المصارف السعودية في الربع الأول:
نمو قياسي للأرباح ومعتدل للودائع والقروض

13.06.2019
Twitter icon
Facebook icon
LinkedIn icon
e-mail icon
شارك هذه الصفحة مع آخرين
Print Friendly, PDF & Email
عاصم البعيني

أظهرت نتائج المصارف السعودية عن الربع الأول ارتفاع الأرباح بنحو 12.5 في المئة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، إذ بلغت نحو 14.1 مليار ريال، وهو أعلى مستوى فصلي لها منذ العام 2008. وجاء مصدر النمو الأساسي من ارتفاع صافي دخل الفوائد إلى 18.4 مليار ريال بزيادة 10.5 في المئة. كذلك حافظ القطاع على السمة العامة التي طبعته في السنوات القليلة الماضية، إذ حافظت الودائع على نمو طفيف عند 1.97 في المئة لتبلغ نحو 1673 مليار ريال، بالتزامن مع نمو الإقراض بنحو 3.4 في المئة ليبلغ إجماليها نحو 1423 مليار ريال.

حققت تسعة مصارف نمواً إيجابياً في أرباحها تصدرها بنك الرياض، حيث بلغت أرباحه نحو 1.644 مليار ريال بزيادة 44.6 في المئة، تلاه بنك البلاد بنمو 23.5 في المئة وبنك ساب بنحو 23.3 في المئة. في المقابل سجلت ثلاثة مصارف تراجعاً في أرباحها تصدّرها بنك البلاد الذي بلغت أرباحه 219.4 مليون ريال بإنخفاض 23.4 في المئة، ثم مجموعة سامبا المالية بنحو 7.4 في المئة، ثم السعودي للاستثمار بتراجع طفيف بلغ نحو 0.37 في المئة. 

وتصدّر البنك الأهلي التجاري قائمة المصارف الأعلى ربحية بنحو 3.191 مليارات ريال بنمو بنحو 5.38 في المئة، في حين نمت أرباح مصرف الراجحي بنحو 21.10 في المئة لتبلغ نحو 2.883 مليار ريال.

من جهة أخرى، إستعاد بند حقوق المساهمين نموه الإيجابي، إذ بلغ نحو 361.318 مليار ريال بزيادة 3.8 في المئة، علماً بأن هذا البند سجل تراجعاً بنحو 2.1 في المئة مع نهاية العام الماضي نتيجة تطبيق معيار IFRS9 وتسوية الزكاة. 

المخصصات 

بلغ إجمالي المخصصات المجنّبة خلال الربع الأول 2.4 مليار ريال بزيادة نحو 19.5 في المئة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وجاء هذا النمو مدفوعاً بإرتفاع المخصصات إلى نحو 320.9 مليون ريال لدى مجموعة سامبا المالية مقارنة بنحو 12.1 مليون  خلال الربع الأول من العام 2018 بسبب قيام المجموعة في تلك الفترة بعملية محاسبية قضت بعكس مخصصات سبق واتخذتها. ومع إستثناء المخصصات المجنبة من قبل المجموعة تنخفض نسبة النمو على مستوى القطاع إلى نحو 4.3 في المئة لتأتي منسجمة مع النمو المحقق في القروض والبالغ 3.48 في المئة. 

 

ارتفع دخل الفوائد بنسبة %16.3 مشكلاً المصدر الرئيسي للنمو

بين الودائع والقروض     

عكست نتائج الربع الأول استمرار السمة العامة التي طبعت القطاع المصرفي السعودي على مدى السنوات القليلة الماضية في ما يتعلق بالقروض والودائع ما يستدعي التوقف عند الآتي:

- بلغ إجمالي القروض والسلفيات نحو 1423 مليار ريال بزيادة 3.4 في المئة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وبزيادة 1.07 في المئة مقارنة مع نهاية ديسمبر الماضي.  

- أما إجمالي ودائع العملاء فبلغ نحو 1673 مليار ريال بزيادة نحو 1.97 في المئة، وتنخفض النسبة إلى 0.6 في المئة مقارنة مع نهاية ديسمبر. 

وبإستثناء النمو البالغ 14.2 في المئة، و13.4 في المئة لدى بنك الرياض وبنك البلاد على التوالي، بقيت نسب النمو في الودائع دون 5 في المئة لدى بقية المصارف، وتصدرها السعودي للاستثمار بنحو 4.5 في المئة، تلاه مصرف الراجحي بنحو 3.3 في المئة. في المقابل سجلت ثلاثة مصارف نمواً سالباً تصدرها ساب بنحو 6.02 في المئة ثم البنك الأول بنحو 4.2 في المئة والعربي الوطني بنحو 1.5 في المئة. 

- كان من شأن ذلك أن ارتفعت نسبة القروض إلى الودائع إلى 85.05 في المئة خلال الربع الأول مقارنة بنحو 83.81 في المئة، وسجل هذا المؤشر ارتفاعاً لدى ستة مصارف وارتفعت النسبة لدى البنك العربي الوطني إلى 93.87 في المئة لتكون الأعلى في القطاع مقارنة بنحو 86.9 في المئة. وتجاوزت هذه النسبة حاجز الـ 90 في المئة لدى خمسة مصارف، هي بالإضافة إلى العربي الوطني، كل من مصرف الإنماء 93.08 في المئة ثم بنك الرياض بنحو 91.21 في المئة، والسعودي للاستثمار 91.15 في المئة، والبنك الأول 90.2 في المئة. وعليه في حال لم يتسارع نمو الودائع فإن المصارف السعودية ستكون أكثر تقيداً في تمويل المشاريع الحكومية. في المقابل من المتوقع أن تستفيد المصارف من الزيادة في معدل القروض إلى الودائع لتعوض جزئياً التراجع الحاصل في هامش صافي دخل الفوائد.      

النمو من دخل الفوائد  

شكّل الدخل من الفوائد مصدر النمو الأساسي للقطاع، إذ بلغ إجمالي الدخل نحو 28.676 مليار ريال بزيادة 16.3 في المئة، وجاءت نسب النمو من خانتين لدى عشرة مصارف وتصدرها بنك الرياض بزيادة 30.09 في المئة، تلاه بنك البلاد بنحو 28.3 في المئة، ثم العربي الوطني بنحو 26.5 في المئة،  كذلك بلغ إجمالي دخل الفوائد نحو 18.420 مليار ريال بزيادة 10.5 في المئة، وسجل بنك البلاد أعلى نسبة نمو بنحو 22.3 في المئة، تلاه بنك الرياض بنحو 18.7 في المئة، ومن ثم مجموعة سامبا المالية بنحو 14.8 في المئة. 

 

وكان لافتاً تراجع نسبة هامش صافي إيرادات الفوائد إلى الإجمالي لدى مختلف المصارف باستثناء بنك ساب، إذ بلغت 64.24 في المئة خلال الربع الأول من العام الماضي مقارنة بنحو 67.6 في المئة خلال الفترة نفسها من العام الماضي، أي بما يعادل نحو4.9 في المئة، تصدرها البنك السعودي للاستثمار بنحو 12 في المئة، ثم بنك الجزيرة بنحو 11.3 في المئة، تلاه بنك الرياض بنحو 8.7 في المئة.