الدراسة الصادرة عن صندوق النقد الدولي تحت عنوان «الملامح المستقبلية للإقتصاد العالمي» والتي أوضحت أن مستويات الثقة في السوق متراجعة بسبب تأثير النزاع التجاري على الاقتصاد العالمي، وقد خفّض الصندوق توقعاته لنمو الاقتصاد العالمي لعامي 2019 و2020 ليصبح عند 3.2 و 3.5 في المئة على التوالي.

 إتفاق أوبك و«المستقلين»

ولفتت الشركة إلى الحاجة لتمديد الإتفاق بين أوبك والمنتجين المستقلين حتى نهاية العام 2020، بل ربما تكون هناك حاجة إلى خفض مستوى الانتاج المتفق عليه إلى ما دون المستويات السائدة حالياً. ولم تستبعد «جدوى» تراجعاً أكثر من المتوقع نتيجة لتراجع إنتاج إيران بسبب العقوبات الأميركية ولهبوط إنتاج النفط في فنزويلا إلى مستويات متدنية.

وفي المقلب الآخر ذكرت إدارة معلومات الطاقة الأميركية أن انتاج النفط الخام الأميركي سيرتفع من 12 مليون برميل يومياً خلال العام الحالي إلى 13 مليوناً يومياً خلال العام 2020 وتوقعت أن يساهم حقل «بيرميان» بنسبة 77 في المئة من إجمالي النمو المتوقع.

وأشارت «جدوى» في هذا المجال إلى أنه بإفتراض بقاء إنتاج أوبك عند 29.9 مليون برميل حتى نهاية العام 2020، فقد تسجل أسواق النفط عجزاً طفيفاً في العام 2019 ومن ثم تحقق فائضاً بنحو 700 ألف برميل يومياً خلال العام المقبل. 

توقعات الأسعار 

وعلى صعيد الأسعار، توقعت «جدوى» أن تؤدي بعض العوامل غير الاقتصادية والتي تتحكم بالمشهد العالمي اليوم، بعضاً من النزاعات التجارية بين أميركا والصين وزيادة التوترات الجيوسياسية في المنطقة وإحتجاز إيران لناقلات نفط بريطانية والقضايا المرتبطة بالتجارة العالمية وسلامة المعابر، إلى استقرار متوسط أسعار خام برنت عند 66 دولاراً للبرميل خلال الربع الثاني من  2019  و 68  دولاراً للبرميل خلال الربع الثاني من العام 2020.

 وجاء هذا التوقع سلبياً على الرغم من بلوغ أسعار خام برنت 70 دولاراً للبرميل خلال الربع الثاني من العام الحالي نتيجة للمخاوف الكبيرة على استقرار تدفقات النفط وسلامة الملاحة البحرية وتوقع منظمة «أوبك» المزيد من الصراعات في هذا المجال والتي سوف يكون لها تأثير عكسي على الأسعار خلال المرحلة المقبلة.