هواوي تتوقع دخول العالم
عصر "الذكاء الشامل"
بحلول سنة 2044

27.04.2024
Twitter icon
Facebook icon
LinkedIn icon
e-mail icon
شارك هذه الصفحة مع آخرين
Print Friendly, PDF & Email

بيروت – إياد ديراني

ثمة عدد كبير من المؤشرات تدلّ على دخول العالم في عصر الذكاء الاصطناعي، وربما تكون هذه خطوة تمهيدية إضافية لانطلاق الثورة الصناعية الرابعة التي يُتوقع أن تختفي فيها الحدود بين العالمين الرقمي والمادي. من بين أهم ما يمكن الاستناد إليه في تحليل مستقبل هذا المسار، هي توقعات كبار اللاعبين في عالم التكنولوجيا مثل هواوي التي تتوقع أن يدخل العالم عصر "الذكاء الشامل" بحلول سنة 2044.

المؤشر الثاني هو حجم الاستثمارات، إذ بحسب دراسة لـ "غولدمان ساكس" من المتوقع أن يقترب حجم الاستثمارات العالمية في مجال الذكاء الاصطناعي من 200 مليار دولار سنة 2025. ولأن هذه الأرقام عرضة للمراجعة والتعديل صعوداً وهبوطاً، يمكن الاستناد إلى تحليل أصدرته جامعة ستانفورد الأميركية في تقرير "مؤشر الذكاء الاصطناعي - 2023 "، الذي ذكرت فيه أن ما تم استثماره في عالم الذكاء الاصطناعي على مدى عشر سنوات (2013-2022) قد يناهز 943.2 مليار دولار.

سباق عالمي

من هنا نستطيع أن نفهم المشهد الاستثماري العالمي في مجال الذكاء الاصطناعي بشكل أكبر، وأن نعي معنى توقّع هواوي لحلول عصر "الذكاء الشامل" بغضون 20 عاماً. وحول المساعي التي تبذلها هواوي في هذا "السباق" العالمي، يقول نائب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي الدوري لشركة هواوي إيريك شو إن هواوي تتبنّى في استراتيجيتها الذكاء الاصطناعي وتستمر في بذل مساعيها لتعزيز التعاون مع مختلف الشركاء والعملاء للعمل على دمج مزيد من قدرات الذكاء الاصطناعي ضمن حلولها ومنتجاتها ومعداتها، وتقديم حلول الذكاء الاصطناعي لعملائها في مختلف المجالات. 

ويتابع إيريك شو، فيقول في كلمة ألقاها على هامش الدورة الـ 21 من "قمة هواوي العالمية لمحلّلي صناعة الاتصالات وتقنية المعلومات" التي أقيمت مؤخراً في مدينة شنجن الصينية بمشاركة أكثر من 500 محلّل وباحث وخبير: "تُولي مبادرات هواوي الاستراتيجية للعام 2024، أهمية خاصة للإجراءات الأساسية التي تتخذها الشركة حيال استغلال الفرص الاستراتيجية في مجال الذكاء الاصطناعي وتطوير استراتيجية الذكاء الاصطناعي الشاملة لتحقيق تقدم الأعمال ضمن مسارات متعددة أهمها التعاون المنفتح في مجال بناء أنظمة بيئية مزدهرة للذكاء الاصطناعي. وستُثمر هذه المقاربة في نجاحات مشتركة تعمل على تعزيز تنافسية منتجات الشركات وحلولها وخدماتها خلال المرحلة الحالية المتسارعة من العصر الرقمي".

ما تفعله هواوي ليس أمراً مفاجأً، ذلك إن الذكاء الاصطناعي يبشّر بثورة اقتصادية هائلة، لا بل ربما نكون أمام مرحلة حضارية مختلفة للإنسانية، حيث يمكن إضافة تريليونات الدولارات إلى القيمة الاقتصادية العالمية من خلال تعزيز الإنتاجية في مختلف القطاعات.

وبحسب المنتدى الاقتصادي العالمي، من المتوقع أن يُضيف استخدام الذكاء الاصطناعي نحو 16 تريليون دولار إلى الاقتصاد العالمي بحلول عام 2030، ما سيجعله أحد أهم العوامل المؤثرة على مستقبل الاقتصاد عموماً. ويضيف المنتدى الاقتصادي العالمي: "من المتوقع أن تستفيد كل من الصين والولايات المتحدة الأميركية بشكل كبير من هذه الطفرة التكنولوجية، حيث من المتوقع أن يستحوذ البلدان على نحو 70 في المئة من التأثير العالمي للذكاء الاصطناعي".

السيطرة والتفوّق

من الواضح أن ما سيحدد معالم مستقبلنا على ضوء تطورات الذكاء الاصطناعي هو الطريقة التي ستتفاعل بها الشركات والحكومات مع العناصر الرئيسية التي تتيح تقدم الذكاء الاصطناعي. ويقول رئيس معهد هواوي للأبحاث الاستراتيجية د. جو هونغ أن ما سيحدد معالم هذا المستقبل هو مدى إدراك الصناعات المختلفة لأهمية البيانات (الداتا) والاتصالات والحوسبة وأنظمة التحكّم، وهذا بالتحديد ما سيغيّر أسلوب حياتنا وعملنا ويعيد تعريف علاقتنا مع الطبيعة ويفتح الباب أمام عالم رقمي جديد.

ويقدم د. هونغ مجموعة اقتراحات لزيادة دقة الذكاء الاصطناعي العام وقدرته على التكيّف، ورفع قدراته الابتكارية وكفاءته، ويركز على أهمية تطوير أشكال متعددة للذكاء، وإنشاء نظام ذكي مفتوح ومستقل، وتطوير أساليب وهياكل ومكوّنات جديدة في عالم الحوسبة، وإتباع نهج هندسة النظم في تطوير الذكاء الاصطناعي.

وعلى الرغم من الضبابية المحيطة بمسار تطور الذكاء الاصطناعي وأنواعه ومساراته واستخداماته، من المتوقع ارتفاع حدة شراسة المنافسة بين الشركات كما بين الدول لإحتلال مقعد قيادة قطاع الذكاء الاصطناعي العالمي، ذلك أن من يقود هذه الثورة ربما يتحكم بمستقبل العالم لفترة من الزمن في مجالات مصيرية وبالغة الحساسية مثل البحث والتطوير (R&D)، الاقتصاد، الابتكار والاختراعات والعلوم، التسلّح واستكشاف الفضاء والتعليم وغيرها من المجالات التي تتيح السيطرة والتفوّق.