Tuesday2019/1/8 - اتصالات ومعلوماتية


بعد تحذيرات أميركية من منتجاتها:
موجة تضامن دولية مع "هواوي"

04.01.2019
رئيس مجلس إدارة "هواوي" بالتناوب جو بينج
إياد ديراني
لم يتأخر رد الأوساط السياسية والتجارية الدولية على الدعوات الأخيرة للولايات المتحدة إلى مقاطعة منتجات "هواوي" بسبب ما وصفته "المخاوف المتعلّقة بالأمن السيبراني". وجاءت الردود من أعلى المستويات، إذ شملت رئيسي الوزراء الكندي والتشيكي بالإضافة إلى أوساط حكومية هندية وعدد من مشغّلي شبكات الاتصالات مثل O2 البريطانية، ألتيس البرتغالية وأورانج الفرنسية. 
وقال رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو خلال مؤتمر صحفي عُقد في أوتاوا إن قرار كندا بشأن السماح لشركة "هواوي" ببناء شبكتها اللاسلكية من الجيل التالي لا ينبغي أن يكون سياسياً، وأنه يجب ترك القرار للخبراء وأن يعتمد القرار على توصيات وكالات الأمن والاستخبارات المتخصصة. وأضاف أن ملايين بل مليارات الدولارات تُنفق في صناعة التكنولوجيا والبنية التحتية للاتصالات، وثمة ضرورة ملحّة لتوفير الحماية من التدخل والهجمات السيبرانية بما يرتقي إلى توقعات الشعب الكندي وجميع شعوب العالم.
من جهته قال رئيس الوزراء التشيكي أندريه بابيس، إن التحذيرات من الأجهزة التي تصنعها أكبر شركة لصناعة معدات الاتصالات في العالم "هواوي"، "لا تمثل رأي حكومات بلدان لاد أوروبا الشرقية". وواكب مجلس الأمن القومي التشيكي تصريحات رئيس الوزراء بابيس، وأصدر بيانا، قال فيه أن التحذير من "التهديد الأمني" ليس له أي أساس تقني. وأضاف المجلس إن الجمهورية التشيكية ترحب بكافة أنواع الاستثمارات الأجنبية، بغض النظر عن مصدرها.

الهند: لا مبرّر للحظر 

أما في الهند فقد صدرت تصريحات لمسؤولين حكوميين أكدت أنه "لا ينبغي توجيه الأصابع إلى شركة واحدة في قضايا تتعلق بالأمن". وقال أحد كبار المسؤولين الحكوميين: "لماذا ينبغي علينا الحظر بينما يستورد بعض مزوّدي معدات الاتصالات منتجاتهم من الصين". وأضاف أن الهند عمدت مؤخراً إلى وضع معايير الاختبارات الأمنية الخاصة بها، وإخضاع كافة معدات الاتصالات سواءً أكانت محلية الصنع أو مستوردة لاختبارات دقيقة. وقال الرئيس التنفيذي لشركة "هواوي" في الهند جاي تشين أن شركته مستعدة لتقديم "الشيفرة المصدرية" Source Code الخاصة بكافة المعدات للفحص للحد من المخاوف الأمنية. وأضاف تشين: "في المملكة المتحدة تعاونا مع الحكومة لإنشاء مركز اختبارات وتدقيق يُدار من قبل طرف ثالث مستقل، وقد وضعنا الشيفرة الأساسية الأصلية لهذا المركز لإجراء الفحص والاختبار الكامل في متناول يد المعنيين. 

موقف مشغلي الاتصالات

أما في الجانب المتعلّق بمشغّلي شبكات الاتصالات، فقد أكَّدت شركة O2، وهي مُشغل شبكات الهاتف النقال في بريطانيا، أنها ستواصل تركيب شبكات الجيل الخامس لشركة "هواوي" في بريطانيا ضمن 200 موقع تجريبي في لندن، وأنها ستمضي قدماً في تعاونها مع الشركة الصينية. كما وافقت الشركتان المنافستان لشركة O2 وهما "إي إي" و"فودافون" على إجراء التجارب باستخدام معدات "هواوي".
كذلك دخلت "هواوي" في شراكة مع المشغّل الاسباني "ألتيس البرتغال" والتزمت بتطوير خدمات شبكات الجيل الخامس وتركيبها في البرتغال. وقال الرئيس التنفيذي لشركة "ألتيس" ألكسندر فونسيكا: "كانت هواوي ولا تزال شريكاً موثوقاً به لدى "ألتيس" على مدى سنوات، ونتطلع إلى استكشاف هذه الثورة التقنية الجديدة معًا". 
من جانبها، أعلنت "فودافون إيطاليا" و"هواوي" مؤخراً عن الانتهاء من الاعداد لتقنية تهدف إلى تحسين نطاق الطيف العالي التردد في إطار تجارب الشركتين لشبكات الجيل الخامس في مدينة ميلان قبل وضع المعايير. وأتاحت وزارة التنمية الاقتصادية الإيطالية الترددات لشركة فودافون بحيث يتسنى لها تجربة شبكات الجيل الخامس في ميلان. 
من ناحيته، كان الرئيس التنفيذي لشركة أورانج ستيفان ريتشارد واضحاً للغاية في تعليقه على موقف "هواوي" في مواجهة الوضع الحالي. وقال: "تمتلك هواوي أفضل تقنية في العالم؛ فلديها أقوى الإمكانيات والوسائل في مجال البحث والتطوير في هذه الصناعة. ولذلك، فإن جودة منتجاتها واضحة ولا غبار عليها".

