خلفيات ونتائج صفقة الاندماج
بين "شعاع" و"مجموعة أبو ظبي المالية"

10.04.2019
جاسم الصديقي
Twitter icon
Facebook icon
LinkedIn icon
e-mail icon
شارك هذه الصفحة مع آخرين
Print Friendly, PDF & Email

عيد "فالنتاين" بين المؤسسات المالية الخليجية مستمر، وكذلك الانجذاب المتبادل بين أكثر من 

مؤسسة مالية أو استثمارية.  بعض هذه الانفتاحات أثمر ارتباطات بناءة ومثمرة، وبعضها لا يزال في مرحلة استكشاف المصلحة والكيمياء، وغير ذلك من الأمور المالية التي لا بد وأن تمثل أساس التراضي على ارتباط طويل الأمد، يعني ذلك أننا سنتلقى مع مرور الأيام المزيد من الأخبار عن اندماجات أو عمليات تملُّك تسهم في نشوء مؤسسات مالية كبيرة وتعزز تنافسية السوق المالية وربما القدرة على تلبية الحاجات المتزايدة للعملاء في القطاعين العام والخاص. 

أحد الدوافع الأساسية لهذا التوادد بين المؤسسات المالية في الخليج هو التباطؤ الاقتصادي والتراجع النسبي في عمليات السوق المالية والنشاطات والخدمات المنتجة لعمولات وأرباح في وقت تمثل تكلفة المهارات والقيادات الفنية والمصرفية في هذه المؤسسات عبئاً لا بأس به على كتلة الأجور وعلى تكلفة التشغيل كنسبة من الدخل التشغيلي. 

وبالطبع، فإن أولى الفوائد التي يحققها اندماج المؤسسات المالية هو خفض التكلفة ووضع حد لازدواجية المواقع والتكاليف ودمج جهود التسويق والاستفادة من الميزة التنافسية لكل مؤسسة في مجالها لتحقيق فائدة أكبر للمؤسسة الناجمة عن عملية الاندماج.

بين "شعاع" و "مجموعة أبوظبي المالية" علاقات نسب عميقة إذ إن المجموعة المالية قامت قبل ثلاثة أعوام بشراء حصة 48.4 في المئة من شركة "شعاع كابيتال" في صفقة بلغت قيمتها 356 مليون درهم إمارات، وتبع تلك الصفقة إعادة هيكلة "شعاع" وتبديل استراتيجية العمليات وتقوية الفريق المصرفي، وأدت تلك التطويرات بالإضافة إلى الميزات التي تحققت من كسب دعم "مجموعة أبوظبي" إلى تحسن ملموس في نتائج الشركة التي تمكنت من تجاوز خسائر العامين 2015 و2016 لتبدأ بتحقيق الأرباح وأدى تحسن أفق الشركة إلى تحسن سعر سهمها أيضاً بصورة ملحوظة.

الاندماج جزء من حركة تركز في ملكيات الشركات المالية 

واستكمال لعلاقة عضوية وتكامل في الأدوار وشملت عملية إعادة الهيكلة في "شعاع" عمليات تملك مهمة لشركتين ماليتين هما "إنتغراتد سكيوريتيز" الإماراتية ثم شركة "أموال" الكويتية وأدت عمليات الاستحواذ تلك إلى تعزيز محفظة أصول "شعاع" التي ارتفعت إلى نحو 4.5 مليارات دولار كما نجم عنها توسيع قاعدة العملاء وتعزيز حضور الشركة في الأسواق الخليجية. وهذه التطورات الإيجابية زادت ولا شك من جاذبية "شعاع" وشجعت مجموعة أبوظبي المالية على المبادرة لاقتراح عملية الدمج. 

لكن الإعلان في 24 مارس الماضي عن مباحثات الدمج بين المجموعتين بهدف خلق كيان مالي أكبر مدرج في السوق، أدى إلى أكبر تحسن في سعر سهم "شعاع" في سنتين، إذ ظهرت للمستثمرين بوضوح الميزات التي ستنجم عن الاندماج على عمليات "شعاع" وبالتالي على أدائها المالي، وأهم تلك الميزات نقل العلاقة مع "مجموعة أبوظبي" من مستوى الشريك المالك الرئيس إلى مستوى التكامل العضوي في عمليات الشركتين وهو ما يوفر إضافة إلى الضمان الطويل الأمد لمستقبل "شعاع" محركاً قوياً للنمو واستقراراً في تدفقات المداخيل، هذا مع العلم أن "مجموعة أبوظبي المالية" هي مجموعة استثمارية خاصة تتولى إدارة محفظة أصول تقدر بنحو ستة مليارات دولار وتتمتع بوجود مباشر في أربع مناطق خارج الإمارات هي المملكة العربيةالسعودية ولندن ومصر والجبل الأسود. 

 

ويتوقع أن تستفيد مجموعة أبو ظبي من خدمات "شعاع" المالية كما ستستفيد الشركتان من خفض ملموس في مصاريف التشغيل ومن التجانس القائم والتداخل في بعض نشاطاتهما المالية مثل الشراكة القائمة بين "مجموعة أبوظبي المالية" وشركة "جبل عمر للتطوير العقاري"، وهي الشركة التي تولت "شعاع" إصدار وإدراج صكوك لصالحها بقيمة 135 مليون دولار في بداية هذا الع 

يبقى القول إن صفقة الاندماج بين "شعاع" وهي شركة مدرجة في بورصات الخليج وبين "مجموعة أبوظبي المالية" توفر للأخيرة ميزة كبيرة لأنها تجعل من الشركة المندمجة تلقائياً شركة مدرجة في البورصة من دون الحاجة إلى إكتتاب عام وتوفر بالتالي الوقت والجهد والمصاريف التي كانت ستتطلبها مثل تلك الخطوة في حال أرادت تلك المجموعة الخاصة إدراج أسهمها في البورصة.