بينج: كرة سلّة بلا نجوم! 

وكان رئيس مجلس إدارة "هواوي" بالتناوب جو بينج قال في رسالة موجّهة لموظفي الشركة حول العالم والبالغ عددهم 180 ألفا، بمناسبة حلول السنة الجديدة: "إن أسواق شبكات الجيل الخامس التي اختارت العمل على بناء وتطوير شبكات الجيل الخامس بمنأى عن هواوي ستكون كفريق "إن بي آي" NBA لكرة السلة يلعب مباراة تنافسية بدون مشاركة نجومه. ستستمر اللعبة بالفعل، ولكن بمهارات وخبرات أقل، لا تليق بمباراة احترافية رفيعة المستوى". 
وأضاف: "في العام 2019، سنشهد موجات تطوير جديدة في مجال التحوّل الرقمي والذكاء الاصطناعي، ونعلم جيدًا أننا قد نواجه تحديات أكبر. وكل ما علينا القيام به في مثل هذه الأوقات أن نتمتع بإيجابية ونستجمع قوانا، ونرتقي بجودة عملياتنا، ونبث مزيداً من روح الشغف والابتكار داخل المؤسسة، ونواصل المُضي قدمًا لتلبية متطلبات العملاء وتحقيق الريادة الاستراتيجية". وقال: "نظرا لأن المنافسة بين القوى العالمية أصبحت أكثر احتدامًا، سنشهد المزيد من القلاقل في مجمل بيئة الأعمال".
وفيما يتعلق بامتثال هواوي للأنظمة والسياسات، قال بينج: "إن الوصول للعالمية يعني الالتزام بالامتثال بقوانين جميع الدول والمناطق التي نعمل بها، إذ يعتبر هذا الامتثال أهم الأسس بالنسبة لنا لنواصل أعمالنا ونقدم خدماتنا وإسهاماتنا للعالم أجمع". 
 

اريكسون:
المستهلكون توّاقون لاستخدام الذكاء الاصطناعي

26.12.2018
إياد ديراني
أطلقت اريكسون الإصدار الثامن من تقرير توجّهات المستهلكين الذي حمل عنوان "أبرز 10 توجهات استهلاكية لعام 2019". وقيّم الإصدار الأخير من التقرير السنوي أفكار وتوقعات المستهلكين حول التكنولوجيات المستقبلية بما في ذلك الذكاء الاصطناعي، والواقع الافتراضي، وتقنية الجيل الخامس والأتمتة. وتعليقاً على إطلاق التقرير قال رئيس قسم الأبحاث في مختبر المستهلكين في اريكسون د. مايكل بيورن: "تخيّلوا معي أن التكنولوجيا المستقبلية ستوفر لنا هاتفاً ذكياً يعرفك تمام المعرفة، حيث يمكنه بفضل الذكاء الاصطناعي التعرّف على الحالة النفسية التي تمر بها فقط من خلال النظر في عينيك. ومن الواضح أن مستخدمي التكنولوجيا يستشرفون المستقبل.
وحول اختلاف المُستطلعة آراؤهم فيما يتعلق باعتبار التكنولوجيات المستقبلية كتهديد لحياتنا أو نوع من الفرص التي تفتح آفاقا، قال رئيس مختبر المستهلكين والقطاعات في شركة اريكسون د. بيرنيلا جونسون: "نحن نعيش فعلاً في عصر يتفاعل فيه البشر والآلات الذكية مع بعضهم البعض ويعملون جنباً إلى جنب. وقد قمنا حتى الآن، باتخاذ خطوات خجولة لاستشراف المستقبل".
الجدير بالذكر أن الإحصاءات الواردة في التقرير استندت إلى بيانات تم جمعها من استطلاعات للرأي عبر الإنترنت وتم إجراؤه خلال شهر أكتوبر 2018 لمستخدمي الإنترنت في 10 مدن رئيسية حول العالم.
وهنا بعض أهم النتائج التقرير:
 
• أجهزة "تفهم" مزاج المستخدم 
يعتقد أكثر من 60 في المئة من المستخدمين أن الأجهزة الرقمية التي "تفهم مزاجنا" ستصبح أجهزة رائجة الاستخدام خلال ثلاث سنوات من الآن.
• المساعد الرقمي الذكي
يعتقد أكثر من 65 في المئة من مستخدمي "المساعد الافتراضي" Virtual Assistant أن أجهزة المحادثة الذكية ستكون بمثابة المنصة التي يمكن التحدث معها ومناقشة مواضيع مهمة تماماً كما نفعل مع أفراد العائلة خلال ثلاث سنوات.
• التطبيقات تجمع البيانات عنّا
يعتقد أكثر من 45 في المئة من المستهلكين أن العديد من التطبيقات تجمع البيانات عنهم حتى عند عدم استخدامها.
• الموافقة القسرية
أظهر 51 في المئة من المستهلكين انزعاجهم من ضرورة قبول "ملفات تعريف الارتباط" Cookies لجمع البيانات.
• إنترنت المهارات
عبر أكثر من 50 في المئة من مستخدمي الذكاء الاصطناعي والواقع الافتراضي عن رغبتهم في الحصول على تطبيقات ونظارات وقفازات توفر توجيهات مساعدة لإنجاز المهام العملية اليومية مثل الطهي أو إجراء الإصلاحات.
• الاستهلاك السهل
عبّر حوالي نصف مستخدمي المساعد الافتراضي عن رغبتهم بدفع الفواتير والاشتراك بالعديد من الخدمات بشكل آلي، بالإضافة إلى توفير الحاجات المنزلية التي يحتاجونها بطريقة تلقائية.
• توأمي الرقمي
أعرب 48٪ من مستخدمي تقنيات الذكاء الاصطناعي والواقع الافتراضي عن رغبتهم في تصميم شخصية الكترونية تحاكيهم بشكل متكامل، بحيث يمكنهم التواجد في مكانين في وقت واحد.
• تقنية الجيل الخامس تخلق مجتمعاً آلياً
يعتقد حوالي 20 في المئة من مستخدمي الهواتف الذكية أن تقنية الجيل الخامس ستوفر اتصالاً أفضل لأجهزة تقنية إنترنت الأشياء، مثل الأجهزة المنزلية وأجهزة المرافق.
 

هواوي:
مصر مؤهلة للمضي قدما في عملية التحوّل الرقمي

19.12.2018
خلال مؤتمر "يوم الإبداع لشمال أفريقيا في مصر"
إياد ديراني

أطلقت شركة هواوي النسخة الثانية من مؤتمر "يوم الإبداع لشمال أفريقيا في مصر" تحت شعار "الابتكار من أجل التحول الرقمي بشمال إفريقيا". وتناول يوم الإبداع محاورا مثل قيادة التحوّل الرقمي والمواهب والتعاون بين القطاعات المختلفة وأهمية الابتكار. كما ناقش الحدث الأساليب التي تساعد على جني بلدان شمال أفريقيا لثمار التحول الرقمي. وقال مستشار وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المصري حسام عثمان: "إن أولويات الوزارة في الفترة الحالية هي تحقيق التحوّل الرقمي وبناء بنية تحتية لتكنولوجيا المعلومات تماشياً مع رؤية الحكومة المصرية. وتفعيل التحول الرقمي في جميع جوانب المجتمع بما في ذلك الخدمات الحكومية استنادا إلى أحدث التقنيات التكنولوجية"، مشيراً إلى أنّ "هواوي هي أهم شريك لمصر في تحقيق رؤيتها لعام 2030".

بدوره، شدّد رئيس منطقة شمال إفريقيا في هواوي تشو جيبا على أهمية بناء أنظمة مرنة وديناميكية تحقق، وتكاتف كافة الأطراف المعنية من حكومات ومنظمات مجتمع مدني وشركات وجامعات لتحقيق التقدم التكنولوجي والمعلوماتي. واعتبر أن مصر مؤهلة للمضي قدما في عملية التحوّل الرقمي. وأضاف إن "هواوي قدمت رؤيتها "المنصة + النظام الإيكولوجي" لتوفير بيئة خصبة يمكن أن تتطوّر فيها كل المعطيات المعلوماتية. وذكر أن القاهرة شهدت مؤخرا بناء أول مختبر مخصّص لتنمية القدرات المعلوماتية OpenLab، وهو أول مختبر من نوعه في شمال أفريقيا". 

خدمات الحوسبة السحابية
شرّ لا بدّ منه

13.12.2018
إياد ديراني

عندما بدأت خدمات السحابة Cloud Services بالإنتشار قبل أعوام في المنطقة لم تكن الشركات قد اتخذت قرارها النهائي حيال هذه الحلول الجديدة، لكن ما لم تأخذه شركات عديدة بالإعتبار يومها، هو أن خدمات السحابة ستكون خياراًلا بدّ منه لأسباب عدة أهمها الارتفاع الكبير في كميات الـ «داتا» Data التي تخزّنها هذه الشركات، ما يعيق إمكانية تخزينها داخلياً وفي حال أرادت هذه الشركات ترقية بنيتها التحتية لتحمّل الكميات الكبيرة من البيانات، فإن تكلفة ذلك ستفوق كلفة تخزينها لدى مزوّدي خدمات السحابة. التطور الآخر الذي حدث خلال العام 2018 هو فتح مزوّدي خدمات السحابة الباب أمام الشركات التي تريد الاستفادة من تحليل الداتا الخاصة بها من خلال ما بات يُعرف بإسم «تحليل البيانات» Data Analytics، عندها وجدت الشركات التي اعتبرت تخزين بياناتها وخصوصياتها وأسرارها على السحابة شراً أنها معرّضة لخسارة قدرات تنافسية في مجال تحليل البيانات أمام منافسيها الذين لجأوا إلى خدمات السحابة وتحليل البيانات.

من المعروف أن تحليل البيانات لدى أي شركة حتى ولو كانت تملك مطعماً أو مصنعاً، يتيح لها رفع إيراداتها من خلال دراسة أنماط البيع ومراقبة التكاليف وسواها من المكوّنات الرئيسية في أعمالها. بإختصار أتاح تحليل البيانات أمام الشركات الاستفادة للمرة الأولى من خدمات الذكاء الاصطناعي المبني على كميات كبيرة من الداتا أو ما يُعرف بـ  Big Data.   

الدخول إلى «لعبة» الخدمات السحابية

ويقول المدير الإقليمي لشركة «F5 نتووركس» تابريز سيرف إن الفترة الماضية كشفت أمام مختلف الشركات في المنطقة أهمية الدخول إلى «لعبة» الخدمات السحابية، فضلاً عن أن مزوّدي هذا النوع من الخدمات عمدوا إلى إيصال رسائل طمأنينة إلى الشركات التي كانت تخشى تخزين بياناتها لدى أطراف خارجية كالبنوك مثلاً.ويضيف:«لقد بات يتوفر اليوم خدمات سحابية يمكن تفصيلها على قياس متطلبات الشركات وهي تأخذ في الإعتبار الهواجس الأمنية وضرورة حماية البيانات السريّة، ونشأ في الفترة ذاتها ما يمكن تسميته «السحابة المتعددة»

 Multi Cloud التي تتيح التخزين على  نماذج عدة من السحابات الداخلية منها والخارجية أو المخصّصة مثلاً لتطبيقات الشركات أو لحلولها المتعلقة بإنترنت الأشياء IoT أو المتصلة بالحوسبة السحابية التي تتضمّن خدمات تحليل بيانات». 

كما عمد مزودو خدمات السحابة إلى تجزئة الخدمات أولاً لطمأنة أصحاب الهواجس، وثانياً لتسهيل انضمامهم إلى هذا الوسط الرقمي الضروري لأي شركة تسعى الى تحقيق ما يُعرف بالتحوّل الرقمي Digital Transformation. ومن المعروف أن هذا النوع من التحوّل في أداء أعمال الشركات هو عملياً انتقال من مرحلة ما قبل الخدمات الرقمية إلى مرحلة تزخر بالبرامج والتطبيقات وخدمات انترنت الأشياء والحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي، أو من مرحلة الاستخدام الجزئي إلى الاستخدام الكلّي للحلول الرقمية في الأعمال. 

فرص وصعوبات

وبحسب دراسة أجرتها «فورسايت فاكتوري» لصالح «F5 نتووركس» تحت عنوان «مستقبل البيئات المتعددة السحابة FOMC» أو ما يعرف اختصاراً بإسم «السحابة المتعددة» Multi Cloud فإن الشركات التي ستتجاهل مدى قدرة وفعالية «السحابة المتعددة» اليوم ستواجه صعوبات جمّة خلال السنوات الخمس المقبلة. 

وفي الوقت نفسه، تشير تقديرات «مؤشر السحابة العالمي» من سيسكو إلى أن 94 في المئة من إجمالي العمل وحالات الحوسبة ستتم معالجتها بواسطة مراكز البيانات السحابية في حلول العام 2021، في حين يلعب بث مقاطع الفيديو وشبكات التواصل الاجتماعي دوراً رئيسياً في دفع موجة النمو المتواصلة هذه، حيث استهلك المستخدمون المشتركون خدمات شركة نتفليكس Netflix بمفردهم أكثر من مليار ساعة من محتوى مقاطع الفيديو خلال أسبوع واحد فقط في العام 2017.